استيقظت يومها مبتهجًا وشغوفًا كالطفل الذي عنده رحلة مع المدرسة فاستيقظ حتي قبل أن يرن المنبه، واعتذرت عن أي مواعيد بعد الواحدة صباحًا وجلست في الواحدة إلا خمسة أمام التليفزيون وبجواري سجايري وأمامي منقنقات وسناكس ومياه. وفي حوالي الثالثة صباحا انتقلت الكاميرات من حول السجاجيد الحمرا الأصلي بتاع بلده إلي داخل المسرح المرصع بالنجوم المضيئة الجالسة بكامل رونقها وروحها الخاصة جدا فوق الكراسي بالقاعة وقد تفوق بريقهم بالضربة القاضية علي بريق الأضواء القاعة الكهربائية.. وبدأ النجمان يتباريان في إطلاق القفشات التلقائية المصنوعة وكان حفلا بسيطا بزيادة مينفعش يتقال عليه مبهر قوي إلا لو وضعت أتخن مهرجان عربي في حالة مقارنة ظالمة مع ما يقدمه بإخلاص وتفاني الخواجة «أوسكار» أو الخواجة العظيم «كان» أو ابن عمه الخواجة «برلين» لا سمح الله وجلست أتابع الروح الأمريكاني ذات النكهة الخاصة وأنا مبسوط ومش متضايق خالص بترقب وأنا بأعمل مع نفسي مراهنات علي الأفلام التي سوف تفوز في جوانب معينة وأفرح عندما أجد أن أي من الأفلام اللي بأشجعها مرشح في أي فرع من فروع الفن السابع، وأتغاظ عندما أجد أن فيلم إسرائيلي مترشح وأستفز عندما أشعر بالرغبة في أن أري هذا الفيلم لأن إعلانه الذي تم تقديمه في إطار الحفل شدني، وأفرح عندما لا يفوز الإسرائيليين بالجائزة ويتفوق عليهم الخواجة الأرجنتيني ثم أرجع وأقول لنفسي: والنبي تتنيل علي خيبتك ده أنت معندكش في بلدك أفلام صالحة للعرض في مهرجان بلدك «واستمرت لعبة المراهنات بيني وبين نفسي تتصاعد مع تصاعد ترتيب الجوائز بحرفنة تجعلك مش عايز تغير المحطة من غير ما ستيف مارتن يمنعك من إنك تمسك الريموت ولا الخواجة بلدوين ينذرك بأنك مش تقدر تغمض عينيك. بس فيه مشكلة كبيرة عكرت عليا صفو كل ده تقريبًا خسرت كل المراهنات وبقيت شاعر بظلم بين بيقع علي نجوم كتير بدون أي هدف فني وعلي رأسهم الخواجة جيمس كاميرون اللي قعدوا يشتغلوه من أول الحفلة وهو الذي أصبح الحديث السينمائي الأول للكرة الأرضية، ومع فتح كل ظرف وإعلان اسم فائز جديد تحس إن الخواجة كاميرون ده اتدلق علي دماغه جردل مياه وسخة. دول حتي اشتغلوه بالأمريكاني علنًا كده علي أنه زمانه منكاد ومفروس علشان كاترين بيجلو كانت متجوزاه، يعني فيه بينهم ضديات وهي عماله تقش في جوايز وبتطلع له لسانها من «خزانة الألم» والغريبة إن فيلمها لم يجذبني إعلانه واستفزتني فكرته التي تدور حول معاناة الجنود الأمريكان «يا عيني» من اللي حصل لهم في العراق.. لا مؤاخذه يا خواجة أنا كده هاقول لك كلمة قبيحة. عموما وبصراحة الجوايز كلها كانت مستفزة جدًا بالنسبة لي وشميت فيها ريحة مؤامرة من بتاعة مهرجان إسكندرية وخفت علي روحي لتكون الأوضاع العامة أصابتني أنا كمان بمرض نظرية المؤامرة. مش عارف بصراحة بس أنا لقيت روحي الساعة سبعة ونص الصبح متغاظ وبأهين عم أوسكار في سري بأحقر الألفاظ وبأقول له وأنا بأروح في النوم: «.... حتي أنت يا خواجة ؟!!»