محافظ القليوبية يعتمد تنسيق القبول بالصف الأول الثانوي العام    طلاب جامعة الإسكندرية يستقبلون عميد كلية الأعمال بممر شرفي (فيديو وصور )    الطقس والكهرباء يرفعان أسعار الدواجن بالأسواق    تراجع أسعار المنتجين والواردات في سويسرا خلال مايو الماضي    جهاز تنمية المشروعات يوقع عقد جديد للتمويل متناهي الصغر    شهيد ومصابان بقصف للاحتلال قرب ميناء غزة    واشنطن تطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفين يمنيين بمنظمات دولية    الناتو: فرنسا ستظل حليفا قويا ومهما لنا بغض النظر عن حكومتها المقبلة    وزير الخارجية العراقي: أي هجوم على جنوب لبنان سيشكل خطرا كبيرا على المنطقة    انطلاق شارة بدء ماراثون الدراجات في بني سويف ضمن الاحتفال باليوم العالمي للدراجات    استبعاد لاعب بيرو من كوبا أمريكا بسبب طلب غريب    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام سموحة بالدوري المصري    ضبط 41 قضية مواد مخدرة خلال حملة أمنية بالقليوبية    ضبط 908 مخالفات سير بدون رخصة قيادة خلال حملة مرورية بالإسكندرية    أول قرار من المحكمة بشأن محاكمة عمرو دياب بتهمة "البلطجة والتنمر"    سلمى أبو ضيف تنشر صور عقد قرانها على إدريس عبد العزيز    هاجر أحمد تكشف عن صعوبات تصوير فيلم «أهل الكهف»    محافظ كفر الشيخ يكلف بالإسراع في إنهاء ترميم مسجد «أبو غنام» الأثري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 13-6-2024    أستاذ طب نفسى: اكتئابك مش بسبب الصراعات.. إصابتك بالأمراض النفسية استعداد وراثى    «عنيف ومش في صالحه».. شوبير يرد على بيان بيراميدز بشأن أزمة رمضان صبحي    حظر وضع أسماء الدول على العلامات التجارية لشركات التدريب المهني    بمشاركة عربية وأفريقية.. انطلاق قمة مجموعة ال7 في إيطاليا    بدء تصعيد حجاج القرعة فجر غد للوقوف بعرفات لأداء الركن الأعظم    تأجيل محاكمة 4 متهمين شرعوا في قتل مزارع بكرداسة إلى 11 سبتمبر    الحبس سنة لعصابة سرقة الشقق السكنية بالسلام    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العجوزة دون إصابات    بعد قليل.. النطق بالحكم على 16 متهمًا بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    حريق ضخم بالخرطوم بحري.. ومجلس الأمن يعتزم التصويت لوقف حصار الفاشر (تفاصيل)    وسائل إعلام عبرية: دوي 3 انفجارات في ميناء حيفا ومحيطه    التعليم العالي تعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    محافظ القليوبية يقود حملة لإزالة التعديات على 2300 م2 أرض زراعية بالخانكة    "سويلم": روابط مستخدمي المياه تمثل منصة تشاركية للمزارعين للتعبير عن مطالبهم    يوم عرفة.. إليك أهم العبادات وأفضل الأدعية    5 أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. إنفوجراف    ضياء السيد: طلب كولر بشأن تمديد عقد موديست منطقي    أخصائية تغذية تحذر من منتجات غذائية شائعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان    نصائح صحية لتقوية مناعة طلاب الثانوية العامة خلال فترة الامتحانات    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    الدول العربية تعلن إجازة عيد الأضحى.. مصر الأطول ب9 أيام ولبنان الأقصر ب«يومين»    "عودة الدوري وقمة في السلة".. جدول مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    رئيس جامعة المنيا يفتتح الملتقى التوظيفي الأول للخريجين    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    وزيرة الهجرة تشيد بتشغيل الطيران ل3 خطوط مباشرة جديدة لدول إفريقية    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    قرار عاجل من فيفا في قضية «الشيبي».. مفاجأة لاتحاد الكرة    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    «هيئة القناة» تبحث التعاون مع أستراليا فى «سياحة اليخوت»    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وراء الاحداث
نشر في أخبار مصر يوم 11 - 11 - 2010

د. عبد المنعم سعيد : مساء الخير.. منذ أسبوعين تقريبا بدأنا سلسلة من الحلقات لمتابعة الدول العربية التي تعايش حالة من التوتر السياسي الكبير، البعض يراها على شفا انهيار أو على شفا التحول إلى ما يسمى بدول فاشلة ، نظرنا في حلقة كاملة إلى العراق التي بعد أكثر من ثمانية شهور هناك مشاكل كبيرة في تشكيل وزارة لها في ذلك الوقت وحركة كبيرة في اتجاه العنف بأشكال لم تكن مسبوقة على الأقل في الماضي القريب بالإضافة إلى شواهد أخري، بعد ذلك أخذنا السودان وقمنا بإطلالة على مسألة انفصال السودان ونتائجه وإمكانيات تحوله إلى واقع عنيف مع مراجعة سيناريوهات مختلفة للوضع السوداني.
اليوم موضوعنا هو لبنان ومتابعة ما يجري في لبنان، منذ عامين أو أكثر قليلا كانت لبنان حالة خاصة بين دول وأمم العالم، لم يكن في لبنان رئيس للجمهورية ولم يكن في لبنان وزارة ولم يكن في لبنان برلمان، بمعنى أن المؤسسات التقليدية للسيادة في أي دولة كانت مختفية وكان المجتمع يدير نفسه، المطار يعمل، البريد يعمل، المواصلات العامة تعمل ، بشكل من الأشكال المجتمع يحاول إدارة نفسه رغم غياب الجهات السيادية، جعل ذلك المراقبين يتساءلون هل يمكن أنه بلد يسير بينما لا يوجد فيه سلطة مركزية مسئولة عن إدارة الشئون العامة في مجتمع ما، هذا التساؤل كان يحمل في باطنه أحيانا إشادة باللبنانيين أن لديهم القدرة على التعايش مع واقع صعب ، لكن أحيان أخرى كان يحمل في طياته أسئلة أخرى لا تتعلق بإمكانيات انهيار الوضع كله بمعنى أنه الوضع كله يمكن أن يتطور إلى ما لا يحمد عقباه بمعنى إمكانيات الحرب الأهلية، كانت هناك ضغوط كبيرة ثم جرت بعد ذلك محاولات للسلام بعد فترة عنف قصيرة جرت بالفعل في بيروت جعلت الوضع يتوتر للغاية حتى بات كما لو أن الحرب الأهلية على الأبواب، تدخلت أطراف كثيرة وجرى التوصل إلى اتفاق في الدوحة في دولة قطر ومن بعدها بدأ الوضع يتحسن تم انتخاب رئيس الجمهورية ثم تم التشكيل الوزاري والبرلمان إلى العمل ومن ثم فإن رموز الدولة رجعت إلى حالها ومن ثم قام المجتمع اللبناني بعمل انتخابات عامة ونتيجة للانتخابات تشكلت وزارة جديدة، حتى الآن الأخبار تبدو طيبة وأن لبنان يمكن أن يستعيد صحته مرة أخرى لولا أن الأخبار خلال الفترة القصيرة الماضية عادت بنا مرة أخرى أو أعادت عقارب الساعة مرة أخرى إلى ما كنا عليه برز موضوع هام كان أحد أسباب التوتر السابق وهو الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان، أصبح هناك مرة أخرى ذلك الانقسام الشديد داخل لبنان بين ما يسمى بمجموعة 14 آذار أو 14 مارس هذه المجموعة تمثل الأغلبية الحالية سواء في مجلس النواب أو في الشارع اللبناني وهذه بالطبع مع فكرة المحكمة لأن هذه المحكمة ليست قرار لبنانيا إنما قرار دوليا يتعلق بالتحقيق في وفاة أو مصرع واغتيال رئيس الوزراء اللبناني.
