علمت صحيفة "الجارديان" أن الولاياتالمتحدةوباكستان قد أبرمتا اتفاقا سريا منذ نحو عقد كامل يسمح للأمريكيين بالقيام بعملية عسكرية تستهدف اسامة بن لادن فى الأراضى الباكستانية على غرار العملية التى اسفرت عن مقتل زعيم القاعدة مؤخرا. وأكدت الصحيفة البريطانية فى تقرير بثته الليلة على موقعها الالكترونى - انها علمت من مسؤولين باكستانيين وامريكيين حاليين وسابقين بهذا الاتفاق السرى الذى ابرم بين الرئيس الباكستانى السابق برويز مشرف والرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش عقب افلات بن لادن من هجوم امريكى استهدفه فى جبال "تورا بورا" وذلك فى اواخر عام 2001. وأضافت انه بموجب هذا الاتفاق السرى تسمح باكستان للقوات الأمريكية بالقيام بعمل منفرد فى اراضيها يستهدف اسامة بن لادن او كبار قيادات تنظيم القاعدة على ان يحتج الجانب الباكستانى لفظيا على مثل هذا الهجوم . ومضت الجارديان فى تقريرها لتنقل عمن وصفته بمسؤول امريكى سابق ملم بمجال العمليات السرية قوله ان هذه الصفقة السرية بين بوش ومشرف تسمح للجانب الباكستانى باثارة احتجاجات علنية وصاخبة ضد الأمريكيين بعد قيامهم بهجومهم داخل باكستان. وربما تلقى هذه الصفقة السرية المزيد من الأضواء بقدر ماتثير المزيد من لتعقيدات والالتباسات-كما تقول الصحيفة-فى خضم العاصفة السياسية التى هبت بقوة فى باكستان بعد الهجوم الذى اسفر عن مقتل بن لادن فى الساعات الأولى من يوم الثانى من شهر مايو الحالى. وكان رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلانى قد دافع عن بلاده فى قضية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن , ورفض ادعاءات بأن السلطات الباكستانية إما أنها غير كفء فى البحث عن بن لادن أو متواطئة فى إخفائه, وأعرب عن ثقته التامة فى المؤسسة العسكرية والمخابراتية الباكستانية. وحذر جيلانى من إقدام "الغرباء" على أى تحركات منفردة على أرض بلاده , مؤكدا فى الوقت نفسه أن العلاقة بين إسلام آباد والولاياتالمتحدة لا تزال قوية وقال إن الجيش سيحقق فى كيفية تخفى بن لادن لسنوات على أرض بلده دون أن يتم اكتشافه. كما افادت تقارير صحفية بأن مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي توماس دونيليون طالب باكستان بالسماح للمحققين الأمريكيين بمقابلة زوجات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الثلاث. ووصفت التقارير هذه الخطوة بأنها تأتى لزيادة الضغوط على باكستان في ظل المناخ المتوتر في العلاقات بين البلدين, وذلك في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة الذي كان مختبئا بالقرب من العاصمة الباكستانية اسلام اباد. كان الرئيس الامريكى باراك أوباما الذي تابع مباشرة من البيت الأبيض عملية قتل أسامة بن لادن قد اعتبر أن هذه العملية كانت "أطول أربعين دقيقة" في حياته وأكد أن "أشخاصا قلائل جدا في البيت الأبيض كانوا على علم بهذه العملية.