تشعر الدكتورة مني حلمي بالقلق الشديد علي مستقبل تركيا. إي والله عليكوا، هكذا قالت في مقالها بالمصور المعنون «أتاتورك يتململ في قبره». قالت الدكتورة مني: إنها قرأت مئات من صفحات التاريخ الملوثة كلها بأيدي الذكور والذكورية. ولم يعجبها من كل هؤلاء - لا مؤاخذة - الذكور سوي أتاتورك. لكن أتاتورك يتململ في - لا مؤاخذة - قبره بسبب أردوغان الذي يريد أن يعيد الماء القذر إلي الكوب الذي ملأه أتاتورك بالماء النظيف. وأوضحت الدكتورة مني حلمي أن الخلافة الإسلامية هي الماء القذر، وأن علمانية أتاتورك القائمة علي الحماية العسكرية هي الماء النظيف. كما أن أردوغان يريد تعديل الدستور العلماني ليسمح بتأسيس أحزابا دينية، ويخفف من القبضة العسكرية للجيش التركي علي الحياة السياسية. وبوصفها مؤمنة بالحرية، والتقدم، و«أشكال الاستمتاع بالحياة»، فإنها تريد للمؤسسة العسكرية مواصلة إحكام قبضتها الفاشية علي الحياة السياسية الديمقراطية لتركيا التي تنعم بنظافة صندوق الاقتراع - حاجات ما نسمعش عنها عندنا، إحنا ناس نعرف الأصول ومالناش في المشي البطال لكن يبدو أن الشعب التركي شعب أي كلام آخر حاجة، ولا يستحق النعمة التي وهبها ال.... الإيه بقي؟ ما هو لو قلنا «الله» الدكتورة مني ستظن أننا نستخدم خطابا دينيا، ظلاميا، «عفاريتيا» كما أشارت في مقالها. طب يا جماعة ساعدوني يساعدكم.. إحم.. شوفوا لنا أي اصطلاح علماني ينفع يوهب نعم ويساعد، الله يخليكوا ما تودوناش في داهية. يوه.. آديني نسيت وقلت الله واستخدمت «اللغة الإسلامية والخطاب الديني الرجعي». يقول أردوغان إن حزبه علماني بمرجعية إسلامية. والدكتورة مني زعلانة منه قوي. لأن الجملة متناقضة. ولا أعرف أيهما أكثر تناقضا، حزب علماني بمرجعية إسلامية، أم داعية للحرية والاستمتاع بأشكال الحياة تطالب بتدخل الجيش لقمع الاختيار الديمقراطي للشعب؟ هذا الشعب الذي أكدت الدكتورة مني أنه إن لم يستجب للقمع العسكري، ويتوقف عن الانسياق وراء أهوائه الضالة الظلامية فإنه بذلك يخذل أتاتورك، إللي هو إييييه؟ أيييوه، يتململ، اسم النبي حارسه، في قبره. أثارت الدكتورة مني حلمي نقطة مهمة جدًا، ألا وهي أن أردوغان رجل رعديد، أي نعم، وذلك لأنه كما تقول الدكتورة مني انتظر حتي مات أتاتورك وحاربه وهو في قبره، ولو كان رجلا شجاعا لحارب أتاتورك في حياته الجبان ده. وكل هذا لم؟ لأنه يريد أن ينافق الاتحاد الأوروبي، فدستور أتاتورك كما هو، يقمع الحريات ويجهض ديمقراطية الحياة السياسية من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، وتعديل الدستور ربما يمنح تركيا فرصة أكبر للانضام إلي الاتحاد الأوروبي العثماني الإسلامي الديني المتطرف. دكتورة مني، لقد تقطع قلبي وشرابي النايلون كمدا لقلقك علي مستقبل تركيا. وأريد أن أطمئنك، تركيا تنعم بالديمقراطية، والحرية، ونزاهة الانتخابات، وتخطو خطوات واسعة نحو تحقيق المزيد من الحرية وتحجيم سيطرة الجيش. وبالمناسبة، السيطرة العسكرية علي الحياة السياسية في أي بلد هي التخلف والرجعية بعينهما، وكلما تقدمت البلاد وتحررت عاد الجيش إلي ثكناته وشاف شغله وترك السياسة للسياسيين. هدي أعصابك، وخلينا في الهم إللي إحنا فيه.