قضية أخرى ولها علاقة بالقضية الأولى وهي تسليح حزب الله، أنه رغم بعد انتهاء الحرب الأهلية ورغم كل التوافقات وبعد كل المبادرات السلمية بين أطراف الساحة اللبنانية بدا أن حزب الله هو الحزب الوحيد الذي يملك السلاح، ملكية السلاح جعلته يمتلك نوعين من الفيتو، فيتو موضوعي في داخل الساحة اللبنانية أنه الحزب الوحيد الذي يمكنه تفجير الحرب الأهلية بما يملكه من سلاح بينما بقية القوى اللبنانية لا تملك هذا السلاح اللهم إلا الجيش اللبناني .
الجانب الآخر هو أنه أعطى حزب الله سلطة أشبه بالفيتو في مجلس الوزراء اللبناني هذه السلطة "الفيتو" بمعنى حق الاعتراض و وقف أو شل قدرة مجلس الوزراء على اتخاذ قرارات.
هذا الموضوع مرتبط بمسألة المحكمة الدولية لأن حزب الله ومعه ما يسمى بمجموعة 8 مارس " الأخوة في لبنان يحبون تسمية الأمور بتاريخها" هؤلاء لا يريدون لهذه المحكمة أن تقوم مدعين أن الأمر لن يكون نقيا وطاهرا وأنه سوف يكون هناك شهود زور ،أن هناك من سيوجه أصبعه بالاتهام إلى حزب الله أو لهذه الجهة أو تلك ومن ثم يوجد اعتراض على عقد المحاكمة.
بمعنى أنه لدينا طرف يعترض على المحاكمة وهو يحمل السلاح ، في السياسة يعني ذلك الكثير، يعني ذلك وضع شلل للوضع السياسي مرة أخرى في لبنان .
هذه الأخبار كلها ليست جيدة بالمرة كلها تنبئ أن لبنان مرة أخرى كما لو كان قد دار دورة كاملة لما كنا عليه منذ عامين مع خلاف بسيط هو أن لدينا الآن رئيس ولدينا مجلس وزراء ولدينا برلمان ولدينا مؤسسات موجودة في لبنان، هل ستنجح هذه المؤسسات في حل هذا الاحتقان أو هذا التوتر أو هذه الأزمة أم أن هذه المؤسسات سوف تفشل وتصبح هي ذاتها على المحك ووجودها على المحك ومن ثم بدخل لبنان في نفق جديد قد يكون نفق أزمة سياسية وقد يكوم ما هو أكثر من نفق الأزمة السياسية.
ما الذي يجري في لبنان؟ يسعدنا أن يكون ضيفنا لمناقشة هذا الموضوع الأستاذ أحمد وجدي وهو نائب رئيس تحرير مجلة الوطن العربي وقد تشرفنا به من قبل في البرنامج لمناقشة الشأن اللبناني ولكن قبل أن نلتقي بضيفنا نستمع إلى هذا التقرير
تقرير
قد يبدو انه لا يوجد جديد علي الساحة السياسية اللبنانية فالاستقطاب السياسي القائم بين التيار الرابع عشر من آذار وتيار الثامن عشر من مارس ليس جديدا منذ جريمة اغتيال رفيق الحريري وكما أن الخلاف حول قضية المحكمة الدولية ليس جديدا هو الآخر، الجديد هذه المرة ما يتحدث عنه حزب الله من وجود مؤامرة لتحميل المسئولية عن جريمة اغتيال الحريري لعناصر من حزب الله من خلال قرار الاتهام الذي ستتقدم به لجنة التحقيق للمحكمة الدولية، وذلك وفقا لما صدر عن وسائل الإعلام ألمانية وإسرائيلية وهو ما دفع بالحزب للقيام بخطوة استباقية تحدث فيها عما وصفهم بشهود الزور في التحقيقات التي جرت بشأن تلك الجريمة وضلوع أطراف في هذه المؤامرة، لقد تبع الحديث عن مثل هذا القرار حالة شديدة من الاستقطاب الداخلي، حزب الله من جانبه يسعى إلى إجهاض هذه المحكمة من خلال التشكيك في نزاهتها والتأكيد على خضوعها لعملية تسييس داخلية ودولية، وعلى الجانب الآخر يسعى تيار الرابع عشر من آذار مدعوما من الولايات المتحدة وقوى أوروبية إلى التمسك بالمحكمة والحفاظ على طابعها الدولي رافضين في هذا الإطار معادلة المحاكمة أو الاستقرار التي يروج له البعض كمخرج من هذه الأزمة ، إن صدور قرار اتهام لحزب الله قد يؤدي بالفعل إلى كارثة حقيقية داخل لبنان ليس فقط بالنظر لما سيؤدي إليه من تعميق حالة الاستقطاب السياسي الداخلي ولكن لما قد يترتب على ذلك من تعمد الحزب جر لبنان إلى حرب أهلية أو تنفيذ ما تتحدث عنه بعض المصادر من وجود خطة لدى الحزب للسيطرة على بيروت ومناطق لبنانية واسعة ومقرات رسمية وأمنية ومنازل سياسيين وقضاة بمجرد صدور قرار الاتهام، إلى أين تسير الأمور في لبنان هل بات لبنان على شفا حرب أهلية يجري الإعداد لها من جانب قوى بعينها ، أم أنها مجرد فصل جديد من فصول أزمة هيكلية سرعان ما ستعود الأمور إلى نصابها مرة أخرى لتبدأ فصول أزمة جديدة
هذه هي أهم التساؤلات التي تناقشها هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث
د. عبد المنعم سعيد: ما الذي يجري في لبنان وضيفنا في هذه الحلقة الأستاذ أحمد وجدي نائب رئيس تحرير مجلة الوطن العربي أهلا بك
أ. أحمد وجدي: أهلا بك
د. عبد المنعم سعيد : شرفتنا مرة أخرى في البرنامج، استمعت إلى مقدمتي وكان تساؤلي هو ودائما كان هذا هو التساؤل المطروح على اللبنانيين بشكل أو آخر هل المؤسسات التي بنتها الدولة اللبنانية قادرة على أنها تحل معضلة كبيرة كمعضلة موضوع محاكمة الحريري وتسليح حزب الله؟
