حادث العريش.. حلقة بمسلسل الارهاب الاسود

"إن الهدف من العملية الاخيرة في العريش هو النيل من إرادة مصر".. هكذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بعد اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة،مضيفا: "وإننا من سينتصر في النهاية ولن يصلوا لهدفهم". مشيرا الى انه يحترم خيار الشعب المصرى وسيعمل على تنفيذه.
وأضاف الرئيس السيسي في الكلمة ان تلك الاحداث كانت متوقعة وأنها ستتكرر، و"لكننا لن نترك سيناء أبداً وستظل سيناء مصرية"، مؤكدا أنه يفضل الموت قبل أن يترك سيناء أو اى أرض مصرية.
وطالب الرئيس السيسي خلال الكلمة دعم الشعب المصري وقال أنه مستعد أن يقف أمام كل العالم طالما ان الشعب المصري خلفه الا انه لا يستطيع بمفرده تحقيق كل شىء مشيراً بقوة الى دور الشعب في تحديد مصيره.
وأكد الرئيس السيسي أنه تم أتخاذ كل الأجراءات للمواجهه في سيناء، وأن من ساعد على الاحداث الأخيرة في العريش معروف وسوف ينال عقابه، مؤكداً وبكل قوة أننا سننتصر في النهاية.
وأشادت عدة قوى سياسية بكلمة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مؤكدين ان خطاب السيسي للأمة المصرية جاء قويا وحازما وعلى مستوى الغضب الشعبى إزاء الحرب الإرهابية التي تتعرض لها مصر من دول وتنظيمات متطرفة.
تضامن عربي مع مصر ضد الإرهاب
ولاقى الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع في العريش، صدى قوي وسط زعماء ورؤساء الدول وإدانات واسعة على المستوى الدولي، وأكدت ردود الفعل أسفهم على الضحايا وتأييدهم لمصر في حربها ضد الإرهاب.
العاهل السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبد العزيز، أدان الأعمال الإجرامية التي تمت في العريش،وتقدم بتعازيه للرئيس عبد الفتاح السيسي وأسر الضحايا والشعب المصري، وشاركه في ذلك الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، بالأعمال الإرهابية الإجرامية، سائلين الله أن يسكن الشهداء فسيح جناته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجنب جمهورية مصر الشقيقة كل سوء.
وأكدوا، أن المملكة تابعت بقلق شديد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بعض المنشآت العسكرية في محافظة شمال سيناء مساء الخميس، وما أسفر عنها من استشهاد وإصابة عدد من الجنود المصريين، واصفين إياها بالهجمات الجبانة وأنهم يساندوا جمهورية مصر العربية في حربها ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصوره انطلاقا من موقف المملكة الثابت ضد الإرهاب.
وفي الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية لدورتها ال24 التي عقدت صباح الجمعة الماضية، تقدم عدد كبير من رؤساء الدول بالتعازي للشعب المصري وللرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بدأ الرئيس التونسي، القائد السبسي، بتقديم خالص العزاء لمصر قيادة وشعبا في حادث العريش الإرهابى.
وقال السبسي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية، "إننا نخوض حربا ضد الإرهاب المتستر بالدين، مؤكدا لأشقائه الأفارقة أننا وكما وحدتنا في الماضي الحرب ضد الاستعمار فستوحدنا اليوم الحرب ضد الإرهاب".
واكد الرئيس الفلسطينى دعمه للرئيس السيسي والمجهودات التي يبذلها في سبيل ذلك، مستنكرا العمليات الإرهابية التي تعرض لها الجيش المصري.وتوجه عباس في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية بأديس أبابا، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وأهالي الضحايا بالتعازي وتمنى الشفاء للمصابين، مشيرا إلى أنه واثق أن مصر ستنتصر على الإرهاب في النهاية.
كما أكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في كلمته التي ألقاها بالجلسة الافتتاحية بالقمة الأفريقية بأديس أبابا، دعم مصر في مواجهة الإرهاب، مقدما تعازيه للشعب المصري في ضحاياه الذين سقطوا إثر تلك العملية الإرهابية.
