أشاد قساوسة ومسئولون وأساتذة في الجامعات المصرية بحكمة وسياسة الرئيس حسني مبارك وقدرته على التعامل مع الأزمات، مشيرين إلى الخطاب الأخير الذي ألقاه سيادته عقب وقوع حادث كنيسة القديسين والذي، أكد فيه أن مرتكب هذا الحادث الإرهابي سينال عقابه وأن مصر بلد التعايش والتسامح والإتحاد بين قطبي الأمة. وأكد المتحدثون - خلال الملتقى الحواري الأول الذي أقيم مساء الثلاثاء بمقر الكنيسة الإنجيلية بالعطارين بالإسكندرية تحت رعاية محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور أحمد مجاهد "أن مصر بلد تتمتع بحضارة عريقة تربط بين قطبي الأمة من المسلمين والمسيحيين الذين تجمعهم أرض واحدة ووطن واحد وثقافة مشتركة منذ أقدم العصور". وقال رئيس المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية المستشار أحمد عوض إن حادث الإسكندرية يعد حادثاً إرهابياً يبتعد كل البعد عن أخلاق المصريين، مشيراً إلى أن الإسكندرية دائماً هى مركزا للحضارات وتلاقي الأديان كما أنها مقر للفكر والتنوير الذي يشع في كافة أنحاء العالم. وأضاف أننا نعيش منذ أقدم العصور في مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي، حيث يسود مناخ من الأمن والإستقرار والسلام، داعياً رجال الدين وأجهزة الإعلام إلى التزام الموضوعية في تناول الأحداث والبعد عن روح التعصب وتأكيد قيم التآخي والتعاون. وفي ذات السياق، أكد القس راضي عطا الله راعي الكنيسة الإنجيلية بالعطارين إن "مصر تمثل نموذجا في التعايش السلمي بين الإخوة المسلمين والأقباط، حيث تجمعهم لغة وثقافة وتاريخ واحد". وأشار إلى خطورة النظام العالمي الحالي الذي يهدف إلى تفكيك الوطن القومي إستناداً إلى مجموعة من الأسس العرقية والإختلاف الديني. وأوضح أن مصر طوال تاريخها الذي يمتد إلى قرون وعصور مديدة لم تعرف ثقافة رفض الآخر، ويسودها أسس التعايش السلمي والتآخي بين المسلمين والمسيحيين.. محذراً من الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الاعلام في بعض الأحيان، حيث تتسبب في نشر التعصب ووقوع بعض الأزمات وتؤثر على ثقافة المجتمع. من جانبها، أكدت عضو المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية الدكتورة بهية شاهين أن خطاب الرئيس حسني مبارك قضى على أهداف المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف مصر وأمنها واستقرارها وساهم في الحد من آثار هذا الحادث الأليم.. مشيرة إلى أن الحادث أكد أن مصر وأبناءها لا يمكن خداعهم بما يدبره الأعداء. وشددت على ضرورة وجود خطاب ديني مستنير يتكاتف مع أجهزة الإعلام من أجل تأكيد قيم التسامح والتعايش السلمي ويكون قوامه الدعوة إلى العمل ونشر الخلق الحسن والتأكيد على أن "الدين لله والوطن للجميع". ونوهت بأن المجتمع المصري يتقاسم سمات مشتركة ويربطه ميراث مشترك من القيم السمحة التي تبنى على المحبة والمودة والتسامح ونبذ العنف بكافة صوره وأشكاله، مضيفة أن مصر هى بلد إحتضنت الأديان السماوية الثلاثة. وأشادت بقرار فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بإنشاء بيت العائلة الذي يضم كافة الكنائس وعلماء الدين الإسلامي.