أكد البابا شنودة الثالث- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- على أن الزواج بأرملة الأخ خطأ مائة في المائة، سواء من جهة الشخص أو من جهة الأب الكاهن الذي يصرح بهذا الزواج، وأن هذا الكاهن يستوجب المُحاكمة. وأوضح البابا شنودة أنه بزواج الشخص، يُصبح أقاربه هم أقارب زوجته، وأقارب زوجته هم أقاربه، وزوجة الأخ أو أرملة الأخ تعتبر أخت له مادام أصبحا الاثنان جسداً واحداً بعد الزواج حسب شريعة الكتاب المُقدس، مؤكداً على أن قوانين القديس باسيليوس الكبير منعت هذا الأمر تماماً قبل أن يؤكده البابا. وفي مُحاضرته الأربعاء من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة، انتقد البابا شنودة فرض الآباء آرائهم في زواج أبنائهم ومُمارسة الضغوط عليهم بقبول هذا ورفض ذاك، مؤكداً على أن الضغط في أمور الزواج لا يتوافق فقط مع الكتاب، ولكنه لا يتوافق أيضاً مع النظام الاجتماعي وقانون الأحوال الشخصية. وفي نفس السياق، حمّل البابا شنودة الآباء الكهنة مسئولية أي زيجة فاشلة بسبب مُشاركة الأهل في مُمارسة الضغوط على الأبناء في أمور الزواج. وطالب البابا شنودة الآباء الكهنة بالعمل على حلّ مشاكل هؤلاء الشباب، وطالب الآباء الأساقفة تشجيع الآباء الكهنة على ذلك. وفي سؤال لسيدة من أسيوط تقول إنها حامل في الشهر السابع ولكن الجنين يُعاني من فشل كلوي ومياه في الدماغ وأن ظروفها صعبة ولا تستطيع تحمل تكاليف علاج الجنين، فأبدى البابا شنودة استعداده التام على تحمل تكاليف العلاج ولكن بناءً على تقرير من الطبيب يُفيد تشخيص المرض مع إمكانية علاج الجنين وكذا تكاليف العلاج، مُتمنياً لها الشفاء هي وجنينها. وعلى جانب آخر، أكد البابا شنودة علمه بكل ما يُنشر بمجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة الأرثوذكسية، وخاصة الخبر الخاص بمُقابلته للقمص جبرائيل من البلينا الذي أكد تحريره بيده، جاء ذلك رداً على تشكيك البعض في ذلك. وفي سياق مُتصل، نفى البابا شنودة افتراءات البعض الموجهة للقمص جبرائيل، مؤكداً على أمانته وإخلاصه للوطن وللكنيسة وأنه من أفضل الآباء الكهنة في البلينا. وانتقد البابا شنودة ادعاءات الأخوة البلاميس المأخوذة من شهود يهودة، والتي تتحدث عن زواج الملائكة، مؤكداً على استحالة زواج الملائكة لا في السماء ولا في الأرض كما يدعي البعض من "الأخوة البلاميس"، حيث أن الجنس يعني ذكر وأنثي وهذا غير موجود لدى الملائكة. وأوضح البابا شنودة بأنه لا يوجد ملاك ذكر وآخر أنثي، فكيف يتزوج الملائكة، بالإضافة إلى اختلاف الطبيعة الجسدية والروحية، مُشيراً إلى قول الكتاب "الذي خلق ملائكته أرواحاً وقدامهم ناراً تلتهب"، فالملائكة أرواح وقيل إنهم أرواح مُرسلة للخدمة فكيف يُمكن للروح أن تتزوج الجسد. ومن جهة الأحلام، أوضح البابا شنودة بأن ليس كل حُلم من الله، بينما هناك أحلام يُريد الشيطان أن يُزعج بها الإنسان، وهناك أحلام ليست من الشيطان، وإنما من العقل الباطن التي تتركز فيه مخاوف وقصص وصور تأتي في صورة أحلام مملوءة بالمشاعر المكبوتة في العقل الباطن، ولكن كل شئ يأتي من الله يكون معها سلام كبير، أما خلاف ذلك فيأتي بانزعاج وبالتالي فهي لا تكون من ربنا. وحول شعور الإنسان بالوحدة والانعزال عن المجتمع بل الشعور بأن الله تركه، نصح البابا شنودة بالخروج من الذات والتلاقي مع الناس ومُعاشرتهم ومنحهم الحب ليبادلوه نفس الحب، ومؤكداً على أن الله لم يترك الإنسان ولو للحظة، مُشيراً إلى قول داود النبي "أبي وأمي تركاني والرب يضمني". وفي سؤال يقول هل المُطالبة بالحق عن طريق المحكمة حلال أم حرام، أكد البابا شنودة على أن المُطالبة بالحق حلال مائة في المائة عن طريق المحكمة، مُشيراً إلى قول بولس الرسول "أمام قيصر أنا رافع دعواي". وحول سؤال يقول: لماذا لا يبت قداسة البابا في موضوع الراهبات بالأخص اللاتي يخرجن من الأديرة تحت ضغط رئاسات الأديرة دون أن يُناقش قضاياهم، أجاب البابا شنودة ليس بهذه الدرجة، فرئيسات الأديرة لا يقمن بإخراج راهبات إلا بعدما أن تصل بهن الدرجة الى عدم تحمل المُعاناة من هؤلاء.