أ. أحمد وجدي: يجب أن ننظر إلى طبيعة تكوين هذه المؤسسات مؤسسة الرئاسة تقول أنها تقف محايدة وعلى مسافة واحدة من جميع الأطراف، مجلس النواب فيه نواب يمثلون 14آذار وهي حركة الموالاة وفيه نواب يمثلون حزب الله وحركة أمل وجماعة عون أو ما يعرف بحركة 8 آذار ، الحكومة نفسها هناك وزراء موالون لرئيس الحكومة سعد الحريري من جماعة 14 آذار وهناك وزراء من حزب الله، وهم يستطيعون تعطيل أي قرار يصدر عن هذه الحكومة فمن حيث الشكل هناك مؤسسات ولكن من حيث الفعل يستطيع أي طريق من الطريقين أن يعطل عمل مجلس النواب أو عمل الحكومة بالاعتراض على قرار معين يطرح على أحد هذين المجلسين ومن الناحية الثانية مؤسسات الدولة
د. عبد المنعم سعيد: تقصد أن هذه المؤسسات غير فاعلة؟
أ. أحمد وجدي: غير فاعلة ، الحكومة معطلة في لبنان الآن وهناك خلافات على قضايا حتى القضايا الحياتية البسيطة للمواطنين يوجد خلاف عليها ولا يتخذ قرار بشأنها، فالحكومة فعلا مغيبة، مجلس النواب لا يمارس أي دور حاليا، مع أن قرار المحكمة الدولية قرار تشكيلها واللجوء إليها اتخذ في حكومة فيها وزراء من حزب الله وحركة أمل أي أنهم وافقوا على تشكيل المحكمة الدولية وبعد ذلك حدثت تطورات أدت إلى تغيير المواقف، الذي أريد أن أقوله إذا كانت المؤسسات موجودة فيجب أن تملك أدوات لتنفيذ قرارها ، فماذا يعني وزراء بدون قوة تنفيذية ، وبماذا تفيد حكومة بدون قوة تنفيذية، القوة التنفيذية هي قوة أمنية من جيش أو قوى أمن داخلي، الجيش ضعيف
د. عبد المنعم سعيد: هل كل القرارات أمنية يعني إذا كان أمور حياتية البيروقراطية تعملها واللا بيحصل نوع من الفيتو؟
أ. أحمد وجدي: طالما يحصل نوع من الفيتو داخل مجلس الوزراء أو الامتناع عن التصويت أو التصويت ضد قرارات معينة فمعنى هذا أن القرار لن يصدر
د. عبد المنعم سعيد: ده اتفاق ده الصيغة اللي قايمة عليها الحكومة؟
أ. أحمد وجدي: القرارات العادية تؤخذ بالأكثرية والقرارات المصيرية تؤخذ بأغلبية الثلثين ولا يوجد طريق داخل مجلس النواب يملك أكثرية الثلثين أي أن كل القرارات الأساسية معطلة
د. عبد المنعم سعيد: وتعريف كلمة مصيرية يعني ايه؟
أ. أحمد وجدي: القضايا مثل قضية المحكمة الدولية،السياسة الدفاعية، اللجوء إلى استخدام القوات المسلحة، ما يتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والسياسة الخارجية
د. عبد المنعم سعيد:كل دي تعتبر قضايا مصيرية؟
أ. أحمد وجدي: الأمور العادية هي الأمور المتعلقة بتسيير أمور الدولة العادية
د. عبد المنعم سعيد: ودي بياخدو فيها قرار واللا برده..
أ. أحمد وجدي: حتى الآن لم نسمع عن أي قرار اتخذته هذه الحكومة فيما يتعلق ولذلك نحن نلاحظ أن هناك حركات احتجاجية كثيرة بدءا من البطالة وغلاء المعيشة والتعليم وغلاء المحروقات وما إلى ذلك، غياب الكهرباء بعد كل هذه السنوات بلد الإشعاع والنور ليس فيه كهرباء، ندرة المياه، كل هذه القضايا التي تهم المواطنين مباشرة لم تأخذ الحكومة فيها أي مبادرة ولم تعمل أي مشروع لحال واحدة من هذه المشاكل
د. عبد المنعم سعيد: تصور لنا الآن الحالة اللبنانية كما لو أن هناك حالة استقطاب حادة فنريد أن نشرح للمشاهدين هل لا يوجد أطراف تالتة ايه التكوين الخاص بكل قطب من الأقطاب؟
أ. أحمد وجدي: في لبنان هناك قطبيين رئيسيين..حركة 14 آذار تضم تيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري وهو رئيس الوزراء، هناك القوات اللبنانية برئاسة د. سمير جعجع، هناك حزب الكتائب برئاسة الشيخ أمين الجميل بالإضافة إلى شخصيات أخرى أقل أهمية
د. عبد المنعم سعيد: التيار ده مش كان فيه وليد جنبلاط؟
أ. أحمد وجدي: انتقل
د. عبد المنعم سعيد: خلي وليد جنبلاط لوحده خلينا في الحركة التانية وبعدين نشوف
أ. أحمد وجدي: حركة 8 آذار تضم حزب الله، حركة أمل ، جماعة الجنرال ميشيل عون بصفة رئيسية إضافة إلى الأحزاب الأقل شأنا مثل الحزب التقدمي الاجتماعي وهو حزب قريب من سوريا، حزب البعث العربي الاشتراكي وهو حزب سوري، بصفة عامة وليد جنبلاط كان مع 14 آذار ولكن بعد أحداث تموز في بيروت انتقل بصفة تامة إلى الفريق الآخر، يعني يحسب الآن على 8 آذار وإن كان يحاول أن يكون أقل تشددا من هذا التيار
د. عبد المنعم سعيد: كانت حجته ايه في الانتقال من طرف لآخر؟
أ. أحمد وجدي: هو نموذج لبناني بمعنى أنه استشعر أن هناك خطرا على طائفته الذين هم الدروز بأنه خاف أن يتم اجتياح من عناصر حزب الله للمناطق الدرزية الهشة فقام بهذا الانتقال السياسي بالتدريج، يعني بدأ في إعطاء تصريحات معتدلة تجاه سوريا ثم صالح النظام السوري ثم قام بخطوة تجاه حزب الله على أساس تحييد منطقة الجبل أو جبل الدروز من أي صراع داخلي لأن منطقة الجبل محاذية للمناطق التي يتواجد فيها حزب الله
د. عبد المنعم سعيد: ألم يكن متخوفا من ذلك قبل ذلك يعني بمعنى أنه يخاف على هذه المناطق لأنه قبل كده كان صوته عالي جدا؟
أ. أحمد وجدي: هو شهد اجتياح لبعض مناطقه من قبل حزب الله في الأحداث التي شهدتها بيروت
د. عبد المنعم سعيد: يعني اختبار القوة هو..
