أحيت فرقة "مقامات القدس" الموسيقية أمسية من الطرب العربي الاصيل في قاعة كنيسة الدومنيكان التاريخية في القدس ضمن مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" الذي ينظمه معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، وعزفت الفرقة الموسيقية المؤلفة من اثنى عشر عازفا وعازفة تترواح اعمارهم بين 15 و20 عاما العديد من المقطوعات الموسيقية العربية من ألحان رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب والرحبانية انعكست عليها أصالة المبنى الذي عزفت فيه بدون مؤثرات صوتية. وقال الموسيقار سهيل خوري مدير عام المعهد مساء الجمعة "هذه الفرقة تابعة للمعهد (ادوراد سعيد الوطني للموسيقى) وقد مضى عام على تأسيسها ويمكنني القول انها تعزف بشكل أفضل من العديد من الفرق المحترفة ليس فقط هنا في فلسطين (وانما) في العالم العربي، وأضاف "استمعنا الى العزف على طبيعته لم تكن هناك أجهزة صوت عدا الميكرفون الذي استخدم للغناء. هناك انعكاس لسحر هذا المكان التاريخي على ما قدمه العازفون من ألحان موسيقية من روائع الموسيقى العربية الاصيلة." وتخلل عرض الفرقة الموسيقي تقديم عازفة الفلوت ناي برغوثي (15 عاما) أغنيتي (راجعين يا هوي راجعين) التي غنتها الفنانة فيروز و/امتى حتعرف امتى/ التي غنتها أسمهان. وقدمت ناي أغنية (راجعين يا هوى راجعين) مع عزفها على الفلوت. وقالت لرويترز بعد العرض "قد يكون هذا صعبا بعض الشيء (الغناء مع العزف على الفلوت) لانك بحاجة الى مزيد من التركيز ولكن احب العزف جدا وطموحي ان احترف الغناء والعزف في المستقبل بعد اكمال دارستي، انا الان طالبة في الصف التاسع بالمدرسة، واضافت "احب ان اغني دائما الاغاني العربية القديمة التي تحمل كلماتها معاني كبيرة والغناء في مكان مثل هذا (الكنيسة) له طعم خاص وخصوصا اذا كان في القدس." وشاركت فرقة "مقامات القدس" في عدد من المهرجانات الدولية كان اخرها مهرجان "الجاز" في فرنسا هذا العام. وقال مدرب الفرقة وفا الزغل عازف القانون الذي رافق الفرقة في عرضها الجمعة بالعزف "لا استيطع ان اقول انها فرقة محترفة بل هي في طريقها للاحتراف، واضاف "خلال مشاركتنا في مهرجان الجاز في باريس قبل عدة اشهر .. حضره ما يزيد عن 20 ألف شخص اضافة الى عدد من الموسيقيين العالميين الذي ابدوا اعجابا كبيرا بما قدمته الفرقة من عروض موسقيقية من الحان الطرب العربي الاصيل، واوضح ان الفرقة تضم سبعة عارفين وخمس عازفات. ويتواصل مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" في عامه الثاني حتى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني بمجموعة من العروض الموسيقية تشهدها الى جانب القدسرام الله وبيت لحم واريحا وطوباس والخليل بمشاركة مجموعة كبيرة من الفرق المحلية الفلسطينية. وقال خوري "نسعى من خلال المهرجان الى الحفاظ على الموسيقى العربية في القدس امام محاولات الطمس والتهويد التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد كل ماهو عربي في المدينة، واضاف "طموحنا ان نتمكن في المهرجان من استضافة الفنانين العرب الذين بامكانهم الوصول الى المدينة وخصوصا أولئك الذين لديهم جوازت سفر أجنبية." ويحتاج كل من يريد الدخول الى مدينة القدس من الفلسطينين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الى تصاريح خاصة من اسرائيل التي يجب ان توافق على دخول العرب ايضا الى المدينة المقدسة بحكم سيطرتها عليها. وأوضح خوري "في الوقت الذي لا يستطيع فيه عدد كبير من الفلسطينيين الوصول الى مدينة القدس بسبب اجراءات الاحتلال عملنا على اقامة عدد من الفعاليات والامسيات الموسيقية في مدن رام الله والخليل وبيت لحم وطوباس لنتيح الفرصة امام اكبر عدد من الجمهور للاستماع الى الموسيقى العربية الاصيلة.