وزير التعليم: المراجعات النهائية المجانية تستهدف التخفيف عن كاهل أولياء الأمور    الأوقاف: افتتاح 12 ألف مسجد في عهد السيسي بتكلفة 18 مليار جنيه    الأوقاف توزع 56 طن سلع غذائية من صكوك الإطعام في 11 محافظة    مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد السيارات الكهربائية    البرلمان العراقي يتجه لجولة ثالثة من التصويت على انتخاب رئيسه    الأمم المتحدة: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح من رفح جنوب غزة    رسالة قوية من الترجي لجماهيره قبل مواجهة الأهلي    عمر مرموش هداف فرانكفورت في الدوري الألماني بالموسم الحالي    تجديد حبس الأب المتهم بقتل ابنته وتقطيعها لأشلاء في الجيزة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    جامعة دمنهور تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    متحدث فتح: نتنياهو لا يريد حلا.. وكل من يقف جانب الاحتلال سيلوث يده بدماء الأبرياء    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    «التمريض» تطلب من وزير المالية إعادة النظر في الدعم المقدم للفرق التمريضية    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    نجم الترجي السابق ل «المصري اليوم»: إمام عاشور قادر على قلب الطاولة في أي وقت    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    انطلاق امتحانات نهاية العام 2024 ب«أعمال الإسكندرية».. وعميد الكلية يتفقد اللجان (صور)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: مصر عازمة على إقامة بيئة جاذبة للاستثمار العالمي
نشر في أخبار مصر يوم 16 - 09 - 2014

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ان مصر عازمة على اقامة بيئة جاذبة للاستثمار العالمي مشيرا الى ان الثقة المتزايدة في أداء الاقتصاد المصري جاءت من الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحكومة بالفعل إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية المرتقبة التي تعتزم إدخالها قريبا لإصلاح أوجه القصور الأساسية في الاقتصاد.
ورحب الرئيس السيسي – في مقال نشرته صحيفة "ديلي نيوز" التي تصدر باللغة الانجليزية في مصر الثلاثاء – بمجتمع رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في مؤتمر اليورومني مصر تحت عنوان "الاستقرار والاستثمار والنمو".
واوضح ان المؤتمر يمثل فرصة ليأتي مجتمع التمويل العالمي إلى مصر ويشهد على أرض الواقع التغيرات التي حققتها مصر خلال العام الماضي لإصلاح الاقتصاد بشكل جوهري وإطلاق قدراته الإنتاجية.
وقال السيسي في مقاله "الحكومة المصرية ملتزمة بانتهاج سياسات تستهدف تحقيق معدلات عالية ومستمرة من النمو وإقامة بيئة جاذبة للاستثمار ويمكنها المنافسة عالميا إننا نعلم أننا نواجه الكثير من التحديات على مستوى الاقتصاد الكلي والجزئي قبل أن نتمكن من تحقيق هذه الأهداف تماما غير أن مصر أصبحت على المسار الصحيح".
وتابع "مصر طوت صفحة الفترة غير العادية من الصراع السياسي وعدم اليقين وبدأت تظهر دفعة إيجابية بالفعل وحيث أننا نتطلع الآن إلى تحقيق ما تتمتع به مصر من إمكانيات فندعو المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء إلى المشاركة بفاعلية في إنعاش الاقتصاد المصري".
وأوضح الرئيس السيسي أن إنعاش الاقتصاد المصري يدفعه أساسا عودة الثقة في الطريق الذي تقطعه البلاد وهذا يعكس تحسن مناخ الاستقرار السياسي الذي نفذته خارطة الطريق ونجحنا حتى الآن في تنفيذ مرحلتين من المعالم المهمة الثلاثة التي حددتها خارطة الطريق وهما إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والمرحلة الثالثة وهي الانتخابات البرلمانية ستتبعهما في القريب العاجل".
وأضاف الرئيس السيسي – في مقاله قائلا "إن الثقة المتزايدة تعتمد على الإصلاحات الهيكلية التي بدأت الحكومة في تطبيقها بالفعل، إلى جانب العديد من الإصلاحات الإضافية الجاري تنفيذها، لإصلاح أوجه قصور جوهرية في اقتصادنا".
