قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) تلك هي آية في كتاب الله، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات. فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه الآية، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة، وخرج في نهاية شهر رمضان، وقد نقص وزنه قليلا، وانخفضت الدهون، يكون في غاية الصحة والسعادة، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه، وارتياحا في جسده. فالحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون، وزيادة في الوزن، وعبء على القلب وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات.. كل عام وحضراتكم بكل خير نحن على أعتاب شهر رمضان الكريم كل عام وحضراتكم بكل خير نحتاج إلى النصيحة الطبية الضرورية لتجنب الأزمات الصحية خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الدكتورة عفاف عزت أستاذة الكيمياء الحيوية والتغذية ورئيس قسم التغذيه في المركز القومي للبحوث. نص الحوار. *** في البداية هل هناك نظاماً غذائياً معيناً في شهر رمضان الكريم؟ في البداية كل عام وكل المصريين بكل خير الحقيقة ليس هناك برنامج صحي لشهر رمضان فحسب بل نظام غذائي لا بد من اتباعه طوال العام، فما جدوى أن تسير وفق قواعد التغذية في شهر رمضان إذا كنت لا تتبعها في بقية أيام السنة. *** ما هي المعدلات المناسبة للطعام سواء في الإفطار أو السحور؟ المعدلات الطبيعية هي تناول وجبة متوازنة تضم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بطريقة صحيحة، وهي الكربوهيدرات كالارز والمعكرونة والخبز والبطاطس. البروتين، ويمكن تناول أحد مكونات البروتين النباتي أو أكثر وهي متوافرة في البقوليات بأنواعها، أما البروتين الحيواني فضروري لتوفيره الأحماض الأمينية التي لا يكوّنها الجسم لكن من دون الإكثار منه. الدهون، إذ إن الجسم بحاجة الى المشبعة منها (في السمن) وغير المشبعة (في الزيوت) وإن كانت الأخيرة مطلوبة أكثر لاحتوائها على الأحماض الدهنية التي يحتاجها جسم الإنسان ولا يكوّنها. كذلك يحتاج الجسم إلى الأملاح والفيتامينات الموجودة في الخضار والفاكهة الطازجة التي تحتوي أيضاً على الألياف الغذائية الضرورية التي تقلل من امتصاص الجسم للدهون الضارة وتمنع تكوّن سرطانات القناة الهضمية. إذاً، الجسم في حالته الطبيعية، يحتاج إلى هذه العناصر كافة في الوجبة لأنها جميعاً تشارك في تفاعلاته البيوكيماوية التي تنتج منها الطاقة التي يحتاجها وتولد المضادات والأجسام المناعية التي تحافظ عليه. *** وماذا عن إحتياج الجسم من البروتين خلال الصيام؟ هناك طريقة بسيطة لقياس احتياجات الجسم من اللحوم، إذ إن لكل كيلو جرام من وزن الإنسان جراماً من اللحوم. *** بماذا تنصحين في الإفطار؟ أنصح الصائمين بأكل وجبة متوازنة مع مراعاة ظروف الصيام هذا العام وتزامنه مع ذروة فصل الصيف، ويفضّل تقديم وجبة خفيفة لا دسمة لأن الأخيرة تأخذ وقتاً في الهضم ما يعني بذل مجهود أكبر خصوصاً مع الحر، وتقديم الوجبات إما مسلوقة أو مشوية. *** كيف نتجنب أكل الحلويات بإفراط شديد؟ بلاشك أن الحلويات أضرارها أكثر من منافعها لأنها تحتوي على دهون بنسب عالية، وهذا لا يتناسب مع الحر لذلك يمكننا أن نضع قائمة حلويات بديلة خفيفة وتعطي سكريات وليس دهوناً كالجيل والكاستر وسلطة الفاكهة والفاكهة المحلاة. *** وما هي نصائحك لأصحاب الأمراض المزمنة؟ لكل حالة معاملة خاصة يحدّدها الطبيب المعالج. لكن هناك محاذير عامة على المرضى اتباعها في رمضان، فمثلا يُمنع على مريض القولون تناول التمر المنقوع في اللبن لساعات عدة لأن التمر يتخمّر وينتج أنزيمات تسبّب تهيج القولون، والأفضل له أن يتناول التمر المنقوع في اللبن قبل الإفطار مباشرة. أما بالنسبة الى مرضى الكبد والكلى فعليهم الابتعاد عن تناول اللحوم بكثرة. *** وما هي نصائحك للاطفال خاصة في العام الأول من الصيام؟ الطفل ينبغي أن ندرّبه علي الصيام مع الحرص على ألا نجهده كي لا ينفر من الصيام ويكرهه عندما يكبر، لذلك أرى أن سن الثامنة مناسبة تماماً لبداية تدريب الطفل تدريجاً الى أن يصل إلى القدرة على الصيام بشكل كامل، مع الأخذ في الاعتبار أن الصيام هذا العام يأتي في أشهر الصيف،ويعتبر تدريب الأطفال على الصوم وعدم إجبارهم عليه من مسؤولية الأم، ويحافظ شرب السوائل بكثرة وعدم التعرُّض لأشعة الشمس على نضارة البشرة ويجنِّب الصائم العطش أثناء النهار. *** بماذا يفيد الصيام جسم الإنسان؟ الصيام من أهم النظم البيولوجية الحيوية المفيدة للجسم، اذ يحدث فيه تعديل للمسارات الحيوية كنوع من المحاكاة التي يسلكها الجسم، للحصول على حاجاته من الغلكوز بعد نفاد المتاح منه في الدم، بالتالي الحصول على الطاقة اللازمة لأجهزته للقيام بعملياتها الحيوية. يأخذ الجسم احتياجاته من الطاقة من ناتج التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون. في مراحل الصيام، يحصل على طاقته من البروتينات ويحوِّلها إلى غلكوز، ومن الأجسام الكيتونية وهي ناتج التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية، ومن المركبات ذات الطاقة العالية في العضلات، ثم من الخلايا الدهنية فيه، وهكذا يسلك الجسم، طوال فترة الصيام، مسارات كثيرة ليحافظ على مستوى الغلوكوز في الدم وفي الدماغ. أثبتت الدراسات أن في الصيام تجديداً وتنشيطاً لأنظمة الجسم وتجديد قدرته على التحمل وتغيير المسارات الحيوية. *** وماذا عن وجبات السحور؟ أنصح بتناول السحور قبل النوم بساعتين، لأن النوم بعد الأكل يؤدي إلى عسر هضم وشعور بالانتفاخ طوال ساعات الصيام. وتتكوّن وجبة السحور المثالية من الفول المدمس باعتباره بروتيناً نباتياً، وشراب الينسون لاحتوائه على الفيتامينات وبيضة مسلوقة والخبز كممثل للكربوهيدرات، والزبادي أو اللبن المتخمّر، وهو ضروري على مائدة السحور لأنه يساعد على الهضم وترطيب القناة الهضمية. *** كيف نتجنب الأخطاء الشائعة في التغذية في رمضان؟ نتجنب هذه الأخطاء بعدم تناول الأغذية المحمَّرة بكثرة على درجات حرارة عالية وملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار والإصابة بالتخمة وأيضاً الحرص على كسر الصيام بشراب الكركديه الذي يرفع من درجة حموضة المعدة وعدم إهمال وجبة السحور وتناول المياه الغازية أثناء الإفطار.