وتلقى وزير الخارجية سامح شكرى، على هامش مشاركته في القمة الإفريقية بأديس بابا، برقية عزاء من وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند عبر فيها عن إدانة بلاده لهذا العمل الإرهابي وتضامنها مع مصر في مواجهة الإرهاب.
وعلي الصعيد العربي، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الهجمات الارهابية وقال إن دول مجلس التعاون تدين هذه الجرائم الإرهابية الشنيعة التي تجرد منفذوها من كافة القيم والمبادئ الإنسانية والإسلامية، وتؤكد دعمها لأمن واستقرار مصر ومساندتها لجهودها في مكافحة الإرهاب.
كما أعربت وزارة الشئون الخارجية المغربية عن إدانتها الشديدة للهجمات و قدمت المملكة تعازيها الحارة لعائلات الضحايا ولحكومة وشعب مصر وتمنت في بيانها الشفاء العاجل للجرحي والمصابين مجددة رفضها الدائم لكل أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف مصر الشقيقة أيا كانت دوافعه ومنطلقاته ومبرراته. كما اكدت وقوف المملكة الثابت إلي جانب الحكومة والشعب المصري في مواجهة هذه الآفة الخطيرة ودعمها لمصر من أجل تجاوز هذه المحنة حتي يتم استتباب الأمن والاستقرار في البلاد.
واستنكرت سوريا بأشد العبارات الهجمات الأخيرة وقال مصدر مسئول في الخارجية السورية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية إن استمرارالمجموعات الإرهابية التكفيرية باستهداف الجيش المصري يكشف المخططات التي تستهدف مكونات القوة المدافعة عن سيادة واستقلال الدول العربية وقضاياها العادلة.
كما أدانت الجزائر بشدة الهجمات وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها انها تدين سلسلة الهجمات الإرهابية الجبانة التي استهدفت قوات الجيش والأمن المصري وإذ تتقدم بأصدق تعازيها لأهالي وأسر الضحايا فإن الجزائر تعرب عن تضامنها مع الشعب المصري الشقيق ومع الحكومة المصرية وعن قناعتها بأن مصر قادرة علي مواجهة الصعوبات ورفع التحديات.
وجددت الجزائر في نفس الوقت رفضها للعنف وإدانتها للإرهاب بكل أشكاله وصوره وتؤكد التزامها بدعم الجهود الدولية في مكافحة هذه الآفة التي باتت تهدد العديد من الدول والشعوب في الوطن العربي وفي إفريقيا والعالم.
واستنكرت الكويت الاعمال الارهابية في مصرواكدت على اهمية الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لاجتثاث الارهاب وتخليص العالم من شروره مشددة على موقف الكويت الثابت ضد الارهاب بكافه أشكاله وصوره مهما كان مصدره ومشاركتها الجهود الدولية لوأده.
واكد المصدر وقوف دولة الكويت الي جانب الاشقاء في مصر ودعمها التام لهم في كافه الاجراءات التي يتخذونها لحمايه امنهم واستقرارهم.
من جانبه، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية في الامارات إن ابوظبي تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الاعمال الاجرامية وتجدد رفضها المبدئي والدائم لكافة أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف مصر وتؤكد دعمها القوي لمصر ووقوفها الثابت إلي جانب الحكومة والشعب المصري في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة. وأضاف الوزير أن الاعمال الارهابية الجبانة لن تنال من عزيمة الشعب المصري والقيادة المصرية في مواصلة التصدي بكل حسم للارهاب.
ودعا قرقاش المجتمع الدولي الي الوقوف الي جانب جمهورية مصر العربية لمواجهة هذا التطرف والارهاب الذي لا وطن ولا دين له ولا أخلاق. وأكد أن هذا الحادث الإرهابي الإجرامي يتنافي مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والدينية. وأعرب قرقاش عن تعازي دولة الامارات لعائلات الشهداء ولحكومة وشعب مصر وتنمياتها الشفاء العاجل للجرحي والمصابين.
