محفوظ عبد الرحمن..كاتب من الكتاب القلائل الذين يزخر بهم الوطن العربي، كتب العديد من الأعمال التي تنوعت ما بين المسرح والتليفزيون والسينما، ذاع صيته منذ أن كتب مسرحية "حفلة علي الخازوق" لتتوالي أعماله المسرحية ؛ حيث كتب "عريس بنت السلطان " والحامي والحرامي" و"السلطان يلهو".. وغيرها من الأعمال التي كتبت جميعا باللغة العربية الفصحي عدا "كوكب الفيران"المسرحية الوحيدة التي كتبها بالعامية إلي جانب العديد من الأعمال التليفزيونية أشهرها " بوابة الحلواني" أول عمل يذاع له علي التليفزيون المصري ثم تلاه المسلسل الأشهر "أم كلثوم"، كما كتب "الكبرياء يليق بالفرسان " وليلة مصرع المتنبي "و"الفرسان يغمدون سيوفهم"و"سليمان الحلبي"وعنترة" وجميعها أذيعت في بلدان عربية غير مصر ، وكتب للسينما "القادسية"بإنتاج عراقي و"ناصر 56 "و"حليم" بإنتاج مصري ومؤخرا عرض له البيت الفني مسرحية "بلقيس "وكان مقررا أن ينتج له التليفزيون المصري مسلسل "أهل الهوي ". التقينا بالكاتب الكبير وأجرينا معه الحوار التالي لنضع هذه التفاصيل في بؤرة الضوء ونتعرف منه علي رؤيته لمجرى الأحداث في الآونة الأخيرة .. قدمت أخيرا مسرحية بلقيس عقب ثورة 25 يناير.. فما الذي أردت أن تقوله من خلال هذا العمل ؟ هذا العمل كتب قبل ثورة يناير وهو يعبر عن قهر الإنسان.. والقهر قضية مريرة في حياة الإنسان يفترض أن يقاومها ولكنه أحيانا يستسلم لقهره حين يفقد الأمل في أن يغير واقعه؛ وهذه المسرحية تتناول مجموعة يمارس عليها القهر وخاصة شخصية من شخصيات التاريخ المهمة والتي نتصور أنها بموقعها المهم تستطيع مقاومة القهر بسهولة لكنه كان قهرا كبيرا، وحينما بدأت هذه المجموعة مقاومة القهر وجدت أن هذا الطريق ليس صعبا وأن إرادة الإنسان مهمة جدا وأن الإنسان يستطيع أن يغير إذا كانت لديه العزيمة لهذا . هناك اتفاق بين من شاهدوا العرض المسرحي وهو أن محفوظ عبد الرحمن كان لديه استشراف لروح ثورة يناير في كل كلمة كتبت.. فإلي أي حد حدث ذلك؟ بالتأكيد ليس مقصودا فلم يكن لي تصور عن 25 يناير ولا أعتقد أن أحدا علي الإطلاق كان لديه توقع بهذا الحدث ولكن هناك أساسيات في الكتابة؛ فهناك مواقف في الكتابة لابد وأن تكون موجودة وتعبر عن كل فترة وهذا العرض كتب بمعني أنه يجب أن نفعل شيئا وهذا ما كان يجب أن يحدث فحدث وتطابقت الفكرة مع الواقع وهذا شىء طبيعي وليس معجزة وطبيعي أيضا أن يعبر الكاتب عن جموع الناس من حوله. كما أنك تختار كلماتك في الحوار المسرحي بعناية.. فهل كان لك دور في اختيار الفنانين الذين شاركوا في العرض المسرحي "بلقيس"؟ لم يكن ذلك متيسرا إلي حد ما لسببين الأول أن الأمر كان موكلا إلي المخرج الكبير الأستاذ أحمد عبد الحليم ،والسبب الثاني ندرة ممثل المسرح وإغراؤه بأن يمثل لأنه مشغول بما هو مهم بالنسبة له . من خلال متابعاتك لقاعة العرض في الفترة التي قدمت بها مسرحية بلقيس.. هل أنت راض عن رد فعل الجمهور حيال العرض ؟ لا.. فهناك سىء آخر كانت الناس تتابعه بشغف وهو "المحاكمات "..المحاكمات كنز درامي رهيب، الناس لا يريدون الفرجة لا علي مسرح أوعلي سينما أو تليفزيون، سيظل المسلسل الأكبر هو المحاكمات التي تحدث وهي شىء درامي ممتع ليس في طاقة أي كاتب أن يكتب هذا، ولا في طاقة أي مخرج أن يخرج هذا ولا في طاقة منتج أن ينتج هذا فهو مجانا يشاهد أروع المسلسلات الدرامية التي يستطيع أن يشاهدها خلال مائة عام !!.