قام المجلس الاسلامى البريطانى (MCB) باعداد دراسة جديدة حول اوضاع المسلمين فى في المملكة المتحدة ، اعتمادا على نتائج تعداد السكان لعام 2011 ، الدراسة قادتها "د. سندس على Sundas Ali "من جامعة أكسفورد ، وتوفر احدث إحصاءات مفصلة عن المسلمين ، والقضايا التي تؤثر عليهم، مثل التعليم والعمل والصحة. تقول نتائج الدراسة ان اعداد المسلمين قد ازدادت بنسبة 75% خلال العقد الا خير ، ليصل عددهم الى 2.7 مليون مسلم بعد ان كان تعدادهم لا يتعدى 1.5 مليون مسلم فقط عام 2001 . . فى الوقت الذى تشير فيه الارقام الى ان ثلث المسلمين في إنجلترا وويلز تتراوح أعمارهم الان بين 15 و تحت هذا السن ، ونصف المسلمين تحت سن 25 عاما . كما انه قد تضاعف عدد الأطفال المسلمين في إنجلترا وويلز خلال العقد الماضى ، ليصبح هناك تلميذ واحد مسلم على الاقل بين كل 12 تلميذ بالمدارس البريطانية هناك ، وعلى الرغم من أن أكثر من نصف جميع المسلمين في المملكة المتحدة قد ولدوا خارج البلاد،، فان 73 في المائة من أولئك الذين يمارسون الدين قالوا ان هويتهم الوطنية بريطانية ، وأن حوالي واحد مسلم بين كل 20 بريطانيا من السكان ، ويتركز ثلاثة أرباع السكان المسلمين في لندن، وست ميدلاندز، و نورث وست ، و يوركشاير وهامبر.. ولكن 46 في المائة من المسلمين يعيشون فى أعلى 10 بالمائة من المناطق الأكثر حرمانا و فقرا في البلاد. الدراسة التى قام بها المجلس الاسلامى البريطانى ، توقعت أنه بحلول عام 2021، سيكون هناك ما يقرب من 300.000 مراهق مسلم في إنجلترا و ويلز.. و اشارت الى انه في بعض المدن يشكل التلاميذ المسلمين نسبة عالية جدا، تصل الى أكثر من 60 في المائة من الأطفال في المدارس ، كما فى منطقة "تاور هاملتس Tower Hamlets" التى يتم وصفها بانها كتلة اسلامية ، وفى مدينة " برمنجهام " يشكل الشبان المسلمين أكثر من 80 في المائة من طلاب المدارس، وفى العموم يشكل المسلمون نحو 34.5 في المائة من سكان لندن . الا ان الدراسة وجدت ان : ‘التمييز العنصري فضلا عن انتشار الإسلاموفوبيا كبير جدا'، ضد السكان المسلمين ، وإن عدد نزلاء السجون من المسلمين يبلغ نحو 13 في المائة من السجناء داخل إنجلترا وويلز. وذكر التقرير أنه في حين ان ما يقرب من نصف السكان المسلمين قد ولدوا بالمملكة المتحدة ، وأن الغالبية العظمى من هؤلاء يتحدثون اللغة الإنجليزية، الا انه هناك نحو 6% مازالوا يناضلون لتعلم اللغة ، في حين هناك 24 في المائة من المسلمين بسن اكبر من 16 عاما مؤهلون لمستوى عال الدرجة، مقارنة مع 27 في المائة من عموم السكان . وهناك ارتفاع بمعدل البطالة بين النساء المسلمات مقارنة مع بقية السكان على نطاق أوسع ،حيث وجدت الدراسة أن 71 في المائة من النساء المسلمات الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاما لا يعملون مقارنة بمعدل 50 في المائة من النساء عامة بين سكان بريطانيا . وبين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 49 عاما ،هناك نحو 57 في المائة من النساء المسلمات يعملون ، مقارنة مع 80 في المائة من النساء بشكل عام، ويقول " طلحة أحمد"، وهو عضو بارز في المجلس الاسلامى البريطانى (MCB) ، إن الارتفاع الكبير في عدد السكان المسلمين داخل بريطانيا يعود جزء منه إلى زيادة اعداد اللاجئين من دول مثل أفغانستان والعراق وسوريا ، و جزء منه يعود الى تحولات العديد من البريطانيين لاعتناق الاسلام ، وعوامل أخرى تخص النمو السكاني ، وعلى راسها الملامح العمرية الشابة، حيث يتزايد اعداد الشباب المسلم القادر على الزواج و الانجاب و تربية المزيد من الاطفال وفقا لتقاليد الأسر الكبيرة داخل بعض المجموعات العرقية. وحقيقة ان ثلث المسلمين هم تحت سن 15 عاما ، تدفع فى طريق زيادة اعداد المسلمين، حيث ان هناك 4% فقط من المسلمين هم من فى سن 65 سنة أو أكثر ، فضلا عن تزايد نسبة المعتنقين للاسلام من السكان السكان الأصليين سواء بين كانوا من البيض، السود او اسيويين . ويضيف " طلحة احمد" : أنه خلال العقد الماضي ، كانت هناك عدد من الصراعات بالدول العربية و الاسلامية أثرت على المجتمع المسلم فى بريطانيا، فعلى سبيل المثال ، كانت الجالية الصومالية عامل لنمو اعداد المسلمين فى البلاد ، ثم لحق بهم العراقيين والأفغان وغيرهم من الذين يأتون الى البلد لاجئين … ناهيك عن وجود عوامل اخرى متعددة ، منها تنقل المسلمين من البلدان الأوروبية الاخرى فى ضوء حرية الحركة داخل الاتحاد الاوربى. واختتمت الدراسة بالتاكيد على ان هناك العديد من أصحاب المصلحة المعنيين بضرورة توفير الامكانيات وحق الرفاه والتعليم للشباب المسلمين و غيرهم السود من الأقلية العرقية ، كما اوصت بوجود حاجة ماسة و فورية لمعالجة قضايا مثل تدني التحصيل العلمى ، وتوقعات المعلم المنخفضة، وارتفاع معدلات الاستثناءات، ومواجهه العنصرية وانتشار الإسلاموفوبيا، وانعدام القدوة ورفع مستويات تدخل الأهل . وتقول" د. سندس على " ان الدراسة استغرقت الكثير من الوقت لان حجم العينة كبير ، وحجم البيانات كبير و يغطى التعليم وسوق العمل، والحرمان، والصحة وحياة المسلمين في عدد من المناطق، و قد اعتمدنا كثيرا على بيانات من مكتب الاحصاءات الوطنية، لكن هذه البيانات لم يكن أحد قد قام بتحليلها من قبل .. كما انه و على الرغم من أن التعداد أجري في عام 2011، الا ان اطلاق البيانات كان يتم على مراحل و انتهت عام 2013 ، حينئذا بدانا تحليل البيانات . وقد اثنى نائب رئيس الوزراء البريطانى "نيك كليج Nick Clegg" على الدراسة و نتائجها مؤكدا ان هذا التقرير الجديد المهم من المجلس الاسلامى البريطانى سيساعدنا فى تحديد التحديات الاجتماعية والاقتصادية والفرص التي تواجها الآن الجاليات المسلمة في بريطانيا ، و نحن نفخر بالمساهمة الجليلة للمسلمين البريطانيين التى يقدمونها لبلادنا. . و نتائج التقرير يمكن ان تساعد في خلق فرص العمل، ودفع عجلة النمو وتمكين المزيد من الناس للحصول على الفرص المناسبة و بناء اقتصاد قوي ومجتمع أكثر عدالة ، لاننا نريد مستقبل افضل لبريطانيا