فيلم "الرجل الطائر أو بيردمان " الأمريكى تصدر قائمة الأعمال الإبداعية الفائزة خلال الحفل السابع والثمانين لجوائز الاوسكار لعام 2015 التي وزعت مساء الاحد في هوليوود بمسرح دولبي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية. وقد حصد هذا الفيلم الكوميدى أربع جوائز بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأحسن تصوير سينمائى وسيناريو أصلى ، ويتناول الفيلم قصة نجم سابق في افلام ابطال خارقين يحاول انعاش شهرته في المسرح انتصارا كبيرا للمخرج المكسيكي اليخندرو غونزاليس انياريتو الذي فاز شخصيا بثلاث جوائز أوسكار وكان الفيلم مرشحا في تسع فئات. أربع.. جوائز وحصد فيلم "ذي جراند بودابست هوتيل" اربع جوائز ايضا اكثرها في الفئات الفنية في حين حقق فيلم "ويبلاش" ثلاث جوائز بينها افضل ممثل في دور ثانوي للممثل المخضرم جاي كاي سيمنز. أما جائزة افضل ممثل فكانت من نصيب البريطاني ايدي ريدماين عن تأديته شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ في فيلم "ذي ثييري اوف افريثينغ"وقد اشاد الممثل بشجاعة المصابين بمرض شاكرو مثل العالم البريطاني الشهير. وفي المقابل فازت جوليان مور باوسكار افضل ممثلة عن دورها كأستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم "ستيل آليس"وقالت لدى تسلمها الجائزة على مسرح "دولبي ثياتر" في هوليوود "انا سعيدة جدا لاننا تمكنا من تسليط الضوء على مرض الزهايمر فالكثير من المرضى يشعرون بالعزلة والتهميش". وأهدى اليخندرو انياريتو الذي حقق للمكسيك جائزة افضل مخرج للسنة الثانية على التوالي بعد الفونسو كوارون العام الماضي عن "جرافيتي" الاوسكار الى مواطنيه ،وتحدث عن المهاجرين المكسيكيين الى الولاياتالمتحدة قائلا "اصلي من اجل ان يعاملوا بالكرامة والاحترام اللذين حظي بهما الذين جاءوا قبلهم وشاركوا في بناء أمة المهاجرين الرائعة هذه". اما فيلم "بويهود" الفريد من نوعه والذي صور على مدى 12 عاما والذي كان يعتبر من الاوفر حظا في الحفل، فقد فاز بجائزة واحدة فقط بينما كان مرشحا في ست فئات وقد نالت باتريسيا آركيت جائزة اوسكار افضل ممثلة في دور ثانوي. واختير "بيج هيرو6′′ من انتاج استديوهات ديزني كأفضل فيلم رسوم متحركة ،ونال جائزة افضل فيلم اجنبي الفيلم البولندي "ايدا". اما جائزة افضل فيلم وثائقي، فكانت من نصيب "سيتيزنفور" حول المستشار السابق للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الذي سرب وثائق رسمية كشفت حجم برنامج المراقبة والتنصت الامريكي وسنودن ملاحق في الولاياتالمتحدة وهو لاجئ في روسيا.وتغلب الفيلم وهو من اخراج لورا بواتراس على افلام "فايندينج فيفيان ماير" و"لاست دايز إن فيتنام" و "ذي سالت اوف ذي ايرث" و "فيرونجا". وقال ادوارد سنودن تعليقا على فوز الفيلم في بيان ارسلته جمعية الدفاع عن الحريات المدنية النافذة جدا "امل ان تشجع هذه الجائزة مزيدا من الاشخاص على مشاهدة الفيلم وعلى الاستلهام من رسالته : يمكن لمواطنين عاديين معا ان يغيروا العالم". وكانت جائزة أفضل تصوير لايمانويل لوبيزكي (بيردمان) وقدمت جائزة أفضل اغنية لغلوري (سيلما) وأفضل موسيقى تصويرية اصلية الى الكسندر ديسبلا (ذي غراند بودابست هوتيل) بينما نال جائزة أفضل سيناريو مقتبس "ذي ايميتايشن غايم". انتقادات للأوسكار وواجه سباق الأوسكار هذا العام انتقادات بسبب خلو المرشحين من أصحاب البشرة السوداءووصف النقاد أوسكار هذا العام بأنه "الأكثر بياضا" منذ أعوام، كما دعوا المواطنين لمقاطعة الأوسكار للمطالبة بمزيد من التنوع فى هوليوودحيث بدأ الممثل نيل باتريك هاريس الذى قدم حفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية " الأوسكار" الأحد بتوبيخ الأكاديمية على ترشيحاتها. ومن الانتقادات أن قائمة الترشيحات هذا العام، لم تشمل أى مرشح من أقلية عرقية بل أن جميع المرشحين لجائزة أوسكار أفضل مخرج كانوا رجالا. وقال هاريس مازحا " الليلة نكرم أفضل العاملين فى هوليوود وأكثرهم بياضا"، ثم استدرك "آسف أقصد ألمعهم" كانت هذه تبدو دعابة نوعا ما، ولكن على مدار حفلات الأوسكار التى بدأت منذ 87 