وتابع الرئيس "فعلى مدار فترة طويلة، أدى الإنفاق الحكومي المفرط وغير الفعال، فضلا عن الإسراف في دعم الطاقة والفساد المتأصل وسوء الإدارة الاقتصادية إلى تقويض آمال بلدنا وخنق اقتصادنا وتبديد أحلام شعبنا، وعلى الرغم من أن فترة سابقة لسياسات الاقتصاد الكلي الحكيمة والإصلاحات الهيكلية التي أجريت في الفترة من 2004 إلى 2008 قد تمخضت عن تحقيق نسبة نمو سنوي بلغت 7%، إلا أنه لم يكن لدينا وقت كاف عندئذ لإضفاء الطابع المؤسسي على الإصلاحات ولا لتمكين المواطن المصري من الاستفادة من ثمار تلك الانطلاقة في النمو".
واستكمل السيسي أنه "عندما نزل الشعب المصري إلى الشوارع مطالبا بإجراء تغيير حقيقي، أولا في 25 يناير 2011 ثم في 30 يونيو 2013، كان المصريون يسعون إلى إقامة حكم فاعل ومسؤول وانتهاج توجه اقتصادي جديد .. ومع هذا فإن المشاكل التي جابهتنا في سعينا جميعا نحو التوصل إلى استقرار سياسي جديد قد فاقمت المشكلات الأساسية للبلاد وأدت إلى تضخم عجز الموازنة ليصل إلى مستوى غير محتمل ناهيك عن ارتفاع حجم الدين وزيادة معدلات البطالة وتدهور البنية التحتية المثقلة الخدمات".
واسترسل الرئيس في مقاله "لقد كان تصحيح المسار صعبا ولكنه كان ضرورة ملحة .. والآن نحن نفعل ذلك ونرسم مسار ا جديد ا لمصر يكفل تحقيق الانضباط المالي ويضمن العودةإلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة، لكن في هذه المرة نضع نصب أعيينا تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل تلبيةالمطالب المشروعة التي نادى بها الشعب المصري بتوفير حياةأفضل أوفر كرامة، وضمان استمرارية جهود الإصلاح".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن القرار الخاص بخفض الدعم عن الطاقة يبرهن على الجرأة والعزيمة اللتين تتسم بهما الحكومة فى مساعيها الراهنة لمواصلة إجراء الاصلاحات .
فلقد كان هذا الدعم يلتهم نسبة ضخمة من الموازنة العامة ، ويكلف الخزانة 143 مليار جنيه مصرى فى العام المالى 2013 / 2014 أو مايعادل حوالى 20% من إجمالى الميزانية .
كما حدث تراجع كبير أيضا لأن أغنى شريحة فى السكان كانت تلتهم نصيب الأسد من المزايا والفوائد ، وأدى ذلك إلى إهدار وتشويه لصورة الحوافز ، نتيجة تشجيع الاستثمار المكثف لرأس المال بدلا من تشجيع الاستثمار المكثف للعمل الذى تحتاجه مصر بصورة ماسة .
وعلى الرغم من أن الكثيرين كانت تساورهم شكوكا فى مقدرتنا على اتخاذ اجراء ذى مغزى على هذه الجبهة – وذلك يرجع بدرجة كبيرة إلى أن الحكومة كانت تتعهد بفعل ذلك فى الماضى ، ولكنها تراجعت مرارا عن المضى قدما فى ذلك – فإننا قمنا باجراء خفض كبير على دعم الوقود والكهرباء خلال فترة شهر واحد فقط بعد أن توليت منصبى .
وقد أدى هذا الاجراء إلى إرسال إشارة واضحة إلى الأسواق العالمية والمستثمرين مفادها أن مصر جادة فى مساعيها لمعالجة أوجه الضعف الهيكلى الذى كانت تعانى منه منذ أمد طويل .
