الفل والياسمين والورد البلدى من الزهور الطبيعية التى تبعث البهجة فى النفوس وتقاوم الاكتئاب والقلق بألوانها الجذابة ورائحتها العطرة وبالتالى يزداد الطلب عليها فى أعياد الربيع ولكن الملاحظ فى الفترة الأخيرة أن أسعارها ارتفعت ولم تعد متوافرة بكثرة سواء فى المعارض أو الحدائق فى ظل منافسة الورود الأجنبية وتأثرها بالصقيع وسط هواجس من تراجع انتاجها وتصديرها رغم أهميتها لكثير من الصناعات ؟!. وبحثا عن حقيقة الأمر وما اذا كانت هناك عقبات تواجه المنتجين والمصدرين وفى محاولة لإحياء ثقافة الاهتمام بالزهور واعتبارها مظهرا للاحتفاء ومصدرا مهما لزيادة الدخل القومى ، التقى موقع أخبار مصر عددا من الخبراء ..فماذا قالوا ؟ الأسعار ..نار الحاج أنور، تاجر زهور فى ميدان عبد المنعم رياض ، قال إن أسعار الورد ارتفعت لأن الانتاج قل ولأن فيه موسم يزيد فيه الطلب على الزهور مثل شم النسيم والأعياد ،فمثلا سعر الوردة البلدى قفز من 2 جنيه الى 4و5 جنيهات و"السلة " من 40 جنيها الى 60 جنيها و"البوكيه" من 25 جنيها الى 130 حسب نوع الورود . وأرجع انور أزمة الانتاج الى موجات الصقيع المتتالية فى الشتاء الماضى لأن الورد يتم قصه فى سبتمبر ليزهر فى الربيع ولكن الصقيع قلل الازهار خاصة للياسمين والفل والريحان لأن "السيقان القصيرة" لاتحتمل. وأكد انور ارتفاع الاقبال نسبيا ولكن فى المناسبات ألكبرى يكون الطلب أعلى على المستورد لاته يعيش أطول وغير مكلف . وأكد متولى سعيد صاحب مشتل إنتاج زهور بالجيزة أن الورد البلدى متوافر ولكن كم الإنتاج يتم تحديده حسب احتياجات السوق وفرص التصدير، والملاحظ أن الكميات المصدرة للخارج خاصة لأوروبا تراجعت منذ حوالى 5 سنوات ربما لارتفاع تكلفة النقل،ومنافسة أنواع اخرى أكثر عملية ولاتذبل بسرعة ، ورغم أننا كنا نصدر كميات كبيرة من شتلات الياسمين ونبات القرنفل، إلا أن مساحة انتاجها قلت نظرا لزيادة تكاليف إنتاجها . وأضاف سعيد أن مناطق زراعة زهور القطف تتوافر حول الإسكندرية والمنوفية والقاهرة والقناطر، والفيوم وإنتاجها يكفى احتياجات مصر، ويخصص جزء بسيط للتصدير موضحا أن الورد المصرى ينافس حاليا فى الأسواق العربية وهناك زهور "البوكيهات" التى يتم انتاجها فى الشتاء وتصديرها لأوروبا وفق اتفاقية الشراكة المصرية – الأوروبية التى تسمح بتصدير زهور القطف ونباتات الزينة طوال العام بدون تعريفات جمركية . وأشار الى وجود منافسة شرسة الآن من دول أفريقية مثل اثيوبيا وكينيا لأن انتاجها من الزهور منخفض التكلفة ، ومرتفع الجودة. البحث عن المكسب أما د.بشرة عبد الله الأستاذ بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية ورئيس الجمعية العلمية للزهور ونباتات الزينة ، فقالت للموقع إن المشكلة ترجع الى أن التجار والمصدرين يشتغلون على المحاصيل الرائجة التى تحقق مكسبا سريعا دون مراعاة للقيمة والفائدة الطبية والنفسية والصناعية ،فمثلا هناك مشاتل فى طريق المنصورية تهتم ب"الجلاديولس" أكثر من الورد البلدى والياسمين لأن سعر الوردة يصل 13 جنيها وبالتالى المساحات الحقلية المزروعة بهذه الزهور تقل وكم التصدير يتراجع . ودعت رئيس الجمعية الباحثين فى مراكز بحوث الزراعة وكليات الطب والصيدلة وأصحاب المصانع الى التعاون فى تجويد وتكثيف الانتاج من الزهور المصرية لتلبية الطلب بالمصانع ولمنافسة المستورد وتحقيق دخل قومى مفقود لأن انتاج فدان ورد بضاعف انتاج فدان طماطم موضحة أن هناك وردا طويل العنق للقطف كعصفور الجنة والقرنفل واخر للتنسيق وهنا لابد من