على الرغم من ان العديد من استطلاعات الرأي التى اجريت على مدى السنوات الماضية تظهر وما زالت تظهر أن أغلبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون حل الدولتين على كل او جزء من طول حدود عام 1967 مع تبادل الأراضي ، الا انه من الواضح ان هذاالتاييد يقل تدريجيا بمرور الوقت. موقع "+972" الاسرائيلى المختص بتحليل المعلومات والبيانات الاسرائيلية الفلسطينية نشر اليوم الاثنين تقريرا يحذر فيه من تغير الاتجاهات السياسية لليهود الاسرائيليين و ميلها اكثر جهه اليمين بعد استقطاب نسبة لاباس بها من اليهود اليساريين واتخاذهم مواقف سلبية تجاه السلام و قامة الدولة الفلسطينية . ويعتمد التقرير على نتائج اخر استطلاع راى أجراه مركز القدس للشؤون العامة، وهو مؤسسة فكرية يمينية اسرائيلىة ، يجرى بصفة اعتيادية منذ عام 2005، استطلاعات الرأي على عملية السلام، والانسحاب الإسرائيلي إلى حدود عام 1967، مواصلة السيطرة الإسرائيلية في غور الأردن، والتقسيم المقترح للقدس. ووفقا لأستطلاع الراى الذى اُجرى فى الفترة من 12-14 اكتوبر الجارى ، فإن الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين اليهود وبنسبة بلغت 74 % يعارضون إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967، كذلك وُجد ان 76 % يعارضون قيام دولة فلسطينية اذا كان ذلك يعني تقسيم القدس. الاستطلاع اجرى مع عينة قوامها 505 شخص من اليهود الإسرائيليين بينهم 304 شخص عرفوا أنفسهم بأنهم يمينيون ، و125 شخص من تيار الوسط و 68 شخصا من البسار . الغريب فى نتائج الاستطلاع ان 63 % من الذين يعتبرون أنفسهم "وسطيين" عارضوا قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967، مقارنة مع 19 % فقط من اعتبروا انفسهم " يساريين ". وعندما يتعلق الأمر بمدينة القدس، وجُد إن الغالبية من الذين تم استطلاعهم من اليمين والوسط عارضوا اى تنازل عن القدسالشرقية لصالح اى دولة فلسطينية مستقبلية. فحين وافق 51.5 % من اليساريين على هذا التنازل ، بينما عارض الفكرة ما يقرب من 40٪ منهم .. و هذا يعني أنه حتى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم من اليسار في إسرائيل اصبحوا يميلون الى جانب عدم التخلي عن القدسالشرقية. و حول قضية وادي الأردن، نجد ان الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين بنسبة 42.6 % ، بما في ذلك البساريين ، يعارضون الانسحاب لإنشاء دولة فلسطينية. . و قال نحو 75 % من اليهود الإسرائيليين انهم يعارضون اقامة دولة فلسطينية اذا كان ذلك يعني انسحابا اسرائيليا من وادي الأردن. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نستنتج أن معظم الإسرائيلين اليهود يعارضون حل الدولتين، وحتى الذين يميلون جهه اليسار اصبحوا غير متأكدين تماما عن ذلك ، و هو مايعنى ان هناك تغير فى البنية السياسية الاسرائيلية و يوضح أن مفهوم ما يعتبر "جناح اليسار" في إسرائيل قد بدا للتحول جهه اليمين جنبا إلى جنب مع بقية الجمهور. و لقد تضمن الاستطلاع ، قياس تاثير ظهور و انتشار تنظيم " داعش" في سوريا والعراق، على مواقف اليهود الاسرائيليين ازاء امكانية تقديم تنازلات إقليمية إسرائيلية في الضفة الغربية، و قد جاءت الاجابة لتظهر ان الاسرائيليين اصبحوا اقل استعدادا لتقديم تنازلات ، حيث بلغت نسبة من ابدوا استعدادا نحو تقديم التنازلات نتيجه ظهور داعش نحو 4.8 % فقط بينما قال 16.8 % انهم اصبحوا اقل استعدادا لتقديم هذه التنازلات الان ، بينما اعلن 70 % ان ظهور " داعش " لم يؤثر على موقفهم. ووُجد ايضا ان 75.4% من الذين تم استطلاع رايهم يعارضون استبدال الجيش الإسرائيلي بقوات دولية في وادي الأردن و الغريب ان أن 52 % من "اليسار" كانوا من معارضى احلال القوات الدولية محل الجيش الاسرائيلى في غور الأردن.عموما. نتائج الاستطلاع الذي نشر في صحيفة "إسرائيل هايوم"، من الواضح أنه يخدم أجندة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و حكومته.. وعلى الرغم من خطورة الاعتماد فقط على استطلاع واحد لدعم أية خطط ، الا ان هذا الإستطلاع يكشف – مهما كان معيبا أو منحرف فى نتائجه – انعكاسا دقيقا لسياسات الحكومة الإسرائيلية، والكثير من لهجتها، والواقع على الأرض ، فلطالما كرر" نتنياهو" مرارا وتكرارا أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ولن يتم تقسيمها أبدا، كذلك فان أعضاء من حزب الليكود يعلنون صراحة انهم ضد إنشاء الدولة وقادة كلا من حزبى " اسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي" لا يمكن أن يكونوا أكثر وضوحا في مقدار اعلان معارضتهم لفكرة الدولة الفلسطينية. و يضيف التقرير ان نتائج الاستطلاع ، مواقف الاحزاب بلورها قبل عدة ايام ، وزير الدفاع "موشيه يعلون "بوضوح حينما قال " انا لا ابحث عن حل، أنا أبحث عن وسيلة لإدارة الصراع والحفاظ على العلاقات بالطريقة التي تعمل لمصلحتنا. نحن بحاجة إلى تحرير أنفسنا من فكرة أن كل شيء يتلخص فى خيار واحد فقط يسمى الدولة [الفلسطينية] ". بل يبدو ان هذا الاستطلاع الجديد يقدم تقييما أكثر صدقا بكثير من الواقع على الارض ، و يعكس ما يدور فى أروقة الحكومة و سياساتها و تصريحاتها ، فاذا كان الواقع على الأرض هكذا ونتائج الاستطلاعات كهذا ، فالنتيجة ان حكومة الولاياتالمتحدة وبقية العالم سيرون أن الإسرائيليين ليس لديهم مصلحة في التفاوض على اتفاق سلام يتضمن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.