أصاب التراجع مؤشرات البورصة المصرية خلال الأسبوع الثاني من سبتمبر 2014 ، وفشل المؤشر الرئيسي في تحقيق المستهدف الجديد عند 10 الاف نقطة ، وكانت الخسارة الأكبر من نصيب اسهم الأفراد، واختلفت الآراء حول اسباب التراجع هل هي مجرد جني أرباح بعد ماراثون صعود، أم ان سحب شهادات استثمار قناة السويس للسيولة اربك السوق؟ على صعيد أداء المؤشرات خلال الأسبوع، تراجع المؤشر الرئيسي " إيجي اكس 30″ بنسبة 1.81 % ليصل الى مستوى 9476 نقطة وتراجع مؤشر "إيجي اكس 20″ محدد الأوزان بنحو 3.17 % ليصل الى مستوى 11,235 نقطة فيما كان الانخفاض أكثر حدة على صعيد الأسهم المتوسطة حيث هبط مؤشر "إيجي اكس 70″ للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 7.31 % ليصل الى مستوى 612 نقطة. كما تراجع مؤشر "إيجي اكس 100″ الاوسع نطاقا بنحو 4.94 % ليصل الى مستوى 1119 نقطة وخسرت البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الجاري نحو 12.7 مليار جنيه من رأسمالها السوقي ليبلغ نحو 516.4 مليار جنيه مقابل 529 مليار جنيه خلال الاسبوع الماضي بتراجع بلغت نسبته 2.4 %. هل شهادات القناة بريئة؟ وتباينت الآراء حول تأثر البورصة بشهادات استثمار قناة السويس، وقال إيهاب سعيد المحلل الفني وخبير أسواق المال ان البورصة المصرية تأثرت سلبا بالأقبال الكثيف على الاكتتاب في طرح شهادات استثمار قناة السويس والتي حققت 39.5 مليار جنيه في ستة ايام فقط أي أكثر من نصف المبلغ المطلوب والبالغ حوالي 60 مليار جنيه. وأضاف سعيد انه قد بدا واضحا بداية تأثر السوق سلبيا من حجم الاقبال الكبير بداية من جلسة الاثنين الماضي لاسيما وان السوق لم يتأثر سلبا مع اول وثاني ايام الطرح. وجدير بالذكر ان شهادات استثمار القناة تعد بديلا استثماريا قد يفضله البعض نظرا لانعدام المخاطرة امام معدل عائد مرتفع نسبيا بالمقارنة مع ادوات الاستثمار الاخرى خلال الفترة الحالية. ويرى انه يخطئ البعض حين يتصور ان التأثير قد يقتصر فقط على اختلاف سلوك مستثمر البورصة عن سلوك مستثمر العائد الثابت، ولكن ما يجب ملاحظته ان التأثير أعمق واهم من ذلك بكثير، فحين يتم سحب مبلغ 60 مليار جنيه من المعروض النقدي في فترة وجيزة من الطبيعي ان تتفاعل البورصة مع هذا الامر بشكل سلبي باعتبارها تتعامل مع التوقعات المستقبلية والتي تشير الى انخفاض السيولة خلال الفترة القادمة تماما كما يحدث مع رفع او خفض اسعار الفائدة. وتابع إيهاب سعيد "البورصة في حينها تتعامل مع التوقعات التي قد تنتج من هذا الامر.. وليس مع الرفع او الخفض بشكل لحظي، فمثلا حين يرتفع عرض النقود في الدولة فغالبا ما يكون هذا الخبر ايجابيا للبورصة لأن هذا الارتفاع قد ينتج عنه تحول جزء من هذا المعروض للسوق، ونفس الامر حين ينخفض المعروض النقدي فالبورصة تتأثر سلبا نظرا للتوقعات باحتمال تخارج جزء من السيولة خارج السوق. من جانبه، يرى وائل عنبة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لإحدى شركات إدارة المحافظ المالية ان شهادات استثمار قناة السويس ليس لها علاقة بتراجع السوق. وقال " مستثمري شهادات الاستثمار ثلاث أصحاب الودائع الذين كانوا يحصلون على عائد 8 او 9 % بدأوا يفكوا الودائع ويشتروا الشهادات ذات الفائدة المرتفعة 12 %، بالإضافة الى أصحاب الدولار