بعد التصعيد العسكرى الإسرائيلى المستمر ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية والتهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة شمال القطاع ، أعلن الجناح العسكرى لحركة حماس انتهاء تهدئة مبرمة منذ خمسة أشهر فى قطاع غزة رسمياً محملاً إسرائيل المسئولية. وأشار أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب " عز الدين القسام " الجناح العسكرى لحماس أنه لن تكون هناك تهدئة بين الكتائب وقوات الاحتلال الإسرائيلى ، ولم يستبعد قيام كتائب القسام بعمليات فدائية مؤكداً أن الخيارات مفتوحة للرد على العدوان الإسرائيلى المتواصل . وللمرة الأولى منذ أشهر أعلنت كتائب عز الدين القسام عن مسئوليتها عن قصف مستعمرات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة بعشرات من قذائف الهاون وصواريخ محلية الصُنع رداً على التصعيد الإسرائيلى المتواصل ضد الشعب الفلسطينى . وقد أشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال زيارته لروما أن إنهاء الجناح العسكرى لحماس (للتهدئة مع إسرائيل) ليس نهائياً ، وأشار غازى حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إلى أن الحكومة أكدت رغبتها فى استمرار الهدوء والحفاظ عليه على النحو الذى يحقق المصالح الوطنية للشعب الفلسطينى ، إلا أن فوزى برهوم المتحدث باسم حركة حماس أعرب على أن ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلى هى التى وضعت حداً للتهدئة خاصة بعد المجزرة التى ارتكبتها فى جنين وقطاع غزة . وكانت مصر قد حذرت إسرائيل من استمرار التصعيد العسكرى ضد الفلسطينيين فى الوقت الذى قدمت فيه الدول العربية مبادرة السلام مع إسرائيل ودعا وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فوراً والحفاظ على التهدئة والبدء فى محادثات السلام . ومن ناحيته أكد رئيس الوزراء الإيطالى رومانو برودى أن الأمن الحقيقى والكامل لإسرائيل سيتحقق فقط بقيام دولة فلسطينية معتبراً أن ذلك هو المُبتغى الذى يسعى الجميع إليه ، ومطالباً فى احتفال للسفارة الإسرائيلية فى روما بمناسبة الذكرى ال 59 لإعلان الدولة العبرية إسرائيل والدول العربية ببذل تضحيات بغية تأمين دولة مستقلة ذات سيادة وامتداد جغرافى متواصل للشعب الفلسطينى . وحول الرد الإسرائيلى عقد إيهود أولمرت اليوم اجتماعاً تشاورياً لحكومته لإقرار الرد الإسرائيلى بعد تصعيد الوضع على خلفية إطلاق كتائب عز الدين القسام الصواريخ باتجاه إسرائيل ، وطالب زئيف بوييم وزير الهجرة الإسرائيلى الحكومة الإسرائيلية بتبنى إجراءات عسكرية أشد لوقف ما أسماه بهذه الهجمات ، بينما ادعى نائب وزير الدفاع " افرايم سنيه" أن إسرائيل لا تسعى لرفع مستوى التوتر مع الفلسطينيين مهدداً فى نفس الوقت بالقيام بكل ما هو ضرورى لخفض ما أسماه مستوى الإرهاب انطلاقاً من غزة ، وقد سبق الاجتماع تصريحات لمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قال فيها إنهم معنيون باستمرار التهدئة .. ولن يكون اجتماع مجلس الوزراء هو التحرك الإسرائيلى الوحيد فقد نشرت صحيفة "ها آرتس" أن إسرائيل ستتقدم باحتجاج إلى مجلس الأمن الدولى . وقد أوردت الإذاعة الإسرائيلية أن قيادة الأركان الإسرائيلية قدمت مقترحات إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت للقيام بعملية واسعة النطاق فى قطاع غزة يؤيدها فى ذلك وزير الدفاع عامير بيرتس ، إلا أن نائب وزير الدفاع " افرايم سنيه " عارض هذه العملية فيما يتردد أن أولمرت من الموافقين عليها . وأعلنت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس طالب إسرائيل الليلة الماضية عبر وسطاء بضبط النفس مؤكداً أن عمليات القصف التى شاركت فيها حماس لن تتكرر وأن الخرق للتهدئة كان لمرة واحدة فقط . وأعرب بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود الإسرائيلى عن اعتقاده بوجوب فرض طوق أمنى شامل على قطاع غزة بحيث لا يسمح بدخول أى شئ عدا المواد الغذائية والأدوية ، زاعماً أن هذا الطوق محاولة لوقف الاعتداءات الصاروخية وإسقاط حكومة حماس مطالباً بالإعداد للقيام بعملية عسكرية واسعة فى قطاع غزة مالم يتمخض الطوق الأمنى عن النتائج المرجوة منه . ويرى المراقبون أن تبنى حركة حماس لعملية القصف على إسرائيل يعتبر حدثاً مهماً لأن الحركة كانت قد التزمت وقفاً لإطلاق النار منذ شهر نوفمبر الماضى 2006 ولكنها فى حينها قالت أنها سترد على عمليات قتل الفلسطينيين فى حال قامت إسرائيل بذلك . وعلى صعيد آخر اشار " شون ماكور ماك " المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأمريكية " كونداليزا رايس " أنها ستعود إلى الشرق الأوسط لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك فى منتصف مايو المقبل للنظر فى إيجاد سُبل لتحقيق السلام فى المنطقة . 25/4/2007