ونود أن نشير بسعادة إلى أن المجتمع المالى الدولى الذى تقوده مؤسسات مالية دولية قد إعترف بهذا المسار الحاسم الذى سلكناه وأشاد إشادة قوية بالاجراء الذى اتخذناه .
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن خفض دعم الطاقة من شأنه تقليص عجز الموازنة في السنة المالية الحالية بحوالي 50 مليار جنيه، أو بنسبة 2 % من الناتج المحلي الاجمالى .
وسيتم اجراء مزيد من الترشيد على الطلب من خلال استخدام البطاقات الذكية، التي سيتم تطبيقها أولا في مدينة بورسعيد في شهر نوفمبر المقبل ومن ثم في شتى أرجاء البلاد في شهر أبريل من العام القادم .
وسنقوم فى غضون السنوات الخمس المقبلة بإلغاءدعم الطاقة بالكامل لجميع المستخدمين بالقطاعين التجاري والسكني، بإستثناء الغاز النفطي المسال الذي يقدم للشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل.
وبخلاف الأهداف المالية ، هناك هدف لا يقل أهمية هو أن الإصلاح سيولد مخصصات رأسماليةأفضل بما يحقق مزيدا من الكفاءة الإقتصادية ، بما في ذلك تحفيز التحول إلى إستخدام الطاقة المتجددة، فضلا عن استيعاب أكبر للجميع بشكل أسرع ".
وتابع "بالإضافة إلى ذلك ، فإن إصلاح دعم الطاقة سيعزز المركز المالي للهيئة العامة للبترول، شركة النفط الوطنية، بما يمنع تراكم أي متآخرات جديدة لشركائها الأجانب، أما عن المتأخرات القائمة حاليا ، فأن الهيئة العامة للبترول بدأت بالفعل في تسديد جزء من هذا الالتزام، في حين أن الحكومة تدرس عدة خيارات لتعجيل السداد الكامل للمتأخرات".
فمصر لديها سجل جيد في التعامل مع شركائها الأجانب في قطاع النفط والغاز، حيث أن الكثيرين منهم يعملون منذ عشرات السنين بشكل ناجح ومربح، و من المهم جدا بالنسبة لنا إستعادة مكانتنا مع هذه المجموعة الهامة من المستثمرين في بلدنا.
وقال "إن ضبط الأوضاع المالية ستحركه الإصلاحات التي تهدف لتطوير نظامنا الضريبي وجعله أكثر معقولية و إنصافا ، من أجل توسيع القاعدة الضريبية وتحسين فعالية النظام الضريبى.
فالحكومة مستمرة في العمل على تحسين تطوير النظام الضريبي، و تقدم فى الوقت نفسه مكاسب رأسمالية جديدة وفى الحصة الضريبية ، كما تفرض الحكومة ضريبة مؤقتة مقدارها 5 % على الأفراد الذين يتعدى دخلهم السنوي مليون جنيه، وتطبق قواعد جديدة لمكافحة سوء التخطيط الضريبي إضافة الى سد الثغرات الأخرى القائمة وتطبق نظاما عادلا للضريبة العقارية ، وتزيد الضرائب على بعض السلع بعينها وعلى رأسها السجائر والمشروبات الروحية.
ونوه الرئيس السيسي إلى أن "مصر إلى جانب ذلك تطرح برنامجا للشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يفتح بابا مهما للاستثمار، يعالج احتياجات الدولة فيما يتعلق بالبنية التحتية مع ضمان مشاركة القطاع الخاص في حزمة كبيرة من المشاريع تشمل الموانئ البحرية والمرافق والسكة الحديد ومترو الأنفاق ومعالجة مياه الصرف الصحي وبناء مدارس جديدة.
ونتوقع أن نطرح مشروعا جديدا في الشهر فيما تبقى من العام الجاري، وما يتراوح من 6 الى 7 مشاريع في العام المقبل .. ونحن نلمس اهتماما بالغا بتلك المشروعات من جانب المستثمرين المحليين بالإضافة إلى المستثمرين الأجانب فى جميع أنحاء العالم.