واستنكرت البحرين في بيان نقلته وكالة الأنباء البحرينية هذا الحادث المؤسف مؤكدة تنافي هذا الحادث مع الدين الإسلامي الحنيف وقيمه و تعاليمه السمحة ومع الشرائع السماوية التي تكفل جميعها حفظ النفس وسلامتها. وشددت البحرين علي وقوفها إلي جانب مصر ودعمها للجهود التي تبذلها والإجراءات التي تتخذها من أجل بسط الأمن وتوفير الاستقرار بالبلاد، مؤكدة موقفها الثابت من نبذ العنف ورفض الإرهاب بكافة صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والجهة التي تقف وراءه وتموله.
وأعرب الأردن عن إدانته الشديدة وشجبه للتفجيرات الإرهابية وقال وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني في بيان إن الأردن يؤكد وقوفه إلي جانب مصر الشقيقة في كل الظروف والأحوال، ولا سيما في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف المساس بأمنها واستقرارها وسلامة جيشها ومواطنيها.
وأكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن العمليات الإرهابية في سيناء ليست إلا تعبيرا عن إندحار قوي التطرف ولن تؤثر علي نهوض مصر وقوتها. وقال إن هذه الجرائم هي حرب استنزاف من التطرف المرتبط بمشروع الشرق الأوسط الكبيرالتقسيمي المعادي لنهوض مصر والامة، وهذه العملية الاجرامية وما سبقها من عمليات إجرامية إرهابية، سوف تزيد الشعب تماسكا وقوة وسوف تجعل قوات الامن اكثر صلابة واندفاعا.
ادانة عالمية
وتوالت ردود الأفعال العالمية المنددة بالحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة العريش بشمال سيناء وراح ضحيته نحو30 شخصا بينهم ضباط وجنود وعشرات المصابين، والذي اعلن تنظيم انصار بيت المقدس الارهابي مسئوليته عنه.
الخارجية الأمريكية اعربت عن إدانة الولايات المتحدة للحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء،معلنة تضامن بلادها مع مصر في مكافحة الإرهاب.
ومن إسبانيا حث الملك "فيليب السادس"، الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة مواصلة الكفاح الدولي ضد الإرهاب، كما تعهد بأن بلاده ستلعب دوراً هاما في مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب، معربا عن تواصل بلاده لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط و تعازيه في شهداء تفجيرات العريش الإرهابية.
في غضون ذلك، أعربت الصين عن إدانتها للعمليات الإرهابية التي تعرضت لها المقار الأمنية والعسكرية. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج ان الصين ترفض و تدين الإرهاب بكل أشكاله وانها دائما ما تتمني كل الخير لمصر التي تمتد علاقتها بها الي أمد بعيد والتي تعتبرها صديقا مقربا.
وأضافت المتحدثة ان الصين تأمل حقا في ان تري مصرتتمتع بالاستقرار والأمن طوال الوقت.
كما أدانت فرنسا الهجوم الإرهابي وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال- في تصريح له ان بلاده تقدم التعازي لأسر الضحايا، و تؤكد تضامنها ووقوفها الي جانب السلطات و الشعب المصري في مكافحة الارهاب.
وأعربت الحكومة الإيطالية، علي لسان وزير خارجيتها باولو جينتيلوني عن الإدانة القوية للهجمات الإرهابية كما اعلن رئيس الدبلوماسية الإيطالية، وفقا لبيان الخارجية إدانته وقال أود أن أعرب عن التعازي لأسر الضحايا وإلي كل شعب مصر. ومؤكدا على دعم إيطاليا الكامل للسلطات المصرية في كفاحها ضد الإرهاب.
واكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وقوف بلاده بجانب الحكومة والشعب المصري في حربهم ضد الإرهاب. واوضح فيليب هاموند في تعليقه علي الهجمات ادانته بشدة سلسلة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن المصرية في شمال سيناء.مضيفا ان المملكة المتحدة تقف بجانب الشعب والحكومة المصرية في حربهم ضد العنف الإرهابي.
