دعمت الاسعار الزهيدة للاسهم المصرية توقعات المحللين باستمرار صعود البورصة خلال تعاملات الاسبوع الاخير من اكتوبر رغم خفض التصنيف الائتماني لمصر وتخفيض الاسعار المستهدفة لعدد من البنوك المصرية من قبل "اتش.اس.بي.سي". وشهدت البورصة المصرية ارتفاعات شبه جماعية خلال تداولات الاسبوع الجاري عدا جلسة الثلاثاء، بدفع من استمرار فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية بمصر ووصول الاسعار لمستويات متدنية. وقال محمد عسران عضو مجلس ادارة شركة بايونيرز لتداول الاوراق المالية ان السوق سيواصل الصعود في ظل الاسعار الزهيدة، وحالة التفاؤل التي تم السوق، مشير الى ان تخفيض تصنيف مصر لن يؤثر لان السوق أخذت في الماضي كل التأثيرات السلبية المتوقعة. وخفضت ستاندرد اند بورز الثلاثاء تصنيفها الائتماني لمصر معللة ذلك بتنامي المخاطر التي تهدد استقرار الاقتصاد الكلي في ظل المرحلة الانتقالية الحالية، حيث خفضت تصنيفها طويل الاجل لديون مصر بالعملة الصعبة إلى "BB- من BB"، وخفضت تصنيفها طويل الاجل للديون بالعملة المحلية درجتين الى "BB- من BBزائد"، وتضع الوكالة نظرة مستقبلية سلبية على كل تصنيفاتها لمصر. وحذرت الوكالة من خفض اخر محتمل اذا جاء التحول السياسي أقل سلاسة من المتوقع وهو ما قد يزيد صعوبة الاقتراض الحكومي أو تلبية الحاجات الخارجية للبلاد. وقامت "اتش.اس.بي.سي" بتخفيض الاسعار المستهدفة لعدد من البنوك المصرية الخميس كان أبرزها البنك التجاري الدولي. غير ان سهم التجاري الدولي أغلق اليوم مرتفعا 1.8 % و"الاهلي سوسيتيه" 5.3 % و"المصري الخليجي" 2.9 5، و"كريدي اجريكول" 2.5 %. وأستبعد عسران ان تؤثر تراجعات الاسواق الامريكية أو الاوروبية على السوق المصرية. وتراجعت الاسهم الامريكية الاربعاء وصاحبتها الاسهم الاوروبية في أوائل التعاملات الخميس اذ أن توقف المحادثات بين فرنسا وألمانيا أضعف الامال في توصل القمة الاوروبية التي ستعقد يوم الاحد الى خطة شاملة للتصدي لازمة ديون منطقة اليورو. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية ان السوق ستواصل الصعود الاسبوع المقبل، ولا أتوقع ان تؤثر التراجعات العالمية أو تخفيض ستاندرد على السوق، استقرار الوضع السياسي الى حد ما وغلق باب الترشيح للانتخابات البرلمانية سيدعم الصعود. ويتوجه المصريون الى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد بدءا من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 لكن لم يحدد موعد لاختيار رئيس جديد رغم ان الاطار الحالي يعني ان هذا لن يحدث قبل نهاية عام 2012 أو في موعد لاحق مما يترك السلطات الرئاسية مع الجيش حتى ذلك الموعد. واستردت الاسهم حوالي 7.6 مليار جنيه 1.3 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال الاسبوع لتقلص اجمالي الخسائر السنوية الى نحو 160.2 مليار جنيه منذ بداية العام. وتوقع ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية استمرار الصعود خلال معاملات الاسبوع القادم ولكن لن يكون بنفس قوة الاسبوع الماضي أو الجاري، ورجح الوصول الى مستوى 4350-4400 نقطة. وقال ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية ان السوق ستواصل الارتفاع مستهدفا مستوى 4400 نقطة بدعم من استهداف التجاري الدولي لمستوى 25.50-26 جنيها، واستهداف اوراسكوم للانشاء لمستوى 232 جنيها. ويدرس المنظمون بسوق المال المصري طرح اليات جديدة تساعد على تنشيط السيولة والتداولات بالسوق مثل اعادة الية الشراء والبيع في ذات الجلسة "T+0 " واستحداث الية الشراء ثم البيع في الجلسةالتالية "T+1 " وتعديل معايير الشراء بالهامش لتضم عدد أكبر من الشركات يزيد عن 83 شركة. ويرى نادر ابراهيم العضو المنتدب لشركة مشرق كابيتال لادارة المحافظ المالية ان الجميع بدأ يشعر بحالة من الاستقرار الى حد ما بمصر ولذا نرى ارتفاعات السوق. واستطرد قائلا انه يشعر بالخوف بسبب تجاهل السوق لتخفيض ستاندرد اند بورز، وتمنى ألا يستيقظ يوما ما على حقيقة مؤلمة، لذلك لابد أن نتوخى الحذر. (الدولار يساوي 5.97 جنيه مصري)