وقال انه "بمواكبة هذه الحزمة الكبيرة من الإصلاحات والمشروعات الكبرى، فان هناك جهودا جديدة منسقة ومتضافرة للتصدي للعقبات التنظيمية والبيروقراطية التي تعترض طريق القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى سياسات لضمان مناخ من تكافؤ الفرص أمام كافة المستثمرين تسود فيه الشفافية والقانون.
فهذه عملية مستمرة لا يزال أمامها الكثير من العمل، لكنها تحظى بتوافق سياسي قوي.
لقد أدخلنا تعديلات على قوانين المنافسة ومكافحة الاحتكار.وأزلنا عقبات قانونية وسنطرح قريبا قانونا موحدا جديدا للاستثمار من شأنه أن يساعد على تعبيد الطريق أمام الاستثمار الأجنبي.
فلطالما ترددت الشركات فى الماضى في الاستثمار بمصر بسبب الممارسات القانونية البالية وغير العادلة والحكومة عازمة على إزالة هذه العقبات من أجل تهيئة مناخ جاذب لكافة المستثمرين".
وتابع السيسي " نحن نشهد مؤشرات على حدوث انتعاش لاقتصادنا حيث هيأ الاستقرار السياسي الانطلاق لهذا الاقتصاد بسرعة فيما استجابت الجهات الاقتصادية والمستثمرون للاصلاحات الهيكلية التي اجرتها الحكومة.. وقد شهدت معدلات كل من الإنتاج الصناعي والتصنيع نموا ملحوظا خلال شهري مايو ويونيو 2014، لا سيما التصنيع، الذى ارتفع بنسبة 8ر27% في مايو و6ر37% في يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. كما شهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموا قدر في الربع السنوي من أبريل حتى يونيو من العام المالي 2013 -2014 بنسبة 5ر3%، مرتفعا من نمو بنسبة 5ر2% في الربع الثالث ونمو لم تتجاوز نسبته 2ر1% على مدار النصف الأول منه.
وقد عاد المستثمرون الأجانب إلى بورصتنا وهاهم يشاركون من جديد في مزادات السندات الحكومية.. ويشهد الاستثمار الأجنبي المباشر انتعاشا بشكل ملحوظ و على مدار الأرباع السنوية الثلاثة الأولى من السنة المالية 2013 – 2014 سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 7ر4 مليار دولار أمريكي، بنسبة تجاوزت 20% ارتفاعا عن الفترة ذاتها من السنة المالية السابقة.. وها نحن نشهد شركات كبرى متعددة الجنسيات وقد بدأت بالفعل في العودة للاستثمار بمصر، وتعمل تلك الشركات على تحسين كفاءة المنشآت القديمة بالإضافة إلى بناء قدرات أخرى جديدة".
وتابع الرئيس السيسي قائلا " إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة تستعد لتطبيق نظام ضريبة القيمة المضافة وهو نظام ضريبى جديد ومتكامل فى العام المالى الحالى ليحل محل نظام الضرائب المفروضة على السلع والخدمات.
وسيكون لنظام ضريبة القيمة المضافة الكثير من المزايا تفوق ماكان يحققه نظام الضرائب القائم حاليا: حيث إنها ستكون منصفة لدافعي الضرائب لأنها ستتيح لهم بشكل فورى استرداد الضريبة المفروضة على السلع الرأسمالية بالكامل وتطبيق نظام الائتمان الضريبي على نطاق أوسع فضلا عن تطبيق معدل ضريبى موحد، يشتمل على حد عال ويمتد إلى نطاق أوسع من السلع والخدمات. ونتوقع أن يؤدى نظام ضريبة القيمة المضافة إلى المساهمة بنسبة 6ر1 من الناتج المحلي الإجمالي في الإيرادات الحكومية سنويا .
وعلاوة على ذلك، فإن نظام ضريبة القيمة المضافة يهدف لتحفيز الاستثمار في الأعمال التجارية لأنه يسمح للشركات بخصم الضريبة على مدخلات رأس المال واسترداد الضريبة المدفوعة.
