«سياسات مصر ما بعد مبارك تحطمت».. هكذا علقت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية فى تقريرها عن الاشتباكات التى وقعت ما بين مؤيدى الإخوان المسلمين ومعارضيهم أمام قصر الاتحادية الرئاسى أول من أمس الأربعاء. وأضافت الصحيفة أنه كان عرضا حتميا لقوة الشارع من قِبل الإخوان، الذين يصرّ قادتهم على أنهم بذلك يدافعون عن رئيس منتخب ديمقراطيا من غوغائيين غير ديمقراطيين، على حد قولها. متابعة بأنه إذا استمر الإخوان فى التمسك بأسلحتهم، فسيكون أمام المحتجين بدائل سياسية قليلة، تتلخص أما فى مزيد من الاحتجاجات وإما فى الاستسلام. وصفت «كريستيان ساينس مونيتور» ما حدث بأنه أبعد ما يكون عن «تبادل محترم لوجهات النظر». مضيفة أن السياسات التى تتم عبر استعراض القوة فى الشوارع دائما تكون فوضوية بشكل خطير، وأن الاشتباكات كانت مواجهة بين مجموعتين مدنيتين ذواتَى اختلافات فكرية، لا بين الشعب المصرى والجيش ك«يد واحدة» ضد النظام. وقالت إن الولاياتالمتحدة سلبية جدا فى ردود فعلها على هذه الخطوات، وذلك على ما يبدو لأنها تعتقد أن الانتقاد الكثير قد يضع التزامه باتفاقية السلام مع إسرائيل فى خطر.
صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية قالت إن الأزمة السياسية فى مصر تزداد حدة بعدما تحولت احتجاجات أول من أمس إلى العنف، مضيفة أن البلاد تنحدر إلى فوضى سياسية بسبب مسوَّدة الدستور، ونقلت عن محللين سياسيين أن الوضع الحالى قد يدفع الجيش المصرى إلى التدخل. «الواشنطن بوست» تابعت، نقلا عن روبرت سبرنجبورج، الخبير فى شؤون الجيش المصرى فى مدرسة الدراسات العليا البحرية فى مونتيرى بكاليفورنيا، إنه كلما أصبح الوضع أكثر عنفا، وكلما ازداد البلد انقساما، زاد الضغط على الجيش الذى يتمتع حاليا بعلاقة جيدة مع مرسى، على حد قوله. سبرنجبورج أضاف أن العلاقة بينهما توطدت بعد مسودة الدستور التى تقدس استقلالية الجيش إلى درجة تتجاوز حتى أيام مبارك. متابعا بأنه وضع قد يجعل الجنرالات يترددون فى التخلِّى عن القوى العلمانية الراغبة فى إعادة صياغة الدستور. وتابع قائلا إن كلا الطرفين يتطلع إلى الجيش أن يقرر مستقبل البلاد حيث عجز كلاهما عن التوصل إلى ذلك فى ما بينهما. واصفا الأزمة بأنها «لحظة فارقة» لجماعة الإخوان التى تبدو منقسمة حول كيفية الاستجابة، حيث يرى البعض فى الاحتجاجات فرصة لقمع المعارضة، وآخرون بمن فيهم مرسى يدعون إلى ضبط النفس. من جانبها قالت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية فى تقرير بعنوان «الدماء تُسفك فى معركة مؤيدى الرئيس المصرى ومعارضيه»، إن عدم الثقة والعداء بين الإسلاميين ومعارضيهم العلمانيين شوّش على نتيجة المرحلة الانتقالية إلى الديمقراطية.
شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية قالت إن الإخوان متهَمون باستئجار عصابات لاغتصاب النساء وضرب المتظاهرين. ونقلت عن ماجدة عدلى، مديرة مركز «النديم» لحقوق الإنسان، ما قالته فى حوار مع تايمز البريطانية «اعتقد أنه يتم استئجار بلطجية للقيام بذلك. يتبع الإخوان المسلمون نفس الاتجاهات السياسية التى كان يتبعها مبارك». وأضافت «فوكس نيوز» نقلا عن «تايمز»، أنه تم الاعتداء على فتاة تُدعَى ياسمين كانت تصوِّر الاحتجاجات، من قِبل 50 رجلا أحاطوا بها وبدؤوا فى تمزيق ملابسها والتحرش بها جنسيا. الفتاة قالت إنها تعانى من إصابات داخلية وإنها أصبحت عاجزة عن الحركة لمدة أسبوع. صحيفة «ديلى ميل» البريطانية قالت فى هذا الصدد إن معظم الاعتداءات كانت تحدث فى المساء، حين يكوّن رجال سلسلة بشرية حول النساء ويبدؤون الاعتداء عليهن. ونقلت عن حوار لها مع رجلين أنهما تقاضيا أموالا نظير الاعتداء على النساء فى المظاهرات. مضيفة نقلا عنهم «طلبوا منا أن نخرج ونتحرش جنسيا بالفتيات حتى يغادرن الاحتجاجات».
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قالت إن مصر تشهد الاشتباك الكبرى منذ الثورة المصرية، مضيفة أن المعركة التى وقعت أمام القصر الرئاسى تسلّط الضوء على الانقسام الإسلامى-العلمانى فى مصر.