دعم اتحاد المنتجين والمصدرين الحاصلات البستانية وتيسير إجراءات النقل وتوفير الثلاجات والمعدات اللازمة وتخفيض الجمارك والضرائب على مستلزمات الانتاج المستوردة مع حل مشاكل الأعضاء فى مسألة البذور والشتلات، وفتح الأسواق والاتصال بنقاط التجارة الخارجية. ولفتت الى أنه يمكن الاعتماد على الصوب الزراعية للانتاج فى الشتاء والتصدير لاوروبا وأمريكا فى الموسم الرائج كالكريسماس والأعياد وتكثيف إعلانات للتسويق خارجيا . وأضافت ان الجمعية تنظم ندوات ودورات مجانبة لتوعية المواطنين بأهمية وقيمة النباتات العطربة والطبية وارشادهم لكيفية التعامل مع الورد ورعايته وتنسيقه والاستفادة بتأثيره النفسى الايجابى حيث يعالج زيت الورد الاكتئاب والقلق و"مية الورد" مفيدة لنظافة البشرة وهناك ورد تصنع منه المربى والشربات . آليات السوق وأكد د.طارف نور الدين الباحث بمركز بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعبة وأمين عام الجمعية العلمية للزهور ونباتات الزينة أن هناك مشكلة فى انتاج وتصدير الزهور مثل الورد البلدى والياسمين والفل ليس بسبب الصقيع فقط ولكن هناك اسباب اخرى مثل آليات السوق التى تفرض إنتاج الانواع المطلوبة بكثرة والواقع أن هناك أنواعا مستوردة منافسة للورد البلدى يتم زراعة بذورها بمصر مثل "هجبن الشاى " وهناك بذور يتم استيرادها من هولندا وزراعتها وإعادة تصديرها. وتتمبز الورود المستوردة بطول الساق وكثافة الورق وتنوع الألوان بينما لاتتفوق عليها زهورنا البلدى إلا فى الرائحة وإمكانية استخدامها فى الزيوت العطرية ومستخلصات الادوية . وأضاف ان هذه الانواع المستوردة تنافس بقوة لأنها متوافرة لفترة أطول بالعام وليست غالية بخلاف الورد البلدى الذى يتم إزهاره فى مارس وابربل ففط وله أشواك . وذكر أن المشكلة أن آليات السوق فرضت تراجع الانتاج وقلة التصدير رغم إمكانية الزراعة بالصوب الزراعية والتحكم فى البيئة ودرجات الحرارة وتنشيط الببع فى المناسبات فى المشاتل والمعارض والمؤتمرات والافراح والجنازات وغيرها . وطمأن أمين الجمعية المواطنين أن الزهور متوافرة بقدر الطلب وارتفاع السعر يتفاوت حسب النوع والمكان ،فهناك "الليليم" بسعر 30 جنيها والوردة البلدى 5 جنيهات ولايمكننا المنافسة فى انواع تغرق أسواق أوروبا خاصة فى الكربسماس والاعباد مثل القرنفل والارولة والورد لكن ممكن ننافس بورد"استانس " موضحا أن هناك زهورا تحتاج إلى زراعتها فى صوب زراعية حتى يتم التحكيم فى الإضاءة لزيادة فترة النهار أو تقصيرها حتى تزهر فى مواعيد محددة، و لا ننافس فى إنتاج زهور المناطق الاستوائية، لأن المناخ هناك معتدل طوال العالم. وتجدر الاشارة الى أن متوسط المساحة المزروعة بالزهور ونباتات الزينة تقدر بحوالى 11 ألف فدان، يصدر منها انتاج نحو 650 فدانا فقط.. وفى السياق ،أكد د.جلال سعيد محافظ القاهرة أن تمتع مصر بالجو المعتدل معظم فترات العام جعلها تتميز فى انتاج باقات نادرة من الزهور ونباتات الزينة بما يؤهلها لريادة الدول المصدرة والعارضة عالمياَ . واضاف أنه تم افتتاح معرض زهور الربيع وتنسيق الحدائق والملاعب ومستلزماتها والذى نظمته المحافظة لأول مرة بالحديقة الدولية بمشاركة عدد من الشركات المتخصصة فى أعمال التجميل واللاند سكيب وزراعة وعرض الزهور ، ويستمر فتح أبوابه أمام المواطنين لمدة ثلاثة اسابيع ، موضحا أن ذلك يتم فى إطار جهودها للأرتقاء بتجميل العاصمة وانتشار المساحات الخضراء والأشجار النادرة والزهور المميزة واستمتاع المواطن باستقبال فصل الربيع .