عدد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية حتي نهاية فبراير الماضي بلغ 343 إندبندنت أون صنداي: أطفال القطاع محاصرون ومحرومون من الرعاية الطبية والتعليم وبلا أمل في المستقبل نتنياهو رصدت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أمس معاناة مئات الأطفال الفلسطينيين دون سن ال «12» في سجون الاحتلال الإسرائيلي عقابا لهم علي رشقهم القوات الإسرائيلية بالحجارة. واضافت الصحيفة أن الأطفال يعاملون وراء قضبان السجون «معاملة الإرهابيين»، مشيرة إلي أن عدد الأطفال المعتقلين تجاوز ال300 طفل خلال الأشهر القليلة الماضية. وأشارت الصحيفة إلي أن مخاوف منظمات حقوق الإنسان تتصاعد من تزايد أعداد الأطفال الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية ومن تصرفات الجيش الإسرائيلي. ونقلت عن المنظمة الحقوقية الإسرائيلية «بيت سليم» قولها إن القوات الأمنية «انتهكت بشكل صارخ» حقوق عدد كبير من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما اعتقلتهم في الأشهر الأخيرة. وقالت الصحيفة إن عائلة الحسن محتسب (13 عاما) من الخليل الذي اعتُقل في 27 فبراير الماضي لثمانية أيام أقامت دعوي قضائية ضد السلطات الإسرائيلية. ووصف محتسب كيف تعرض للاستجواب دون حضور محام في وقت متأخر من الليل، وقد أرغُم علي الاعتراف بقذفه الحجارة علي الجيش واضطر للتوقيع علي ورقة كتبت باللغة العبرية. وقد أُفرج عنه بعد ثمانية أيام بعد جهود قانونية بذلتها مجموعات حقوق الإنسان، غير أنه ما زال يواجه تهمة قذف الحجارة بسبب توقيعه علي تلك الورقة، وتتراوح العقوبة بالسجن بين أشهر وعشرين عاماً. ووفقا للمنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الطفل التي تولت قضية محتسب، فإن عدد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية حتي نهاية فبراير الماضي بلغ 343. من جانبها قال صحيفة «إندبندنت أون صنداي» إن أطفال غزة بعد مرور ألف يوم من الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة، يجدون أنفسهم مجروحين نفسيا ومحاصرين لا سيما أنهم محرومون من الرعاية الطبية والتعليم ومن أي أمل في مستقبل لائق. وأشارت الصحيفة إلي قصة طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 12 عاماً تركت الحرب الإسرائيلية علي القطاع آثارها النفسية عليها، فرسمت لوحة حول الهجوم الإسرائيلي الذي قتل شقيقها إبراهيم (9 أعوام) وهدم منزلها. وأكدت أن التشرد إحدي القضايا التي يعاني منها نحو 780 ألف طفل عقب الحرب الإسرائيلية، فضلاً عن الجروح النفسية لدي الأطفال الذين نجوا منها. فحسب برنامج الصحة النفسية في غزة، فإن أغلبية الأطفال أظهروا مؤشرات علي إصابتهم بالقلق والإحباط والمشاكل السلوكية، كما أن بناء الأطفال صواريخ مزيفة من العبوات ورغبتهم في الحديث عن شراء بنادق الألعاب من مصروفهم، يكشفان عن ميولهم للثأر لذويهم. وساهمت الحرب الإسرائيلية أيضا في تفكيك الأسر، لا سيما أن الآباء يشعرون بالذنب لأنهم عجزوا عن حماية أطفالهم، وهاهم الآن لا يستطيعون توفير الطعام لهم. وأشارت الصحيفة إلي أن البعض يعتقد أن القيود الإسرائيلية المفروضة علي القطاع، جعلت الخيارات محدودة أمام السكان، فلم يجد الأطفال إلا التفكير في الانضمام لحركات المقاومة، في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت 45% إضافة إلي أن 76% من العائلات تعيش في فقر.