تعد تصريحات وزير الدفاع البريطاني ديس براون والتى كشف فيها عن إجراء بلاده إتصالات مع إيران بشأن طاقم البحارة المحتجزين لديها ،أول إشارة إلى بدء إتصالات مباشرة بين البلدين في إطار المساعي الرامية لإطلاق سراح البحارة ومشاة البحرية، الذين تحتجزهم السلطات الإيرانية، منذ بداية الأزمة منذ أكثر من عشرة أيام، وكان براون قد أكد على حرص بريطانيا على حل هذه المسألة سريعا عبر الوسائل الدبلوماسية.وأضاف "إننا على إتصال ثنائي مباشر مع الإيرانيين بشأن هذه المسألة".. وتأتي هذه التصريحات بعد مرورعدة ساعات على تظاهر نحو 200 من الطلاب المتشددين خارج مقر السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانيةطهران للإحتجاج على ما يصفونه بانتهاك السيادة الإيرانية من جانب البحارة والجنود البريطانيين المحتجزين لدى إيران منذ تسعة أيام.
وكان العشرات من الطلاب قد تظاهروا الأحد 1/4 أمام السفارة البريطانية في العاصمة الايرانيةطهران إحتجاجا على موقف لندن من الازمة الدبلوماسية المثارة حاليا بسبب قضية البحارة المحتجزين لدى ايران بإغلاق السفارة البريطانية فى بلدهم .وجاء في بيان أصدره المتظاهرون "إن الطلبة الجامعيين في إيران يطالبون باغلاق مبنى الجاسوسية لبريطانيا في طهران نظرا للتدخلات والخيانات التاريخية التي إرتكبتها الحكومة البريطانية الخبيثة ضد إيران"
وأكد الطلبة أن مطلبهم هذا يأتي بعد أن تم التأكد من وقوف ما أسموهم بالعملاء البريطانيين وراء شن عمليات ارهابية داخل إيران من بينها عمليات التخريب والتفجيرات العديدة في خوزستان جنوب غرب البلاد ، تقديم بريطانيا الدعم الشامل للمسلحين "والاشرار" في مناطق نائية من إيران خاصة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد.
وطالب البيان مجلس الامن الدولي بابداء رد حازم إزاء إعتداء عملاء بريطانيا على القنصلية الايرانية في مدينة البصرة ،وإعتداء الامريكيين على القنصلية الايرانية في أربيل شمالي العراق وإختطاف دبلوماسيين إيرانيين منها. ومن جهة أخرى أشارت مصادر بريطانية الى أن المظاهرة التى وقعت خارج مقر السفارة البريطانية فى العاصمة الإيرانيةطهران ضمت 200 شخص كانوا يرددون عبارة "الموت لبريطانيا" خلال إحتجاجهم على ما يصفونه بإنتهاك السيادة الإيرانية من جانب البحارة والجنود البريطانيين المحتجزين لدى إيران.
وأوضحت المصادر أن المشاركين فى المظاهرة كانوا من الطلاب المتشددين من جامعة طهران .. وقد طالبوا فى المظاهرة بطرد السفير البريطانى لدى إيران .. كما دعوا حكومة بلادهم الى ألا تتفاوض بشأن المحتجزين وألقوا بعض الكلمات خلال المظاهرة نددوا بها بانتهاك المياة الاقليمية لبلادهم وشددوا على ضرورة تقديم البحارة والجنود البريطانيين للمحاكمة.
وكانت الخارجية البريطانية قد أشارت فى بيان لها أمس إلى أن أحدا لم يصب بضرر أو إصابة من جراء هذه المظاهرة التى سمحت بها الحكومة الإيرانية وقد ألقت الشرطة بعض السوائل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ووضعوا المتاريس لمنعهم من إقتحام السفار ،وقالت المصادر إنه بسبب فترة إجازة بداية العام فى إيران فان العديد من المواطنين الايرانيين على غير دراية كاملة بأزمة لمحتجزين مشيرة الى أن هذه المظاهرة هى بمثابة إشارة مقلقة تشير الى إمكانية أن تستغرق مسألة الافراج عن المحتجزين وقتا طويلا نسبيا.
وفى تطور اخر قالت طهران اليوم الاثنين إنها ستمنع بث المزيد من الصور والأفلام التي تظهر اعترافات البحارة البريطانيين المحتجزين لديها، وذلك بسبب ما وصفته ب "التغييرات الإيجابية" التي طرأت على الموقف الدبلوماسي البريطاني.
الإعلان الذي نقلته الإذاعة الرسمية الإيرانية، لم يحمل أي توضيحات إضافية لناحية مصدره أو طبيعة "التغييرات" المذكورة في موقف لندن لكنه يأتي بعد يوم واحد من قيام الحكومة الإيرانية الأحد ببث "اعترافات" اثنين من المارينز والبحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم منذ قرابة الأسبوعين بدعوى دخولهم مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.
وقد ظهر، في شريط الفيديو الذي بثته قناة "العالم" الرسمية الإيرانية التي تبث باللغة العربية وقناة تلفزيونية حكومية أخرى، جنديان، كلاً منهما على حدة، أمام خارطة حددا فيها موقع احتجاز المجموعة "داخل المياه الإقليمية الإيرانية ،وأشاد الأول، الذي عرفته القناة التلفزيونية بالنقيب كريس أير، بالمعاملة الطيبة التي تتلقاها القوة البريطانية من الجانب الإيراني قائلاً "حتى اللحظة نلقى معاملة حسنة للغاية من الجميع هنا.. ويبدون اهتماماً بنا ونتلقى حصص كافية من الطعام.. أنهم يحسنون معاملتنا للغاية.. فشكراً لهم على ذلك."
وبدوره حدد الجندي الآخر، الذي عرف نفسه بالملازم فيلكس كارمان، المكان الذي اعتقلتهم فيه القوات الإيرانية في الخليج في الخارطة ،وأضاف كارمان "أريد أن أقول للشعب الإيراني أتفهم أسباب غضبكم بشأن اقتحامنا مياهكم الإقليمية. ومن جانبها شجبت الخارجية البريطانية بث مثل هذه الصور قائلة إن التصرف الإيراني "غير مقبول. وجدير بالذكر أنه بينما تصر لندن على أن تقوم إيران بإطلاق سراح البحارة البريطانيين فوراً، تتمسك طهران بشرط اعتذار بريطانيا عن دخول بحارتها مياهها الإقليمية "بصورة غير مشروعة."
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش، قد وصف احتجاز إيران للبحارة والمارينز البريطانيين الخمسة عشر، بدعوى دخولهم المياه الإيرانية بصورة غير مشروعة، بال"تصرف غير المبرر"، وطالب حكومة طهران بسرعة إطلاق سراح من وصفهم ب"الأسرى."
وشدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده لا تتخذ موقفاً عدائياً ضد الشعب الإيراني، الذي أشاد به قائلاً: "نحترم للغاية الشعب الإيراني ونحترم تاريخه.. والعادات والتقاليد الإيرانية الغنية، لكننا قلقون للغاية من الحكومة الإيرانية التي تنتهك المعاهدات الدولية بمحاولة تطوير سلاح نووي."
وجاء تصريح بوش عقب استبعاد مسؤولين أمريكيين إمكانية التوصل لاتفاق بشأن مقايضة البحارة البريطانيين الخمسة عشر بخمسة إيرانيين تعتقلهم القوات الأمريكية في العراق منذ يناير الماضى.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد، قد شجب السبت، الموقف البريطاني الذى وصفه ب "المتعجرف" ولجوء قادتها إلى البيانات والتصريحات، عوضاً عن تقديم الإعتذار."