قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن مصر الثورة قد تغيرت عن ذي قبل، ولن تعود أبدا للعب الدور القديم الذي كان يقوم به النظام البائد الذي قزمها وقلص دورها الإقليمى والدولى، ولن تقبل تدخلاً خارجيًّا في شئونها ولا إملاءات من أية جهة أو قوة مهما كانت، ولعل العالم كله يدرك الآن أن مصر الثورة ماضية في استعادة مكانتها بإذن الله بغير عدوان علي أحد، ونمد أيدينا بالسلام لكل دول العالم. وأشار بديع خلال حفل الإفطار السنوي الذى أقامته الجماعة السبت الى أن الإخوان شاركوا مع سائر القوى الوطنية الحرة في هذه الثورة منذ بدايتها وحتى الآن، وكان شعارهم دائما: "إننا مع شعبنا وأمتنا لا نتقدم عليه ولا نتأخر عنه، وتحملنا بكل شجاعة وإيمان ما وقع علينا من ظلم النظام المستبد البائد الذي قام باعتقال ما يزيد عن أربعين ألفًا من الإخوان المسلمين في الثلاثين سنة الماضية، أمضوا سنيين طويلة في سجون الديكتاتور المخلوع". وشدد على ضرورة نبذ الخلافات الأيديولوجية والسياسية وحشد طاقات الأمة بمختلف تياراتها حول المتفق عليه والاشتغال بما يهم جماهير شعبنا والسعي المشترك لإيجاد حلول عملية للمشاكل اليومية للأمة من فقر وبطالة وعنوسة وتدني مستوى التعليم وضعف مستوى الخِدمات العامة. وأكد المرشد العام أن الاحتفال بشهر رمضان الكريم هذا العام متميز ومختلف عن ذي قبل؛ فهذا أول رمضان بعد سقوط الاستبداد الذي جثم على صدر الوطن لعشرات السنين فحرم المصريين من أبسط حقوقهم وتسبَّب بسياساته الخاطئة وعناده الدائم في إفقار البلاد وإفساد العباد. وأوضح بديع أن الثورة المصرية كشفت حقيقة كنا ولا نزال نؤمن بها ونصر عليها وهي أن عناصر الصحة والسلامة لا تزال قوية فعالة في نفوس أبناء الأمة جميعا؛ فكان شبابنا مع أبائهم وقود الثورة وحملة رايتها وعنوان يقظتها ونهضتها، وفتحوا جميعا لأمتهم طريقا إلى الحرية والمجد، وتجاوبت الأمة كلها فكانت هذه الملحمة المصرية الرائعة التي سيبقى العالم لعقود طويلة يستلهمها ويتعلم منها.**