أ. أحمد وجدي: اختبار القوة جعله يغير مواقفه ورأى أن مصلحته السياسية في هذه المرحلة كان هناك تراجع في الدور الغربي في تغيير الحكم في فرنسا من شيراك إلى ساركوزي، تراجع في الدور الغربي في لبنان وفي الضعف الذي كان يمثله في الداخل اللبناني في الوقت الذي تصاعد فيه الضغط السوري والإيراني، رأى أن تتجه الريح في اتجاه آخر فسار مع الريح
د. عبد المنعم سعيد: دلوقت بما أن هو جزء من تيار 8آذار هل الأقطاب بس عشان نساعد المشاهدين على فهم الحالة اللبنانية المعقدة شوية، لا يتحدثون إلا في الموضوعات دي الخاصة بإسرائيل ، بالمحكمة الدولية والا في حاجات تانية، يعني هل في حد منهم عنده برنامج للتعليم للصحة للسياحة؟
أ. أحمد وجدي: إطلاقا وهذا ما يشكو منه اللبنانيون هذا الطريق أو ذاك ليس لديه أي مشروع يطرحه للمواطنين، حركة 8 آذار عون لديه مشروع إصلاحي ولكنه غائب وراء خطوط الجيش، اللغة العليا اليوم هي لغة المواجهة حول قضية واحدة هي المحكمة الدولية حتى قضية سلاح المقاومة انتقلت إلى الدرجة الثانية أو الثالثة، لم يعد أحد يتحدث في لبنان الآن عن سلاح المقاومة الحديث كله حول المحكمة الدولية والقرار الفني المتوقع صدوره قبل نهاية هذا العام هو الضوء الأخضر المتوقع لانطلاق أحداث عنف في لبنان
د. عبد المنعم سعيد: صحح لي لو أنا مخطئ، بتقول أن موضوع سلاح حزب الله مش متقال قوي، بس ده لا يتيح لحزب الله أنه في ضاحية بيروت الجنوبية تقريبا بتاعته تخشها بتصريح، يعني في مناطق في لبنان فقط لحزب الله أو لطائفة واحدة ودي بقى مسلم بيها في لبنان
أ. أحمد وجدي: طبعا الضاحية الجنوبية من بيروت ، المنطقة الممتدة جنوبا من بيروت حتى الحدود الجنوبية كلها تنتمي تقريبا إلى مذهب واحد باستثناء بعض البؤر ولكنها بؤر صغيرة وذائبة في محيطها ولكن في مناطق أخرى هو بحكم أن الضاحية الجنوبية هي مهيمنة على بيروت لا توجد قوة مسلحة في بيروت
د. عبد المنعم سعيد: تقصد ايه ليه مهيمنة؟
أ. أحمد وجدي: لأن الضاحية الجنوبية مدججة بالسلاح في مواجهتها هي تسيطر على طريق المطار وتربط بيروت بجنوب لبنان، يعني تقريبا بيروت محاصرة وعندما أقول بيروت، إنما أقول بيروت الغربية بصفة خاصة محاصرة من حزب الله من جميع النواحي وهي أساسا ساقطة عسكريا لأنه لا يوجد فيها أي قوات تملك السلاح للدفاع عن نفسها واختبرنا ذلك في أحداث أيار التي اجتاح فيها حزب الله بيروت في ساعات معدودة وسيطر عليها بالكامل
د. عبد المنعم سعيد: هو الاختبار ده اللي زي ما بيقولوا بين العين الحمرا لبقية القوى الأخرى،أستاذ وجدي ماذا يقول حزب الله أنه لا يوجد لديه أي أعمال مقاومة حاليا، يعني عمليا بعد وجود القوات الدولية وجوده في الجنوب قل جدا ما فيش احتكاك بالإسرائيليين لما بتطلق صواريخ بيسرع جدا إنه يقول أنه مالوش دعوة ، ماذا يقول للبنانيين هناك؟
أ. أحمد وجدي: أولا نصر الله يخاطب جمهوره المقتنعين به سلفا ومستعدين لتصديق أي شئ يقوله، أما بقية اللبنانيين فقد يأخذون بهذا الكلام أو لا وبالتالي هو يخاطب جمهوره بصفة خاصة وجمهوره هو الموجود بهذه المناطق، بالطبع حزب الله لم يقم بأي عملية ضد إسرائيل بل يمنع أي طرف آخر يحاول إطلاق رصاصة من جنوب لبنان على إسرائيل يمنعها بالقوة ويمنع أي وجود مسلح غير حزب الله في جنوب لبنان، ثانيا حزب الله الآن إذا أخذنا المعادلة الإقليمية حزب الله خرج من معادلة القضية الفلسطينية يعني مقاومة حزب الله لم تعد محسوبة في ميزان القوى العربي الإسرائيلي انتقل إلى معادلة أخرى هي معادلة التوازن الإيراني مع الغرب
د. عبد المنعم سعيد: هنأتي لدي بعدين لكن احنا عايزين نبتدي كده سؤال يتعلق بالقضية المحددة الخاصة بالمحكمة الدولية ايه حجج كل طرف؟
أ.أحمد وجدي:أولا بعد اغتيال رفيق الحريري قررت الحكومة اللبنانية نظرا لضعف جهاز القضاء اللبناني وعدم قدرته على تولي قضية بمثل هذه الخطورة أن يتولاها بحياد على الأقل خوفا على حياة القضاة قررت الحكومة اللبنانية اللجوء إلى محكمة العدل الدولية اتخذ هذا القرار في مجلس الوزراء وجرت الموافقة عليه في مجلس النواب وخصصت الميزانية اللازمة لهذه العملية، الطلب اللبناني نقل الى الأمم المتحدة، وافقت عليه وشكلت المحكمة الدولية بقرار دولي، في البدايات حزب الله كان مع الحقيقة ومع اكتشاف القاتل ومع محاكمته محاكمة عادلة ولكن في هذه السنة بالتحديد تغيرت اللهجة، في البداية كانت الاتهامات توجه الى سوريا أنها هي الضالعة في الاغتيالات، ثم بعد أن سرب تقرير دير شبيجل ثم لو فيجارو الفرنسية والآن نيويورك تايمز أن أشخاص من حزب الله ضالعين في الحكومة ولكن تغيير الموقف يبدو أن المحققين الدوليين استجوبوا 40 عنصرا من حزب الله بالفعل وتوصلوا إلى معلومات محددة وأرقام محددة وعندما طلبوا من حزب الله الاستماع إلى شخصيات محددة حول قضية اغتيال الحريري، ربما استشعر ربما وهذا تكهن وليس أكيدا ربما استشعر حزب الله أن التحقيق سوف يذهب إلى إن أعضاء فيه متورطين في الاغتيال فاتخذ هذا الموقف فيقول أن إسرائيل وأن المحكمة مسيسة وما إلى ذلك، طرح قضية وهمية هي قضية شهود الزور، في الحقيقة المحكمة الدولية لا تفهم
د. عبد المنعم سعيد: اللي طرح ده حزب الله أن شهود زور تم الاستماع إليهم ودول مين؟
أ. أحمد وجدي: طبعا زهير صديق المقيم في ألمانيا وآخرين أنه شهود الزور