وبناء على ذلك ،فإنه سيؤدى إلى خفض تكاليف الاستثمار، وتحسين التدفقات النقدية وتحسين المناخ المحلي للأعمال التجارية. ونتوقع حدوث قليل من التأثير – لو حدث أى تأثير – على أسعار المواد الغذائية الأساسية، التي ستظل معفاة من ضريبة القيمة المضافة.
وستحقق الضريبة الجديدة، في الواقع، منفعة متبادلة لكل من الحكومة ومجتمع الأعمال، في حين ينبغي على المستهلكين المصريين أن يلحظوا التغيير الطفيف في تكاليف معظم السلع والخدمات.
وأردف الرئيس السيسي قائلا إن الحكومة تخطط أيضا لتطبيق نظام ضريبي جديد مبسط بالنسبة للمشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وسيتم تصميم ذلك ليس فقط لإدخال مجموعة أوسع من العناصر الاقتصادية في الشبكة الضريبية، بل لتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على النمو والتطور أيضا.
وتمثل مثل هذه النتيجة أهمية خاصة على اعتبار أن هذه المشروعات تهدف إلى توفير فرص عمل هامة .
وأكد الرئيس السيسي أن المصادر الجديدة والموسعة للإيرادات والوفورات المتوقعة للميزانية تعني أن مصر يمكنها إنفاق المزيد على المجالات التي تعزز الكفاءة والإنتاجية، ولاسيما العاملين لدينا.
وستتم إعادة توجيه جزء من عائدات إصلاح دعم الطاقة إلى الانفاق على الصحة والتعليم والبحوث والتنمية .
وبهذه الطريقة، فإننالا نزيل فقط عبء الإهدار الشديد عن الميزانية وعن اقتصادنا ، بل نقوم أيضا بتحسين مستوى الإنفاق لدينا عن طريق إعادة توجيهه إلى مجالات من شأنها تعزيز إمكانيات النمو في مصر على المدى المتوسط والطويل.
وأضاف قائلا " إن التعليم والتدريب على المهارات المهنية يتصدران قائمة الأولويات لدينا لكي نتمكن من الاستفادة من العائد الديموغرافي .
فنحن بلد يتوق فيه الشباب إلى التعلم واكتساب المهارات والحصول على وظائف مجدية وأن يصبحوا مواطنين منتجين في مصر المتجددة والمزدهرة. ونحن نريد استغلال وتطوير طاقات وقدرات الشباب العقلية في بلدنا".
وقال الرئيس السيسي إن مصر تفتخر، ليس فقط بمواردها البشرية الكبيرة، ولكن أيضا بمواردها الطبيعية الهامة وبالقاعدة الاقتصادية المتنوعة والموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم الذي يمتد بين آسيا وأفريقيا، مشيرا إلى وجود الكثير من الفرص للمستثمرين المحليين والأجانب في مجموعة واسعة من القطاعات.
ومضى قائلا " إن لدينا أيضا منتجا سياحيا لا مثيل له لم يتم استغلاله بالكامل، حتى قبل ثورة 2011 وحتما سيستعيد مكانته مرة أخرى وسيصبح مكانا هاما للاستثمار وعاملا مساعدا على النمو.
وينبغي البدء في اطلاق الصناعات الخفيفة في هذا البلد مع الأخذ فى الاعتبار المزايا التي تقدمها مصر من حيث تكاليفها المنخفضة نسبيا وتواجد مجمع كبير للعمل فيها وسهولة الوصول منها إلى الأسواق في أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي وآسيا.
كما يتوفر مجال ديناميكى آخر للفرص المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي نراها تستعد للانطلاق، وسيتم انعاش قطاع الطاقة أيضا حيث يتم إصلاح نظام دعم الطاقة، مما سيؤدي إلى الاستكشاف والإنتاج المتجدد.
وتشمل القطاعات الأخرى النقل والإسكان والزراعة والتعدين. وفيما يتعلق بمشروع تنمية منطقة قناة السويس الطموح فإنه يعد مشروعا رائدا فى إطار برنامج الحكومة لانعاش الاستثمار وسيؤدى إلى توفير الكثير من الفرص للمستثمرين وسيمهد الطريق لتوسيع وتعزيز دور مصر كمركز عالمى للتجارة والخدمات اللوجستية .
