وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل الجمعة الى موسكو حيث بدآ محادثاتهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن خطة للسلام اعداها بشكل عاجل بعد تصاعد المعارك في شرق اوكرانيا. وقال متحدث باسم الكرملين لفرانس برس إن "المحادثات بدأت"، موضحا ان القادة الثلاثة يجرون محادثات في غياب مساعديهم. وتحمل المبادرة الالمانية الفرنسية التي يدعمها الاتحاد الاوروبي وواشنطن وحلف شمال الاطلسي كل صفات وساطة اللحظة الاخيرة بعد عشرة اشهر على بدء النزاع الذي اوقع اكثر من 5300 قتيل وادى الى ازمة دولية تذكر بالتوتر بين الغرب والشرق خلال الحرب الباردة. وقبل توجهها الى موسكو، قالت ميركل في برلين الجمعة ان المبادرة الالمانية الفرنسية هدفها الدفاع عن "السلام الاوروبي" غداة زيارتها وأولاند للعاصمة الأوكرانية كييف. هذا وقد حرصت ميركل على التأكيد انها لا تنوي "البحث في مسألة اي اراضى"، بينما ذكرت صحيفة المانية الخميس معلومات نفتها برلين من قبل، تفيد ان الخطة الالمانية الفرنسية تتضمن تنازلات عن أراض للانفصاليين الموالين لروسيا مقابل وقف فوري لاطلاق النار. وتابعت ميركل ان "كل الاحتمالات واردة ولا نعرف ان كنا سننجح في التوصل الى وقف لاطلاق النار وان كنا سنحقق ذلك اليوم او يحتاج الامر لمفاوضات اضافية لكن علينا ان نحاول ما بوسعنا للتوصل الى تسوية لهذا النزاع". من جهته، قال أولاند ان هذا اللقاء يهدف الى "البحث عن اتفاق" لتسوية الازمة الاوكرانية، مؤكدا ان "الجميع يدرك ان الخطوة الاولى يجب ان تكون وقفا لاطلاق النار لكن لا يمكن ان يكفي ذلك، ويجب السير باتجاه تسوية شاملة". واضاف "نحن نعمل لكن لا يمكن الحكم مسبقا على النتيجة"، موضحا انها "المبادرة التي يجب اتخاذها، اي فعل كل شىء من اجل السلام حتى لا نأسف على شىء". كانت الرئاسة الاوكرانية قد أعلنت خلال الليل بعد عدة ساعات من المفاوضات بين القادة الثلاثة ان المبادرة "تثير املا فى وقف اطلاق النار"، وذلك بعد مقتل مئات الاشخاص أغلبهم من المدنيين في عمليات قصف ومعارك منذ مطلع العام. وفي مؤشر على خطورة الوضع، أبرمت سلطات كييف والمتمردون الموالون لروسيا هدنة بدأ تطبيقها الجمعة لاجلاء المدنيين من ديبالتسيفي احدى النقاط الاكثر سخونة في الحرب في شرق اوكرانيا، كما اعلن الجانبان. من جانبه قال الرئيس الأوكرانى بترو بوروشنكو ان على كل الاطراف احترام اتفاقات السلام الموقعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء في سبتمبر الماضى وهي الوحيدة التي وقعت عليها السلطات الاوكرانية والانفصاليون المدعومون من روسيا والذين حققوا انتصارات عسكرية في الاسابيع الاخيرة. من جانبه أكد الرئيس الفرنسي ان "هذا الاقتراح الجديد لحل النزاع" يضمن "وحدة اراضي اوكرانيا". وحذر روسيا من ان الوقت ضيق وان "خيار الدبلوماسية لا يمكن ان يمتد الى ما لا نهاية". واضاف انه اذا اقرت خطة السلام من قبل كل الاطراف فيجب ان تضمنها اوروبا والولاياتالمتحدةوروسيا مؤكدا أنه يعتقد أن مهمة الاوروبيين ستنجح. وفي موازاة المبادرة الفرنسية الالمانية، لا تزال الولاياتالمتحدة تدرس امكانية تزويد اوكرانيا بالاسلحة لمساعدتها بعد الانتكاسات التي منيت بها في منطقتي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين. لكن برلين عبرت الجمعة عن معارضتها ارسال اسلحة الى اوكرانيا حيث حذرت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فو در لين من ان ارسال الغرب اسلحة الى الجيش الاوكراني من شأنه تأجيج النزاع. وقالت الوزيرة في افتتاح المؤتمر السنوي حول الامن في ميونيخجنوبالمانيا ان "التركيز فقط على الاسلحة قد يؤدي الى صب الزيت على النار وابعادنا عن الحل المطلوب. هناك اسلحة اكثر من اللازم في اوكرانيا والدعم الروسي بالاسلحة للانفصاليين لا محدود". وتابعت "من الصعب الانتصار على روسيا بالسلاح وهذا سيؤدي على الارجح الى خسارة الكثير من الارواح". وتقول سلطات كييف انها بحاجة الى "معدات اتصال وتشويش الكتروني ورادارات"، والى "طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للدبابات ، بحسب تقرير مستقل اعدته عدة مؤسسات أمريكية. غير أن قرار واشنطن بإمداد كييف بالاسلحة يمكن ان تعتبره موسكو "مبررا" لاعلان الحرب، وسيؤدي الى تدهور اضافي في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا والتي تشهد اسوا ازمة لها منذ الحرب الباردة. كما ان اعلان حلف شمال الاطلسي تعزيز وجوده على حدوده الشرقية مع انشاء قوة تدخل سريع من خمسة الاف رجل واقامة "6 مراكز للقيادة" لن يروق أيضا لموسكو.