د. عبد المنعم سعيد: خلينا واقفين عند شهود الزور وناخد فاصل قصير ثم نلتقي بعد الفاصل
تقرير
تثير قضية شهود الزور التي يثيرها حزب الله جدلا شديدا خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بمحكمة العدل الدولية، الاتجاه السائد يرى أنه بموجب إنشاء المحكمة الخاصة باغتيال الحريري لا يمكن لأي جهة قضائية في أي دولة في العالم التعاطي مع ملف جريمة اغتيال الحريري أو القضايا المتفرعة عنها وكل ما يصدر عن هذه المحاكم أو الجهات القضائية الأخرى لا قيمة قانونية له ولا يتم الأخذ به وتعتبر قضية ما يسمى شهود الزور من القضايا المتفرعة عن جريمة اغتيال الحريري ويعتبر نظر القضاء اللبناني أو السوري فيها قبل صدور القرار الإتهامي أو حتى قبل صدور الأحكام النهائية انتهاكا لقرار إنشاء المحكمة وعرقلة لعملها، إذ يتطلب إحالة هذه القضية إلى القضاء العادي أو إلى المجلس العدلي اللبناني طلب التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيقات الدولية مع هؤلاء الشهود ما قد يعني تفريغ المحكمة الدولية من ملفاتها الأساسية، الأمر الذي دفع بمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية باتريسيا أوبراين إلى توجيه خطاب لرئيس المحكمة الدولية انطونيو كاسيزي طلبت فيه عدم تسليم أي وثائق من التحقيق الدولي استنادا إلى أن كل الوثائق والمواد الأخرى التي يتم إعدادها أو الحصول عليها أو التي بحوزة المحكمة كانت ولا تزال وثائق ومواد للأمم المتحدة محمية بالبند الثاني من الاتفاقية حول الامتيازات والحصانات الخاصة بالأمم المتحدة، وهناك من يرى أن المعركة القائمة حاليا في لبنان حول المحكمة الدولية وقرار الاتهام ليست في الواقع على موضوع المحكمة لأن الجميع يعرف أنه لن يتم تغيير مسار المحكمة ولكنها معركة على تحقيق المزيد من النفوذ وتغيير موازين القوى
د. عبد المنعم سعيد: ماذا يجرى في لبنان وضيفنا الأستاذ أحمد وجدي نائب رئيس تحرير مجلة الوطن العربي، أستاذ وجدي كنت تتحدث عن المحكمة والمحكمة أحد تحفظات حزب الله عليها أنهم استجوبوا شهود الزور ممكن تفسر لنا مين شهود الزور دول وهل احنا نعرف هما قالوا ايه أو هل لهم انتماءات سياسية أو لا؟
أ. أحمد وجدي: شهود الزور معظمهم سوريين
د. عبد المنعم سعيد: سوريين؟
أ. أحمد وجدي: نعم سوريين بعضهم مقيم في ألمانيا وبعضهم مقيم في سوريا حتى الآن، هؤلاء استمع إليهم التحقيق اللبناني وليس التحقيق الدولي أي أن ليس لهم علاقة بالملف الدولي مطلوب الاستماع إلى شهادتهم ولكن لم يستمع إلى شهادتهم حتى الآن ولكنهم سموا بشهود الزور في قضية اتهام الضباط الأربعة
د. عبد المنعم سعيد: ايه قضية الضباط الأربعة الحكاية دي عاملة زي اللعبة الروسي تفتح عروسة تلاقي عروسة؟
أ. أحمد وجدي: اللواء حمدان، اللواء جميل السيد قائد الحرس الجمهوري السابق وقائد الأمن الداخلي السابق،والذين أوقفوا عقب وقوع الجريمة، واوقفوا لسببين الأول التقصير الأمني في حماية موكب رئيس الوزراء وهو المسئول المباشر عن ذلك، والسبب الثاني هو تنظيف مسرح الجريمة فهل يعقل أنه بعد وقوع الجريمة بساعات وهذه أجهزة أمنية أن يجرى تنظيف مسرح الجريمة بالمياه وردم الحفرة التي نجمت عن الانفجار
د. عبد المنعم سعيد: عشان محدش بقى يعرف الانفجار ايه أو الحصول على أي دليل؟
أ. أحمد وجدي: هذه هي القضية الأساسية التي أوقف بموجبها الضباط الأربعة وهؤلاء الشهود أدلوا ببيانات متناقضة وأعتقد أنا شخصيا أن هؤلاء الشهود كلفوا بذلك للتعمية على التحقيق وأحد شهود الزور أنا اعتقد في قضية شريط أبو عدس الذي وزعه اللواء جميل السيد على وسائل الإعلام لشخص وهمي يدعى أبو عدس يتحمل تنظيمه المجهول مسؤولية اغتيال الحريري، كل هذه القضايا ثارت لتضليل التحقيق ولهذا سمي بملف شهود الزور، الضباط الأربعة يريدون فتح هذا الملف ليقولوا أنهم سجنوا أو اعتقلوا لفترة طويلة بناء على شهادة زور وهذا أيضا ليس حقيقة لأن شهادتهم ليس لها علاقة باعتقالهم ، اعتقالهم بتهمة التقصير وتنظيف مسرح الجريمة وهم لم يبرءوا وإنما أفرج عنهم
د. عبد المنعم سعيد: بمعنى آخر هنا حزب الله وأنصاره بيثيروا قضية في تفاصيل المفروض المحكمة تبحثها؟
أ. أحمد وجدي: هي بمثابة قنابل
د. عبد المنعم سعيد: واللا هي مسألة تشكيك في أمانة المحكمة؟
أ. أحمد وجدي: هدفين أولا تشكيك في أمانة المحكمة الدولية ووضع عراقيل في وجه الحكومة وتحديدا في وجه سعد الحريري باختلاق أزمات أمامه أكبر من قدراته على حلها، وكل ذلك ضغطا عليه يريدون من سعد الحريري بصفته ولي الدم أن يتنازل عن حقه وبالتالي يسحب لبنان طلبه بتشكيل المحكمة الدولية
د. عبد المنعم سعيد: ما الذي يعتمد عليه سعد الحريري ، يعني سعد الحريري والده هو المتوفى، ثانيا هو كان زعيم سياسي هام، ثالثا هو جه على النتيجة التي ترتبت على اغتيال الحريري وهي أحداث 14 مارس أو 14 آذار وأصبح الآن هو قائد تيار هذا الاستقلال لكن من الناحية الموضوعية يعتمد على ايه يعني واضح انه وقت الجد؟
أ. أحمد وجدي: لا يستطيع ، حوصر في بيته في أحداث أيار
د. عبد المنعم سعيد: واتضربت اذاعته واتضربت صحفه
أ. أحمد وجدي: لا يملك أي شئ كقوة عسكرية للدفاع عنه، يعني يعتمد على ما لا يعتمد عليه أي الجيش وقوى الأمن الداخلي
د. عبد المنعم سعيد: هي في موقف محايد واللا..
