هكذا قلبه دائما مع البسطاء وعينه علي الفقراء ونبضه مع محدودي الدخل منذ تولي المسئولية.. هكذا يشعر الرئيس مبارك وهكذا يفكر ومن أجل هؤلاء يعمل وينحاز علي مدي ثلاثين عاما.. وقد ركز جهده في السنوات الخمس الماضية لكي يرفع المعاناة عن هذه الفئات الكادحة من الشعب ولكن- في رأيه- إن ما تحقق ليس نهاية المطاف ولايزال أمامنا صعاب وتحديات ومايزال الوطن في حاجة إلي المزيد من العمل الشاق.. وقد عبر مبارك بصدق وبحسه الإنساني عن مشاعر الشعب وتطلعاته عندما قال بمصارحته ونظرته إلي الواقع: لايزال هناك من لم تصلهم بعد ثمار ومنافع الاصلاح والنمو والتنمية.. ولايزال هناك من ينتظرون فرصة للعمل والرزق الكريم.. ومن ينتظرون أن تصل إليهم شبكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.. ومن يتطلعون إلي خدمات أكثر تطورا في التعليم والرعاية الصحية والمواصلات والإسكان والمرافق.. هناك من الفقراء والبسطاء من يعانون عناء الحياة، ومن الفئات محدودة الدخل من يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة.. هناك من يشعرون بالقلق علي مستقبل أسرهم ويحتضنون آمالا وطموحات لأنفسهم وللأبناء والاحفاد! وهنا السؤال: لماذا لا يشعر الناس بما تحقق من انجازات غير مسبوقة؟ ولماذا لا يلمسون حجم الاصلاح الاقتصادي الذي تم في ظل ظروف أزمة عالمية صعبة؟ ولماذا لا يعرفون أنه أتيحت أكثر من أربعة ملايين فرصة عمل جديدة؟ ولماذا لا يحس أبناء الصعيد أن الحكومة وضعتهم في قلب جهود التنمية الشاملة؟ ولماذا لا يشعر الناس بما تحقق لزيادة الدخول لفئات عريضة ومضاعفة أجور العاملين وتطوير قانون المعاشات ومساعدات الضمان الاجتماعي؟ ولذلك يعلق الرئيس مبارك آمالا كبيرة علي العمل الوطني في المرحلة القادمة بعد الانتخابات بحيث تكون بمثابة انطلاقة واعدة بتحقيق المزيد من النمو وفرص العمل وتحسين الدخول.. وايضا من أجل المزيد من التصدي للفساد، والمزيد من الحماية للأسرة المصرية، والسيطرة علي التضخم وضبط الأسواق ومواجهة ارتفاع الأسعار.. ويبذل أقصي الجهد من أجل البسطاء والفقراء والمهمشين، ولسكان العشوائيات والقري الأكثر فقرا واحتياجا.. ولمن لم تصلهم خدمات الصرف الصحي.. وكذا مياه الشرب- والساعين للمسكن اللائق والتعليم المتطور والتأمين الصحي الشامل لهم ولأسرهم..! ونظرة الرئيس لبرنامج الحزب الوطني تتسع وتمتد للفلاحين في القري والنجوع وللعمال في مصانعهم ولأصحاب المعاشات ولأبناء الطبقة المتوسطة المصرية لكي يحقق انطلاقة جديدة.. وهذا البرنامج الطموح الذي طرحه الرئيس يحتاج بلاشك لموارد جديدة ومصادر تمويل إضافية تتجاوز الاعتماد علي ميزانية الدولة، ولذلك نحتاج لمواصلة تشجيع القطاع الخاص واجتذاب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية لسد الفجوة بين المدخرات الوطنية وما يحتاجه الاقتصاد المصري من استثمارات خلال السنوات الخمس القادمة.. فالمطلوب مزيد من العمل والجهد ومزيد من الانتاج والبناء وحتي تصل ثمار العمل الوطني إلي الناس وتشعر به الفئات المحدودة الدخل.. وإذا كانت السنوات الخمس الماضية قد شهدت انجازات واصلاحات فإن المرحلة القادمة تعني أن نلمس نتائجها..ولذلك فإن طموحات مبارك لا تتوقف عند حد معين ولا تكتفي بما تم تحقيقه.. رغم ظروف الأزمة العالمية الخانقة.. ولكنها تتجاوز ذلك إلي حل مشاكل المعيشة وتوفير الخدمات ورفع المعاناة عن المهمشين والفقراء! نقلاً عن جريدة "الاخبار" المصرية