وجه الرئيس محمد حسني مبارك خطاب تكليف إلى الحكومة الجديدة، هذا نصه.. السيد الدكتورأحمد شفيق تحية طيبة، وبعد،، تعلمون أن الوطن يجتاز ظروفاً دقيقة وأوقاتاً صعبة تضع مصر وشعبها في مفترق طريق حاسم وتفرض علينا جميعاً الدفاع عن إستقرار الوطن وما تحقق لأبنائه من مكتسبات. لقد خرج شباب مصر ومواطنيها الشرفاء في تظاهرات سلمية لممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير إلا أن صفوفهم إخترقها قوى ترفع شعارات الدين وتضرب بعرض الحائط أحكام الدستور وقيم المواطنة وأركان الدولة المدنية. وسعت لإشاعة الفوضى وزعزعة الإستقرار والإنقضاض على الشرعية وإتاحة الفرصة لعناصر إجرامية للإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإشعال الحرائق وترويع المواطنين. إن المرحلة الراهنة تقتضي إعادة ترتيب أولويات الدولة على نحو يعي المطالب المشروعة لأبناء الشعب ويصحح الإعتبارات التي دعتني لمطالبة الحكومة السابقة لتقديم إستقالتها. إني إذ أثق في قدرة مصر ومؤسساتها وشعبها على تخط الظرف الدقيق الراهن أكلفكم بتشكيل مجلس وزراء جديد قادر على تنفيذ أولويات المرحلة الراهنة بما يحقق مطالب الشعب على نحو عاجل وجاد وأمين ويجتاز بالوطن الظرف الراهن. أكلفكم بالتأكد من تلبية الإحتجاجات الأساسية للمواطنين بكافة المحافظات خلال الظرف الراهن وبالأسراع في إستعادة الأمن والهدوء والإستقرار بما يطمئن أبناء الشعب على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم مع تولي أجهزة الأمن كافة مسئولياتها بما يتيح رفع حظر التجوال وعودة رجال قواتنا المسلحة إلى ثكناتهم بعد أن يكونوا قد أتموا مهامهم في الحفاظ على الدستور والشرعية ولكي يتفرغوا لمسئولياتهم الأولى في الدفاع عن أرض مصر وسيادتها. أكلفكم بإزالة ما لحق بمرافقنا من أضرار وخسائر وإستعادة الثقة في أقتصادنا وأثق في قدرتكم في تنفيذ سياسات إقتصادية جديدة تولي أقصى العناية بأن يأتي الأداء الإقتصادي مراعياً كل الرعاية لمعاناة المواطنين متوخياً تخفيف ما يتحملونه من أعباء ومحققاً للتوازن المطلوب بين الأجور والأسعار ومع الأخذ في كامل الإعتبار الأولوية الرئيسية لمحاصرة البطالة وإتاحة فرص العمل. أكلفكم بأن تعطي حكومتكم أولوية خاصة لتعزيز دور الدولة على نحو أكثر وضوحاً وتأثيراً لضبط معدل التضخم وحركة الأسواق ومستويات الأسعار مع دور متوازن للدولة في إيلاء الأولوية الضرورية والقصوى للجوانب الإجتماعية ومخصصات الإنفاق الإجتماعي لمساندة الفئات محدودة الدخل والأولى بالرعاية. وأشدد في هذا السياق على عدم المساس بمخصصات الدعم بمختلف أشكاله وبنوده، وفضلاً عن ذلك فأني أشدد على تصدي حكومتكم بكل الحسم لكافة مظاهر الفساد بمختلف صورة وأشكاله أي كان مرتكبوه. وفوق كل ذلك ومعه فأنني أشدد على ضرورة المضي على نحو كامل وعاجل وفعال وخطوات جديدة ومتواصلة لمزيد من الإصلاح السياسي دستورياً وتشريعياً من خلال حوار موسع مع كافة الأحزاب تدفع مسيرة العمل الديمقراطي تحقق مشاركة أوسع للأحزاب في الحياة السياسية وصولاً للمجتمع الديمقراطي الحر الذي يتطلع إليه أبناء الشعب. لقد كلفتكم بتشكيل مجلس الوزراء نظراً لما لمسناه فيكم من نزاهة وحس وطني رفيع وكفاءة وقدرات عالية خلال خدمتكم للوطن داخل صفوف القوات المسلحة وفيما إضطلعتم به من مسئوليات ومهام خارجها. وإني أثق فيكم كل الثقة وفي قدراتكم.. مجلس الوزراء الجديد على تنفيذ هذه التكليفات والنهوض بأعباء هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن في إطار الإحترام الكامل لدستور مصر ومؤسساتها وحقوق المواطنين وحرياتهم وسيادة القانون وإستقلال القضاء وما يصدره من أحكام. محمد حسني مبارك