أ. أحمد وجدي: أولا قوى الأمن الداخلي مستهدفة
د. عبد المنعم سعيد: تقصد ايه؟
أ. أحمد وجدي: في لبنان على الطريقة اللبنانية تعتبر قوى الأمن الداخلي هي ميليشيا السنة لأن قائد قوى الأمن الداخلي سني من طرابلس ومعظم عناصر قوى الأمن الداخلي ينتمون إلى الطائفة السنية، مع أن قوى الأمن الداخلي قامت بأعمال هائلة يعني الفرع المعلوماتي لقوى الأمن الداخلي هي التي اكتشفت معظم الجواسيس لإسرائيل ولكن لأن الحسابات في لبنان مذهبية وطائفية فهي مستهدفة بسبب ميولها الطائفية،الجيش نفسه لا يعول عليه لأنه في أي مواجهة ذات طابع مذهبي الجيش نفسه هو من لبنانيين ينتمون إلى هذه الطائفة أو تلك يعني يخشى إذا وقعت مواجهة مذهبية في لبنان أن ينقسم الجيش كما حدث في الحرب الأهلية
د. عبد المنعم سعيد: نعود مرة أخرى إلى الموضوع الثاني وهو موضوع الخلاف الذي يثار أحيانا حول سلاح حزب الله كلما نستمع إلى المحطات اللبنانية نجد فريق 14 آذار يقول أنه لا ينبغي أن يكون هناك سلاح سوى الدولة اللبنانية ولا يوجد ازدواجية السلاح وتعبيرات من هذا القبيل منذ قليل لقينا أن حزب الله على الأقل مش داخل في ساحة الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي مفيش مقاومة إلى أن يستجد أمر آخر. ايه طبيعة الحوار حول الموضوع ده؟
أ. أحمد وجدي: كان موضوع سلاح حزب الله مطروحا على جلسات الحوار الوطني هذه الجلسات التي كان يرأسها رئيس الجمهورية وتضم ممثلي وزعماء كافة الطوائف اللبنانية ودائما عندما كان يصل الحوار لنقطة السلاح يؤجل إلى أن وقع عدوان تموز فوجد حزب الله مبررا أن سلاح حزب الله هو الذي صد العدوان الإسرائيلي وكان حزب الله يعلن دائما أن سلاحه لن يوجه إلى الداخل وبالتالي لا مبرر من التخوف من سلاح حزب الله ولكن بعد ذلك تطورت الأمور وتبين أن سلاح حزب الله قد وجه إلى الداخل وصار عامل ضغط على الإرادة السياسية لبقية الزعماء اللبنانيين يعني جميع الزعماء اللبنانيين يعملون الآن تحت إرهاب سلاح حزب الله وهو يهدد علنا الآن حتى صار لا يخجل من التلويح حتى أن أحد أعضاء حركة 8 آذار وجه تهديدا لزعيم القوات اللبنانية قال استطيع أن احتل مقرك خلال ساعتين ، يعني هذه اللهجة لم يعد هناك مواربة أن سلاح حزب الله صار بالفعل موجها إلى الداخل بينما قضية إسرائيل في المرتبة الثانية أو الثالثة
د. عبد المنعم سعيد: أستاذ وجدي يعني ممكن نقعد نتكلم في تفاصيل كثيرة خاصة بالمحكمة وموضوع السلاح لأن دي مواضيع طويلة في المجتمع اللبناني، عايزين نخش الأعمق هل هما المشكلتين دول اللي مفرقين المجتمع اللبناني أو أن هناك ما هو أكثر يفرق اللبنانيين؟
أ. أحمد وجدي: المشكلة في لبنان أنه دولة أقليات ، لا توجد أكثرية في لبنان، هناك أقليات دينية، أقليات طائفية، أقليات مذهبية،وكل واحدة من هذه الأقليات لها جمهورية شبه مستقلة في منطقتها ولأن لبنان دولة أقليات ولا توجد أقلية تملك بذاتها القوة لتفرض قرارها على الآخرين فإنها تستعين بالخارج وأقولك تعبير دارج في اللغة السياسة اللبنانية يستقوي بالخارج
د. عبد المنعم سعيد: موجود هنا الاستقواء بالخارج؟
أ. أحمد وجدي: وعندما يستقوي الضعيف بالقوي فإنه يصير عبدا لهذا القوي ، لبنان دائما وقبل أن يصير دولة عندما كان لبنان كبير وكان متصرفتين ثم قائم مقامية كان كل دولة
د. عبد المنعم سعيد: سنة 19
أ. أحمد وجدي: آه سنة 19 من الفتنة الكبرى سنة 1860 والتي أدت الى تدخل القوى الكبرى في ذلك الحين وتقسيم لبنان إلى قسمين واستيراد ولاة لكل قائمقامية من الخارج من البوسنة والهرسك يعني لبنان دائما في صراع والسلام هو حالة مؤقتة بين حربين
د. عبد المنعم سعيد: ده وصف خطير جدا يعني احنا حاليا نعيش هدنة؟
أ. أحمد وجدي: هذا التاريخ لبنان عرف في سنة 58 ثورة ثم 62 محاولة تحرك قومي للسوريين ثم في 74 حرب أهلية لا تزال ممتدة حتى الآن صحيح انتهت، وجاء الإعمار وكذا، ولكن الحرب الأهلية ما زالت ممتدة حتى الآن، لو حسبنا سنوات السلام لوجدناها قليلة جدا بالنسبة لسنوات الحروب، وهذا بسبب أنه لا تتوفر قناعة لدى المواطن اللبناني المثقف أو غير المثقف أن الانتماء يكون للدولة أولا أو للوطن وليس للخارج
د. عبد المنعم سعيد: أستاذ وجدي الموضوع ده شوية يمكن خارج موضوعنا المرة دي بس يحيرني دائما، يعني الأخوة النخبة اللبنانية المثقفة والتعليم عالي في مرحلة من المراحل أثناء الغزو الأمريكي للعراق في 2003 قالوا أن النموذج اللبناني ممكن يحل المشكلة العراقية، العالم ممتلئ بدول تعيش على أقليات يعني هولندا ، ماليزيا، سويسرا، دول متقدمة ودول متخلفة وحتى دول من العالم النامي زي البرازيل أو غيره هو تلاقي أعراق وأجناس وكاثوليك وبروتستانت وسود وبيض يعني فكرة التعايش موجودة في العالم، نمرة 2 اللبنانيين في العالم كله يبدون ناس متحضرين جدا متعلمين مستوى المعيشة عندهم بشكل عام عالي إنما يتحولون الى متعصبين طائفيين في الداخل، فسر لي اللغز ده؟