عاما وفوز أكثر من 2900 مرشح، فإن 31 فنانا فقط من أصحاب البشرة السوداء هم من تمكنوا من الفوز بالأوسكار. وقد فاز المخرج الأمريكى الذى ينتمى الى أصل إفريقى ستيف ماكوين العام الماضى بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم " 12 عاما فى العبودية "، الذى فاز بثلاث جوائز شملت أيضا أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة للممثلة لوبيتا نيونج. ولكن الانتقادات اندلعت هذا العام عقب عدم ترشيح نجم فيلم "سيلما" ديفيد أويلو ومخرجته إيفا دوفيرناى لأى جوائز ولكن تم ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم. وتساءلت دوفيرنانى فى حوار مع برنامج "ديموكرسى ناو" عن سبب ترشيح الأفلام التى يصنعها أصحاب البشرة البيضاء والتى تدور حولهم للأوسكار دون غيرهم. وكانت دراسة أجرتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز عام 2012 قد أظهرت أن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية التى تمنح الأوسكار يغلب عليها أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 94% والرجال بنسبة 77% ونسبة 3% من أصحاب البشرة السوداء. وقد تخلل الحفل الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات عددا من الاستعراضات التي اعتمدت على الإبهار والخدع التكنولوجية , بينما تم إحياء ذكرى الممثلين ألأمريكيين الذين رحلوا خلال العام الماضي , من بينهم روبين ويليامز , وميكي روني , وجورج ليتل , ومارثا هير , كما قدمت المغنية الأمريكية ليدي جاجا أغنية من فيلم "صوت الموسيقى" بمناسبة مرور خمسين عاما على انتاج الفيلم. وتخلل الحفل مواقف سياسية واجتماعية بدأتها باتريسيا اركيت عندما دعت الى المساواة في الاجر بين النساء والرجال بقولها " لقد ناضلنا من اجل مساواة في الحقوق للجميع. وحان الوقت لنحصل على مساواة في الاجر بشكل نهائي للنساء في الولاياتالمتحدة ". وقد وقف الحضور طويلا مصفقا لفيلم "سيلما" حول رمز النضال من اجل الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينج. يشار الى أن جائزة أوسكار هى من أرفع جوائز صناعة السينما بالولاياتالمتحدة وتقدمها سنويا أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، ويعدها البعض أهم جائزة سينمائية في العالم. والجهة المانحة للجائزة هي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تعد أكاديمية فخرية وليست تعليمية تأسست في 11 مايو 1927 في كاليفورنيا وتضم هذه الأكاديمية أكثر من 6000 عضو مختص بالفنون السينمائية منهم لجنة تصويت ضخمة تتكون من 5,816 ممثل وممثلة ومختصا في السينما منهم 1311 ممثلا وممثلة. وتنظم الأكاديمية إضافة إلى تنظيم مسابقات جوائز الأوسكار السنوية مسابقات سنوية للطلاب غير المتخرجين بعد من الجامعات المختصة بالفنون السينمائية. ولم يتفق المؤرخون على أصل كلمة "أوسكار" غير أنه يشاع أن أمينة مكتبة الأكاديمية مارغريت هاريك قالت عندما شاهدت التمثال لأول مره عام 1928: "انه يشبه عمي اوسكار." ويقول البعض إن الممثلة الراحلة بيت ديفيس اطلقت الاسم نسبة إلى زوجها الأول. تمثال الأوسكار ويبلغ طول الجائزة المتمثلة فى تمثال الأوسكار 34 سم ووزنه 3.85 كجم وهو على شكل فارس يحمل سيفا وواقف على شريط فيلمي وهو مصنوع من مادة البريتانيوم الذي هو خليط من القصدير والنحاس ويطلى في المرحلة الأخيرة من التصنيع بطبقة من الذهب. ومن شروط ترشح الفيلم في هذا الحفل أن يكون قد تم عرضه في صالات السينما في كاليفورنيا في السنة السابقة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر ويجب أن يكون طول الفلم لايقل عن 40 دقيقة لكي يتنافس على جائزة الأفلام الطويلة والا سوف يصنف كفيلم قصير ويجب كذلك ان يكون حجم الفيلم الذي صور عليه العمل السينمائي اما 35 أو 70 ميلمتر. كما تصدر الترشيحات عادة أوائل شهر فبراير من كل عام وهذه الترشيحات تصدر لجوائز السنة. وتخضع الأعمال المرشحة لمعايير تقييم لجنة التحكيم لاختيار الابداعات الفائزة كل دورة ويتم عرضها ومناقشتها لتشجيع الابداع والابتكار. تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.