يتعرض 3.7 مليون صومالى غالبيتهم من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الجنوب للموت جوعا بسبب المجاعة التى احكمت قبضتها على المنطقة وتظهر القرى خاليه من سكانها الجياع الذين فروا من ديارهم.. وقد تراكمت الاتربة على الاراضي شبه القاحلة المحيطة ببلدة دوبلي الحدودية في جنوب الصومال واختفت النباتات ، فى الوقت الذى تظهر فيه اثار طلقات الرصاص على مباني دوبلي وهي من آثار المعارك التي جرت في وقت سابق من العام الجارى 2011 حين طردت القوات الصومالية ومقاتلون من ميليشيا راس كامبوني - المتحالفة مع الحكومة - الميليشيات الاسلامية من البلدة الحدودية. ويتمركز متمردو حركة الشباب التي ترتبط بصلات بتنظيم القاعدة على بعد 20 كيلومترا الى الشرق في قرية داجالاما وعلى بعد 30 كيلومترا الى الجنوب في هاوينا ، ويتكرر نفس المشهد في العديد من الاماكن في جنوب الصومال الذي اعلنت الاممالمتحدة انه يعاني من المجاعة . وتقدر الولاياتالمتحدة أن أكثر من 29 ألف طفل دون الخامسة لقي حتفه جراء الجفاف والمجاعة في جنوب الصومال في الاشهر الثلاثة الماضية ، وتركزت الاستجابة الانسانية للمجاعة في الصومال على توفير مواد غذائية ومأوى بشكل عاجل ودعت فاو لجمع 70 مليون دولار لمساعدة الصوماليين على شراء اغذية وعلف للماشية كي لا يتركوا البلاد. ولا يسع المواطنين سوى مراقبة الاوضاع والامل فى غد افضل ، ويقول عبد الله عبد السلام ان ذلك الجفاف -الاسوأ منذ عقود- سوف يقضي على ماشيته ويرفع أسعار المواد الغذائية الى حد بعيد عن متناول الغالبية لتتوقف الحياة تدريجيا في كشك بقالة صغير يمتلكه، وقال عبد السلام "استثمرت كل ما أملك في تلك الماشية اغلبها نفق والباقي هزل ولا قيمة له"، لكنه كان الأوفر حظا لانه صاحب تجارة صغيرة . وفي مجمع متهالك على مشارف دوبلي تبعد حبيبة مهد الذباب عن عيني طفلها البالغ من العمر اربعة اعوام والذي يعاني من سوء تغذية حاد وبلغ به الضعف مبلغا يمنعه حتى من البكاء ، وقالت "لم احصل على شيء لطفلي" ، وهي تفكر مليا في قطع مسافة مئة كيلومتر للوصول لمخيم داداب للاجئين بعد ان سارت بالفعل وسط اراض قاحلة على مدار ثلاثة اسابيع. وتقع دوبلى على بعد خمسة كيلومترات من الحدود مع كينيا وغالبية الاطعمة في متاجرها مستوردة ، ويسيطر المسلحون على ميناء كيسمايو و يرغمون التجار على عبور عدة حواجز على الطرق وغالبا ما يجري تحصيل ضرائب بعنوة ، ويفضل كثيرون ان يسلكوا طرقا طويلة لتفادي هذه الحواجز والنتيجة واحدة.. أسعار أعلى. وتركزت الاستجابة الانسانية للمجاعة في الصومال على توفير مواد غذائية ومأوى بشكل عاجل ودعت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة "فاو" لجمع 70 مليون دولار لمساعدة الصوماليين على شراء اغذية وعلف للماشية كي لا يتركوا البلاد. وقال عبد الناصر سرار من شيوخ المنطقة لوفد رفيع المستوى من الفاو "جعلنا المكان امنا ابلغنا وكالات الاغاثة بذلك ولكن لم يحدث اي تدخل عاجل بعد". من جهته ،قال لوكا الينوفي رئيس برنامج الصومال في المنظمة وهو يقف وسط اراض قاحلة تتناثر فيها الحيوانات النافقة "لا بديل عن تقديم اعانة نقدية فورية للمواطنين وفي نفس الوقت العمل فورا على حماية مصدر الموارد (الماشية)". ولا زالت "فاو" تنتظر تعهدات المانحين وتقول ان مبلغ 70 مليون دولار سيتيح توفير الحبوب لعدد 750 ألف شخص قبل هطول الامطار وسيساعد في توفير علف وتحصين 42 مليون رأس من الماشية لها علاقة بالجفاف ودعم أكثر من مليون نسمة مقابل القيام بعمل يسهم في أحياء الاقتصاديات المحلية. وعنها قالت كريستينا امارال رئيسة العمليات الطارئة في فاو "من الواضح جدا اننا بحاجة لنقل مساعدات عبر الحدود لجنوب الصومال ، و اذا لم يفعلوا ستكون مسألة وقت فحسب قبل ان يفكر عشرات الالاف الاخرين في بدء رحلة نحو الحدود وربما لا يعودون ". جدير بالذكر أن دوبلى كانت مركزا تجاريا يضج بالحياة لانها نقطة عبور الى كينيا -اكبر اقتصاد في المنطقة- والان لا يعبر المنطقة سوى اسر منهكة في طريقها الى أكبر مخيم للاجئين في العالم على الجانب الاخر من الحدود.