أ. أحمد وجدي: هذا هو الثمن الذي يدفعه لبنان بسبب موقعه الجغرافي، لبنان هو الواجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، حتى سلسلة الجبال اللبنانية تبدأ الصحراء العربية إلى مكة المكرمة، كان هو دائما الجدار الصخري الذي كان يصد الغزوات الأجنبية عن هذه الصحراء، لبنان ممر
د. عبد المنعم سعيد: صيدا وصور وغيره
أ.أحمد وجدي:لبنان الممر الساحلي عندا تشاهد كل الغزوات التي أتت من الشمال إلى الجنوب أي من أوربا باتجاه فلسطين ومصر مرت بلبنان، هذا هو الممر الطبيعي ، الغزوات التي خرجت من مصر باتجاه الشمال نحو تركيا مرت بلبنان، حملة ابراهيم باشا، يعني موقعه كممر للغزوات والأفكار من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال
د. عبد المنعم سعيد: أنت تتكلم عن حاجة تانية وهو دور العامل الإقليمي في تحريك العداوات الداخلية وده مفهوم أنه في قوى تحاول أن تستفيد من قوى داخل لبنان لكن سؤالي يدور حول طبيعة النخبة اللبنانية اللي هي نخبة ناضجة لها دور عالمي تتحرك في العالم بأشكال مختلفة بينما تتحرك في لبنان بشكل يعني بين قوسين كده أقول"بدائي"
أ. أحمد وجدي: ده مع الأسف الشعور الطائفي دي الغريزة الموجودة في الإنسان يعني في لبنان الشيوعي لم يعد شيوعيا عاد مارونيا وعاد سنيا وعاد شيعيا قبل أن يكون شيوعيا لا يؤمن بالأديان عاد إلى جذوره لأن هذه فطرة في الإنسان يعني الإيمان المذهبي وهو خطير جدا إذا دغدغنه ، نحن نعرف مثلا إيران خلال الحرب مع العراق كانوا يداعبون العامل المذهبي لدى البسطاء من الإيرانيين ليحملوا السلاح ويتجهوا للقتال
د. عبد المنعم سعيد: لكن هناك أمور أخرى في الدولة ،في التجارة، البنوك، التعليم، في وسائل الإعلام المختلفة،كلها على اختلاف مذاهبها تتحدث عن حماية لبنان وحماية استقلال لبنان اللي اقصده أن الطوائف موجودة لكن بيقابلها أجهزة
أ. أحمد وجدي: ولكن صوت الطائفية أعلى يعني المؤسسات الطائفية في لبنان أقوى من مؤسسات الدولة، تملك محطات تليفزيون، تملك مؤسسات تعليمية قوية جدا، تملك مستشفيات، تملك جمعيات للمساعدات الاجتماعية تعمل في داخل نطاق الطائفة، يعني هي دولة مصغرة داخل دولة الطائفة لبنان
د. عبد المنعم سعيد: دول
أ. أحمد وجدي: يعني المستشفيات
د. عبد المنعم سعيد: لا يذهب غير شيعي إلى مستشفى شيعي مثلا
أ. أحمد وجدي: لا طبعا
د. عبد المنعم سعيد: ما يتعالجش ، أستاذ وجدي ناخد فاصل ثم نعود مرة أخرى لنتعمق في العامل الخارجي والاقليمي الذي أشرت اليه ونلتقي بعد فاصل قصير
فاصل
د. عبد المنعم سعيد: ماذا يجرى في لبنان وضيفنا الأستاذ أحمد وجدي نائب رئيس تحرير مجلة الوطن العربي، أستاذ أحمد كنت أنت أشرت في آخر إجابة بقوة إلى دور الجغرافيا بالنسبة للبنان ومن ثم القوى المحيطة به، خليني أطرح عليك حجة عكسية، يعني رغم ما أشرت إليه أن لبنان دائما منقسم ، دائما طائفية، ولكن منذ استقلال لبنان كان باستمرار تعود الدولة رغم تنازع قوى شديدة جدا ، نجد أنه في أعقاب أزمة 48 عادت لبنان، بعد ثورة 58 جه اللواء شهاب وأعاد للدولة، بعد 68 حصل صفقة القاهرة وازاي إن القوات الفلسطينية تبقى، وبعدين حصلت الحرب الأهلية وفي وقت من الأوقات مكنش في دولة ولا حكومة ولا غيره لكن حصل ما يسمى بالسلم الأهلي وبدأت عملية تعمير لبنان الى آخره، حتى في الأزمة الأخيرة لم يكن هناك رئيس، يبدو لي أنه بقدر ما سلمنا أن لطائفية بتمزق لبنان ، هناك توافق دولي أنه لبنان يبقى وأنه إن مكنش الاتفاق يتم في أمريكا يتم في الدوحة يتم في القاهرة في حد بيتدخل لإنقاذ لبنان لكن أنت وكثير من اللبنانيين يرون أن العنصر الخارجي دائما مفرق، اشرح لي
أ. أحمد وجدي: أولا لأن الوضع الداخلي هش، الأمن في لبنان وليس الأمن في الخارج، لو كان الداخل اللبناني متماسكا لما سمح بمثل هذا التدخل الخارجي، الآن دائما لبنان يعني
د. عبد المنعم سعيد: التدخل الخارجي المرة دي حيكون في اتجاه حل النزاع ولا في اتجاه تدهوره
