قال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري إن الحكومة تعمل على بث ثقافة العمل الحر ومساعدة الشباب ورجال الأعمال لإنجاحهم سواء من خلال التشريعات أو النواحي التنظيمية. جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده نظيف الثلاثاء مع ستيفن كولتاى كبير مستشارى ريادة الأعمال العالمية بوزارة الخارجية الأمريكية ووفد من رجال الأعمال يزور مصر حاليا بمناسبة بدء إطلاق فعاليات البرنامج العالمى لريادة الأعمال فى مصر. وقال الدكتور مجدى راضى المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء إن الدكتور نظيف أكد خلال اللقاء على أن الحكومة تعمل جاهدة على تغيير ثقافة المجتمع تجاه النجاح معتبرا أن عدم النجاح لا يعنى الفشل بل التعرف على أسباب الإخفاق والعمل على تطوير نظرة الإعلام للنجاح وتعظيمه بما يبث روح التفاؤل. وأشار راضى إلى أن رئيس الوزراء أوضح أن هذا الفكر جزء من برنامج الحكومة الذى تسعى لتنفيذه فى مجالات متعددة خاصة التعليم وتسهيل إنشاء الشركات وتسهيل عملية التمويل ومساعدة المتعثرين فى تنفيذ أفكارهم مع تأهيل الشباب للتعرف على الجوانب الفنية والمالية لمساعدة الشباب. وحضر اللقاء وزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طارق كامل والتجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير الاستثمار رشيد محمد رشيد والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبى. وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طارق كامل إن إطلاق فعاليات البرنامج العالمى لريادة الأعمال فى مصر يأتى فى إطار زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقاهرة فى يونيو/ حزيران 2009 ولقائه مع الرئيس حسنى مبارك ودعوته لإنشاء صندوق لدعم صناعة التكنولوجيا والإبداع وإنشاء مراكز تميز تكنولوجى والتى أعطت دفعة قوية للبدء فى بناء شراكات عالمية جديدة على أعلى مستوى فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار كامل إلى أن هناك 32 شركة مصرية تشارك فى هذا البرنامج، منها 29 شركة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأنه تم اختيار مصر لتكون أول دولة لإطلاق فعاليات البرنامج العالمى لريادة الأعمال فى مصر، موضحا أنه تم إنشاء صندوق برأسمال 80 مليون دولار بتمويل مصرى إماراتى أمريكى لدعم الشركات العاملة فى هذا البرنامج فى مصر والإمارات. وأفاد بأن المرحلة الأولى من الصندوق تبلغ 30 مليون دولار وأنه يجرى تأسيس نظام لربط الشركات المصرية والأمريكية العاملة فى هذا المجال وضخ استثمارات جديدة منوها بأن نظيف شرح رؤية الحكومة لتبنى برنامج ريادة الأعمال سواء فى قطاع الاتصالات أو غيره من أجل دفع التنمية الاقتصادية. وأكد وزير الاتصالات أن التجربة المصرية فى مجال تنمية صناعة التعهيد وتصدير الخدمات التكنولوجية قد حققت نجاحات كبيرة حيث استطاعت مصر الترويج لهذه الصناعة وأصبحت مقصدا للشركات العالمية التى تتوسع فى أنشطتها دوليا. ومن جانبه، قال المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير الاستثمار إن سياسة الحكومة تقوم على تدعيم مبادرات الشباب وخلق المناخ المناسب لهم لإخراج أفكارهم ومشروعاتهم وهناك أمثلة ناجحة فى تلك المبادرات ونحرص على إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وخلق المزيد من فرص العمل داعيا إلى تغيير الثقافة وإنجاح روح المبادرات الشخصية والاستفادة من الخبرات العالمية والأمريكية. وبدوره، قال ستيفن كولتاى كبير مستشارى ريادة الأعمال العالمية بوزارة الخارجية الأمريكية إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستعد لتصبح واحدة من المراكز العالمية الصاعدة لريادة الأعمال. وأكد أن مصر تعد نقطة مركزية ومحورية لأنشطة ريادة الأعمال فى المنطقة ولذلك اختارت الولاياتالمتحدة مصر لتكون أول دولة لإطلاق برنامج ريادة لأعمال العالمى حيث توفر الاستثمارات الإقليمية فى الإصلاح الاقتصادى والبيئة الأساسية والموارد البشرية فى مصر أساسا قويا لرواد الأعمال والمستثمرين على الصعيدين المحلى والدولى. ونوه بأن مصر تعد من أكثر الدول الإسلامية الناشئة استعدادا لإنشاء برنامج ريادة الأعمال , منوها بالوفد المصرى الكبير الذى شارك فى مؤتمر أقيم بالولايات المتحدة مؤخرا حول هذا الموضوع. وقال كولتاى "إننا نهدف إلى نشر ثقافة مشاركة الشباب وريادتهم للأعمال ووضعهم فى المشاركة مع نظرائهم فى العالم للاستفادة من الخبرات العالمية فى هذا المجال"، مشيرا إلى أن مصر تعد نموذجا يحتذى به فى هذا المجال. وأكدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبى حرص الولاياتالمتحدة على التعاون مع مصر فى برنامج ريادة الأعمال واستعدادها لتقديم الخبرات اللازمة فى هذا الصدد واصفة اللقاء مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بأنه كان بناء وينم عن التواصل بين الحكومتين المصرية والأمريكية معربة عن تفاؤلها إزاء هذا التعاون. جدير بالذكر أن البرنامج العالمى لريادة الأعمال يهدف إلى تحفيز الشركاء من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والجامعات والجمعيات المهنية والمؤسسات وشركات الأعمال للتشاور والتنسيق لدعم الاتجاه المتنامى لتأسيس مشروعات ناشئة للأعمال والابتكار الاجتماعى فى مصر وخاصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها حيث يعمل على إتاحة الفرصة للشركاء الأمريكيين والمحليين للعمل معا حول 6 محاور رئيسية تتعلق بدعم ريادة الأعمال فى مصر. والمحاور الستة هى تحديد الفرص المتاحة، وتدريب رواد الأعمال الطموحين، وتحقيق التواصل بين الشركاء، وتأمين الاستمرارية والمساعدة فى الحصول على التمويل اللازم، وتمكين القرارات المتعلقة بسياسات الريادة والابتكار والاحتفاء بالنماذج الابتكارية الناجحة فى مصر.