بدأوا يبيعوا مراكزهم الدولارية فائدته 1 او 2% والجنيه 12 % ومتوقع هبوط الدولار خلال المرحلة القادمة بعد تشغيل مشروع قناة السويس وبعد عودة السياحة، وأخيرا أصحاب الأموال اللي تحت البلاطة الذين لا يثقون في الجهاز المصرفي ويحتفظوا بأموالهم في البيوت. ودلل عنبة على ذلك بأن اثناء طرح شهادات استثمار قناة السويس في البنوك سجلت البورصة المصرية جلسات صاعدة وحققت بعضها تداولات ملياريه لذلك ليس هناك صلة بين تراجع السوق وطرح شهادات استثمار قناة السويس. وتابع والعضو المنتدب لإحدى شركات إدارة المحافظ المالية " من يشتري يستثمر في البورصة اليوم قد يحقق أرباح تصل الى 100 % خلال عام واحد وليس 60 % خلال 5 سنوات في حالة شراء شهادات استثمار قناة السويس". من جهته قال اسلام عبد العاطي المحلل المالي ان اعتقاد كثير من المستثمرين ان عمليات الشراء الخاصة بشهادات قناة السويس قد تسحب السيولة من السوق جعلت الكثير منهم يسارع الى التخلص من المحفظة الاستثمارية، ليس لشراء الشهادات ولكن تجنبا لانخفاضات قد يشهدها السوق، وبالتالي هذه المبيعات ادت الى هذه الانخفاضات، والتي من المتوقع ان تتلاشى مع تحسن الوضع الاقتصادي. فجوة بين المؤشرات وقال وائل عنبة رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لإحدى شركات إدارة المحافظ المالية ان السوق خلال الأسبوع شهد تفاوتا كبيرا، فبينما سجل المؤشر الرئيسي أعلى مستوى سعرى له منذ يوليو 2008 عند ال 9748 نقطه مازال مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة بعيد كل البعد عن ارقامه مما خلق فجوة بين المؤشرين -وكانوا في السابق يسيرون في مناطق سعرية متقاربة . وارجع ذلك إلى ان هناك مشتريات قوية جدا من قبل الأجانب والمؤسسات الأجنبية التي تستهدف الأسهم القيادية في المؤشر الرئيسي بينما يتاثر مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة – الذي يتعامل عليه الأفراد – باي عملية جني أرباح على المؤشر الرئيسي وباي توصية خروج فالدورة مشاعر المستثمر هنا هي المتحكم في القرار. جني أرباح على "القيادية" من جانبه قال إيهاب سعيد المحلل الفني في تصريحات لأخبار مصر إن مؤشر السوق الرئيسي EGX30 فشل في مواصلة صعوده في اتجاه مستوى 10000 نقطه بعدما اقترب من أعلى مستوى سعري له منذ يوليو 2008 ليعاود تراجعه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 9475 نقطه تأثرا بعمليات جنى الارباح التي طالت بعض الاسهم القيادية بالإضافة ايضا لضغوط بيعيه قوية طالت البعض الاخر. وتابع سعيد "اما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة فقد تعرض لتراجعات حاده تأثرا بالضغوط البيعية القوية التي تعرضت لها كافة أسهمه بما فيها الاسهم ذات الوزن النسبي العالي في سابقه لم تحدث منذ مايو الماضي، مما أفقده ما يقارب 55 نقطه في خمسة جلسات أي ما يقارب 8,3% من قيمته، محطما لأكثر من مستوى دعم ليقترب من أدنى مستوى سعري له منذ يوليو الماضي عند 604 نقطه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 611 نقطه وأضاف إيهاب سعيد انه وقد بدا واضحا سيطرة الاتجاه البيعى على اداء السوق طيلة جلسات الاسبوع وهو ما يعد اشاره سلبيه واضحة نظرا لارتفاع قيم التعاملات في ظل التراجعات القوية مما يشير الى ان أي ارتفاع على الاجل