ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية انه بالرغم من توقع البعض ان تعلن مجموعة الثمانى للدول الصناعية الكبرى خلال اجتماعها مؤخرا فى فرنسا عن خطة مارشال للربيع العربى إلا ان دعمها الاقتصادى والمالى للديمقراطيات الجديدة التى بزغت من خلال الربيع العربى ..كشفت فى الوقع عن انها اقل بكثير بالمقارنة لخطة مارشال العملاقة التى قدمتها امريكا لاعادة تأهيل اوروبا لاسترجاع كيانها فى اعقاب الحرب العالمية الثانية التى تقدر قيمتها بحسب قيمة السوق الحالية بنحو 120 مليار دولار. واشارت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى مساء اليوم ان الدول الصناعية الكبرى كشفت عن بان الاتحاد الاوروبى اعترف - بعد اجراءه مراجعة لسياساته حيال دول الجوار- بالحاجة الى اجراء تغيير الأسلوب الذى تساعد به الدول التى تحتل مكانا داخل محيطها ومن بينها تلك التى تقع على شواطىء البحر المتوسط الاكثر بعدا مثل تونس ومصر . واضافت كما اعترف مسئولى الاتحاد الاوربى أيضا بخطأهم فى انتهاك سياسة دعم الاستقرار على حساب الديمقراطية والاصلاح الاقتصادى واخفاقهم فى تعزيز آلية محاسبة مناسبة وانهم يسعون الآن إلى تصحيح خطأهم باجراء دراسة بشأن اساليب وخطط لدعم الاصلاح وتقديم مساعدات مصممة لدول منفردة. وذهبت الصحيفة إلى أنه على الرغم من اشارة الرئيس الامريكى باراك اوباما وآخرين الى نجاح عملية اعادة بناء وسط وشرق اوربا بوصفها يمكن أن تكون نموذجا يحتذى بالنسبة للعالم العربى إلا ان هناك حقيقة ينبغى عدم اغفالها وهى الاختلاف البالغ والمؤكد فيما يتعلق بظروف الجانبين على خلفية أن الدول التى خرجت من عباءة الشيوعية لديها هدفا واحدا وتحملت مشقة المعاناة من اجل طموحاتها للفوز بعضوية الاتحاد الأوروبى والناتو والتى كانت حافزا بالنسبة لهم لتحقيق اقتصاد قوى وظروف أمنية تدعم مسيرتهم خلال اعوام التحول الصعبة. وتابعت الصحيفة قائلة انه بالنسبة لثورات الربيع العربى فان الوضع يختلف لغياب مدلول يجمع فيما بينها سوى التماثل فى النتائج المطلوب تحقيقها من وراء تلك الثورات حيث هناك شباب يعانى من الملل والضجر ونفاذ الصبر من جراءالبطالة والفساد ومن ثم فليس هناك متطلبات متماثلة تدفع الى تشجيعهم على تحقيق الاصلاح مثل طموحات أوروبا الشرقية. وقالت لقد رأى الاتحاد الاوروبى انه يتعين - فى ظل معدلات البطالة المرتفعة وميزانيات التقشف فى الغرب - تبنى مدخلا خلاقا للمساعدة على تفتح براعم الربيع العربى ومن ثم ينبغى ان يكون لدى الدول المانحة آلية تنسيق بشأن ماالذى ينبغى انجازه من اجل انقاذ الوقت والمال على غرار مساعدات الكوارث ورغبة العديد من الدول الاسهام بعد ان بات من الصعوبة البالغة الانسحاب من الساحة. واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الامريكى باراك اوباما ابدى رغبة فى اطلاق شراكة تجارية واستثمار بالشمال الأفريقى والشرق الأوسط يتعين دمجها مع اسواق الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة وان تتماشى مع الأعراف التجارية الغربية وهى الرغبة التى من الواضح انها تكشف عن رؤية الرئيس الامريكى لما وصف بناد اقليمى جديد يمكن ان يكون عنصر الهام وحافزا للتغيير بمنطقة الشمال الأفريقى والشرق الأوسط فضلا عنه انه يعود بالفائدة على الدول الاصلاحية معتبرا ان المنطقة فى حد ذاتها فى حاجة - فى واقع الامر- للنهوض والانضمام إلى قوى أخرى. وأردفت الصحيفة الأمريكية قائلة انه بالرغم من حسن النوايا التى أبداها الغرب إلا أنها يمكن ان تتعرض لمعوقات بسبب البيروقراطية وعملية الحصول على موافقة الدول المانحة فضلا عن ان عنصر الزمن الذى يعد الفيصل الأساسى فى انتظار نتائج انتخابات التونسيين والمصريين المقررة فى وقت لاحق من العام الحالى . ورجحت الصحيفة ان افضل طريقة للتغلب على عنصر الزمن هو ان تبذل كافة القوى الغربية كل مايمكنها لدعم القوات الأكثر اعتدالا بالمجتمع المدنى والجمعيات الخيرية وتجمعات رجال الأعمال ودعاة الاصلاح والديقراطية من بين النساء والشباب والمستشارين القانونيين والمنظمات الصحية باعتبار هؤلاء هم الطبقة او الشريحة التى يمكنها تقديم الأفضل على ارض الواقع من اجل مساعدة على مايمكن ان تلمسه وتراه عيون شعوبها على ارض الواقع.