وأدانت الحكومة الألمانية سلسلة الهجمات الدموية وقال متحدث باسم الخارجية في برلين: إننا نتابع بقلق كبير الأوضاع الأمنية المتردية في المنطقة ونقدم مواساتنا لأسر الضحايا وأقاربهم والحكومة المصرية وشعبها.
وبأشد العبارات أدانت وزارة الخارجية المجرية الهجمات الإرهابية ووصفت في بيان لها وزعته سفارتها بالقاهرة هذه الهجمات الإرهابية ب البربرية التي استهدفت المدنيين والقوات المسلحة المصرية، وأنه لا يوجد ما يبررها بغض النظر عن دوافعهم.
كما نددت إيران علي لسان المتحدثة بإسم الخارجية مرضيه افخم بالهجوم الارهابي و أكدت افخم في تصريح لها إن مثل هذه الاحداث تهدف الي الهاء الدول الاسلامية و المنطقة بالقضايا الهامشية وإبعادها عن اولوية العالم الاسلامي والمتمثلة في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس الشريف.
ردود الفعل أيضا وصلت لمستوى المؤسسات والمنظمات الدولية التي أعلنت إدانتها الشديدة لتفجيرات العريش، مثل مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والبرلمان العربي، ،والأمين العام للأمم المتحدة.
المصاب جلل، ومصر بلد كبير، فقدت عشرات من خيرة أبنائها في عملية إرهابية منظمة بشكل يدعو للشك في كونها مجرد عملية نفذتها جماعات بمفردها دون دعم خارجي، وربما أطراف خارجية ضالعة في هذا التفجير كانت من المنددين به .
الصحف العالمية تتناول الحدث
اهتمت الصحف العالمية بالحادث الإرهابي الذي استهدف مقار ومنشآت تابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش، باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون، ووصفته بالحادث الأعنف والأكثر دموية وتعليقاً على هذا الحادث، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن التفجيرات التي استهدفت منشآت أمنية في سيناء تثير مخاوف من أن حملة الحكومة لإقامة منطقة عازلة في رفح وفرض حظر التجول لم تنجح في خنق الإرهاب.
وأكدت الصحيفة أن تلك الموجة من التفجيرات تعتبر أول أحداث عنف كبيرة تضرب البلاد منذ إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء تحالفها مع تنظيم "داعش" في نوفمبر الماضى، مشيرةً إلى أن هذه الحادثة الأعنف والأكثر دموية خلال هذه السنة.
وقالت وكالة "رويترز" الإخبارية إن هذه الهجمات تمت بتنسيق تام، مشيرةً إلى انقطاع زيارة الرئيس "عبدالفتاح السيسي" إلى إثيوبيا وعودته إلى البلاد بعد الحادث الإرهابي.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن هذا الهجوم يعتبر الأكثر دموية والأكثرعنفا استهدف سيناء منذ هجوم 24 أكتوبر2014 .
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد محمد سمير: "أن هذه الهجمات الإرهابية نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء ، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة (25 يناير) المجيدة.
وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إدانة وزارة الخارجية الأميركية الهجوم الإرهابي الذي استهدف سيناء قائلا: "تبقى الولايات المتحدة ثابتة في دعمها لجهود الحكومة المصرية لمكافحة خطر الإرهاب في مصر جزءا من التزامنا المستمر للشراكة الإستراتيجية بين بلدينا".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "الهجمات التي وقعت الخميس بشبه جزيرة سيناء تكشف حقيقة معاناة الجيش في احتواء التمرد المسلح في المنطقة على الرغم من تدابير مكافحة الإرهاب والتي تتضمن فرض حالة الطوارئ وحظر التجول وتقييد الحركة المرورية من وإلى المحافظة فضلا عن هدم آلاف من المنازل على مدينة رفح الحدودية".
وتابعت الصحيفة أن قوات الشرطة المصرية شهدت أحد أسوأ أيامها بعد مقتل الجنود في سيناء، بالإضافة إلى معاناتها لأكثر من عام ونصف للتصدي للهجمات الإرهابية.