القصير قد يكون مجرد حركه تصحيحيه لتعويض جانب من تلك الخسائر وما قد يؤكد هذا الامر هوغياب المحفزات من جانبه وصف اسلام عبد العاطي المحلل المالي لأخبار مصر اداء السوق المصرية خلال مجمل جلسات الاسبوع وخاصة المؤشر الرئيسي بالسلبي ليصل لمستويات 9400 نقطة تقريبا. وارجع إسلام الأداء السلبي إلى الارتفاعات المنتقاة التي شهدتها بعض الأسهم القيادية خلال الفترة الماضية والتي أدت الى ارتفاعات قوية للمؤشر متضمنا اسهمه القيادية دون اغلب الاسهم فى السوق والتي لم تنل الا قدرا طفيفا من الارتفاعات. وتابع خبير أسواق المال" أدى ذلك إلى خلو السوق من الجدية في التعاملات واصبحت السيولة الطفيفة في السوق تنتقى الاسهم القيادية فقط للتداول ثم تنتقل فيما بين الأسهم دون توزيع منطقي لهذه السيولة نظرا لقلتها، حتى وصل السوق الى مرحلة الحاجة لمحفزات اقتصادية حتى يدعم هذه الارتفاعات وكانت نتائج الاعمال الخاصة بالشركات من المفترض ان تدعم اتجاهات السوق ولكنها جاءت ضعيفة الى حد كبير مما لم تستطع معه ان تدعم من اداء السوق. وأشار إسلام عبد العاطي المحلل المالي إلى ان افتقار الساحة الاقتصادية بشكل عام والسوق بشكل خاص للأخبار ادى الى تواصل عمليات جنى الارباح بهذا الشكل. الأسهم في أسبوع وعلى صعيد الأسهم التي تعرضت لجني الأرباح قال إيهاب سعيد فشل سهم "البنك التجاري الدولي في مواصلة صعوده في اتجاه مستهدفه قرب 50 جنيه ليعاود تراجعه ويميل الى التحرك العرضي اغلب جلسات الاسبوع ليغلق قرب مستوى 48 جنيه، فيما تباين أداء سهم "المجموعة المالية هيرميس" والذى حيث نجح السهم في تحقيق أعلى مستوى سعرى له منذ يناير 2011 في النصف الأول من الأسبوع عند 19,70 جنيه ولكنه فشل في التماسك أعلاه ليعاود تراجعه ويغلق قرب 18,69 جنيه. واما سهم "مجموعة طلعت مصطفى القابضة" فقد فشل هو الاخر في مواصلة صعوده في اتجاه مستهدفه التالي قرب 12 جنيه ليعاود تراجعه في اتجاه مستوى ال 11 جنيه وجاء على رأس الاسهم القيادية التي شهدت ضغوطا بيعيه حاده سهم "جلوبال تيليكوم" والذي فشل في التماسك اعلى مستوى الدعم السابق قرب 5,25 جنيه ليواصل تراجعه ويغلق قرب مستوى ال 5,18 جنيه، ونفس الحال في سهم "اوراسكوم للاتصالات" فقد شهد السهم ايضا ضغوطا بيعيه قويه بعد فتره طويله من التحركات العرضية ليقترب من 1,11 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 1,17 جنيه. واخيرا وفيما يتعلق بسهم العز لصناعة حديد التسليح والذي بدأ تحرك إيجابي قوى نهاية الاسبوع قبل الماضي فقد نجح في الاقتراب من اعلى مستوى سعري له منذ يناير 2011 عند 19,50 جنيه متجاوزا بذلك قمته السابقة قرب 18,85 جنيه ولكنه فشل في التماسك أعلاه ليعاود تراجعه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 18,62 جنيه. كانت ادارة البورصة المصرية اوقفت التداولات على أسهم حديد عز خلال جلسة الخميس واعادته في ذات الجلسة بعد رد الشركة على استفسارات البورصة وتأكيدها انه لا احداث جوهرية وراء صعود سعر سهم الشركة. وقالت الشركة في بيان "لا توجد احداث جوهرية غير معلنة .. ومضاعف الربحية عن عام 2011 قدره 9.4 مرة .. ومضاعف الربحية عن عام 2012 قدره 496.5 مرة.. ومضاعف الربحية عن عام 2013 قدره 61.04 مرة وان مضاعف الربحية فى 09/09/2014 قدره 75.44 مرة "