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه بتم إعداد مخططات لمشروعات وطنية رئيسية أخر، بما في ذلك مشروع "المثلث الذهبي" وهو مشروع التنمية في صعيد مصر الذي يهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية في مصر والثروة المعدنية في منطقة "المثلث الذهبي" بين قنا وسفاجا والقصير، فضلا عن تنمية المنطقة للاستفادة من الفرص السياحية والصناعية والتجارية والزراعية، كما نقوم بإعداد "خطة تنمية الساحل الشمالي الغربي" وهى تهدف أيضا إلى تطوير الإمكانيات الغنية في المنطقة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن "وكالات التصنيف الائتمانية العالمية أيضا بدأت في إعادة النظر لتقييمها لمصر ، حيث رفعت مؤسسة (ستاندرد آند بورز) تصنيف مصر الائتماني السيادي للعملات الأجنبية إلى "سالب بي" أواخر عام 2013 ، وفي أوائل عام 2014 رفعت وكالة (فيتش) هي الأخرى مستوى تصنيفها الائتماني لمصر إلى مستوى "مستقر" ، مثبتة هذا التصنيف عند مستوى "سالب بي" ، وأنه على الرغم من معرفة وكالات التصنيف للاتجاه الإيجابي للدولة ، إلا أننا نعتقد أنها لا تزال دون المنحنى الحقيقي.
فقد شهدت معدلات فروق أسعار السندات الحكومية المصرية ذات الخمس سنوات انخفاضا إلى أقل من 270 نقطة أساس ، منخفضة بذلك ، عما كانت عليه خلال صيف عام 2013 وهو نحو 900 نقطة أساس ، مما يعني ضمنا أن الأسواق العالمية ترانا نتداول مثل دول ذات تصنيفات تتقدم على تصنيفنا بدرجة كاملة.
وأضاف الرئيس السيسى قائلا " إن رسالتنا الختامية هي أن : هدفنا النهائي هو تحقيق معدل نمو مرتفع ومستدام ومتوازن وشامل وذلك من أجل تحقيق الرخاء للشعب المصري ، وهذا ضروري للحفاظ على الاستقرار السياسي ، وسيعود بالنفع أيضا على مجتمع رجال الأعمال ، فنحن نعلم جيدا أن استقرار الاقتصاد الكلي هو شرط ضروري للحفاظ على استمرار الثقة في أوساط الأعمال التجارية وللتأكيد على أن الانتعاش الاقتصادي لا يزال مستمرا ودائما".
ومضى قائلا " إننا نعرف أيضا أنه يجب الحفاظ على زخم الإصلاحات وقوة دفعها حتى يمكن تسريع النمو على أساس مستدام ، ونحن نتوقع أن تؤدى إصلاحاتنا خلال السنوات الخمس المقبلة إلى تحقيق النتائج التالية:
(1) وصول معدل النمو الحقيقي إلى 6 في المائة.
(2) السعي لخفض عجز الموازنة ليصبح أحادي الرقم ، ولينخفض من 7ر13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2014/2013 و ليصل إلى 10 في المائة في العام المالي 2015/2014 حتى ننفق المزيد على قطاعي التعليم والصحة بما يتماشى مع الالتزامات الدستورية.
(3) وضع الدين العام على مسار مستدام على المدى الطويل ، لينخفض نحو 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الإطار الزمني المتوقع من 94 في المائة وذلك بحلول نهاية العام المالي 2014/2013.
(4) خفض معدل التضخم إلى أرقام أحادية ، في ظل انتهاجنا لسياسة مالية ونقدية حذرة.
واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاله بقوله "إنني على ثقة تامة بأننا سننجح في تحقيق هذه النتائج ، وأنه في إطار انتهاج سياسة رشيدة للاقتصاد الكلي والاستمرار في تحقيق الإصلاح الهيكلي والمشاركة الجيدة من المستثمرين والعمل الجاد وإصرار المواطنين المصريين ، فأن خطط مصر المتجددة للاستقرار والاستثمار والنمو ستتحقق بدون أدنى شك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.