أ. أحمد وجدي: الذي نسمعه علنا هو حل النزاع والتهدئة وما إلى ذلك ولكن هذا مرتبط الآن بالدرجة الأولى بالملف النووي الإيراني وإلى أين سيصل،هل يجرى حل هذا الملف بطريقة سلمية عن طريق التفاوض وبالتالي خفض التوتر في المنطقة، لأن حزب الله هو أحد أدوات إيران في المنطقة لتشكيل ضغط على الرأي العام الغربي في اتجاه معين ، هو أحد أدوات المعادلة الإيرانية وليس قضية الشرق الأوسط الآن هناك في مفاوضات يعني مجموعة 5+1 ستدخل في جولة جديدة من المفاوضات مع إيران، الرئيس أوباما رفض طلب نتنياهو توجيه إنذار شديد اللهجة إلى إيران بأنه سيوجه إليها ضربة عسكرية إذا لم تتخلى عن برنامجها النووي العسكري، يعني على المدى القصير هذه المعلومات، هناك نوع من التهدئة بين إيران والغرب طالما المفاوضات موجودة، ولكن عمر هذه المفاوضات قصير وسيتبين خلال عدة أيام ان كانت ستؤدي إلى نتيجة أم لا، إذا لو كان هناك مخاوف في لبنان من الانفجار فهو مؤجل بانتظار ما ستسفر عنه هذه المفاوضات
د. عبد المنعم سعيد: طب بس عشان نستكمل الصورة، ايه تأثير زيارة أحمدي نجاد التي كانت منذ فترة قصيرة للبنان؟
أ. أحمد وجدي: علاقة إيران بحزب الله كانت تمر عبر سوريا، زيارة نجاد إلى لبنان تعلن أن إيران لم تعد بحاجة إلى الوسيط السوري للتعامل مع حزب الله باعتبار أن كل تسليح حزب الله وتمويله كان يتم عبر سوريا، الآن لم يعد بحاجة إلى هذا،ولهذا ذهب
د. عبد المنعم سعيد: ليه التسليح كان بيتم منين عن طريق البحر واللا عن طريق بيروت؟
أ. أحمد وجدي: هو كان ممكن يتم عن طريق البحر ولكن لأن هناك قوات دولية في المياه اللبنانية تراقب، معظم السلاح خاصة السلاح الثقيل يصل عن طريق سوريا مطار دمشق طائرات شحن أو في بعض الأحيان عن طريق تركيا، بعض الشاحنات عن طريق البر إيران تركيا سوريا لبنان
د. عبد المنعم سعيد: تفسيرك ايه إن تركيا تدي حزب الله سلاح؟
أ. أحمد وجدي: دي مناطق صحراوية جبلية وعرة، التهريب سهل
د. عبد المنعم سعيد: ممكن أن يتم
أ. أحمد وجدي: بسهولة عن طريق هذه الحدود، الآن نجاد قال أنه ليس بحاجة إلى سوريا وهذا لا يعني أن الحلف السوري الإيراني انفصم لكن حزب الله أتعامل معه مباشرة وليس عن طريق سوريا وحزب الله أعلنها صراحة، الشيخ نعيم قاسم نائب رئيس حزب الله عندما سئل في برنامج تليفزيوني سألوه هل ولاءك إلى لبنان أم سوريا أم إيران، أجاب ببساطة ولم يذكر لبنان قال أن سوريا دولة صديقة ونحن نتبع ولاية الفقيه المرشد الأعلى خامئني ،يعني بصراحة وبوضوح
د. عبد المنعم سعيد: أنت ترى أن المعادلة الأمريكية الإيرانية الآن هي الحاكمة في الوضع اللبناني وإذا تأزمت تأزم وإذا استرخت استرخى وليس إمكانيات المواجهة العربية الإسرائيلية في أي مرحلة من المراحل؟
أ. أحمد وجدي: إطلاقا لأنه حتى إسرائيل على حدودها الشمالية رغم أنها أجرت مناورة إلانها تشعر بنوع من الاسترخاء ولا ننسى وجود القوات الدولية وقوات اليونيفل المنتشرة جنوب نهر الليطاني وتشكل منطقة عازلة ما بين القوات الرئيسية لحزب الله وبين فلسطين المحتلة وتواجد حزب الله في هذة المنطقة هو أشبه بالتواجد الغربي وهو يستعمل في هذه المنطقة تكتيكا جديدا عندما يريد أن يتخذ موقفا معينا تجاه القوات الدولية يحرض قاعدته الشعبية يعني مواطنين عاديين كما يظهر مع الكتيبة الفرنسية عندما خرج مواطنون عاديون وتصدوا لمجموعة من الجنود الفرنسيين كانوا في مهمة معينة،يعني حزب الله لم يعد قريبا مع أنه يملك الصواريخ التي يمكنه إطلاقها على إسرائيل لكن نية المواجهة لم تعد موجودة
د. عبد المنعم سعيد: حزب الله عنده الآن قضية أهم ربما الاستيلاء على لبنان
أ. أحمد وجدي: لا يستطيع الاستيلاء على لبنان يستطيع أن يستولى على بيروت وعلى الجنوب ويعلن دولته فيها أو إمارته أو سميها مستوطنة إيرانية في مناطق محددة ولكن حتى
د. عبد المنعم سعيد: أنا قصدي أنه يعمل زي حركة حماس في غزة؟
أ. أحمد وجدي: ممكن نموذج ما هو نموذج حماس وعلى فكرة وكالة الأنباء الإيرانية "اليوم"قالت امبارح أن نجاد يفكر في زيارة غزة
د. عبد المنعم سعيد: السيد أحمد وجدي للأسف الشديد الوقت أزف بنا نتمنى أن الأمور لا تصل لهذه الدرجة من التأزم والعنف في بيروت ونتمنى أن الأوضاع سواء الإقليمية أو الداخلية تصل لدرجة من التسوية نشكرك شكرا جزيلا لوجودك معنا في البرنامج
في نهاية هذه الحلقة من وراء الأحداث بنجد أن الوضع في لبنان لا يزال
مفتوح كما يقال بمعنى أنه الاحتمالات فيه كثيرة ولكن واضح من حديث ضيفنا الأستاذ أحمد وجدي أنه معلق بالحالة الإيرانية الأمريكية يوجد أيضا العامل الإسرائيلي في الصورة ولكن هناك تفاعل بين ما يجري على الساحة الداخلية التي لم تصل أبدا إلى حالة من المصالحة الجيدة ومن ثم فهي موضوع خصب للحوار، نشكركم في نهاية هذه الحلقة من وراء الأحداث ونلتقي في حلقة قادمة بإذن الله
لمناقشة الحلقة كاملة " فيديو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.