في محاولة أخيرة ويائسة لإقناع القوى التى جمدت عضويتها بالتأسيسية تمهيدا لإعلان انسحابها منها، للرجوع مرة أخرى ومواصلة عضويتها بها، تعقد اليوم السبت جلسات يرعاها أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط ومحمد محيي الدين عضو الجمعية ممثلا عن حزب غد الثورة مع عدد من الذين وقعوا على بيان التهديد بالانسحاب من الجمعية. غير أن مصادر أكدت ل«الدستور الأصلي» أن تلك الاجتماعات التى عقد واحد منها الأربعاء الماضى لم تصل حتى الآن إلى أى نقاط اتفاق مع إصرار القوى المدنية على مطالبها التى جاءت ببيانهم الذى سلموا نسخة منه إلى المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية، التى من أهمها عدم الاعتراف بالمواد التى أقرتها الجمعية خلال جلساتها الأسبوع الماضى، وكذلك مد العمل بالجمعية وعدم التعجل فى الانتهاء من الدستور وإعادة تشكيل لجنة الصياغة المصغرة.
المصادر أشارت إلى أن العرض الذى تقدم به أبو العلا ماضى بإضافة أحد أفراد القوى المدنية للجنة الصياغة المصغرة لم يلق قبولا إضافة إلى الإصرار على باقى المطالب.
من جانبه، نفى عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمتحدث باسم القوى المنسحبة من الجمعية فى تصريحات خاصة ل«التحرير» إجراء أى مفاوضات من جانبه مع أى من أعضاء الجمعية، مشيرا إلى أن الوضع كما هو عليه، قائلا «مافيش أى مفاوضات جارية ولم تجر أى اتصالات حتى الآن». وهو نفس ما ذهب إليه عضو اللجنة الفنية المعاونة للجمعية الدكتور حسن نافعة الذى أكد أنه حتى الآن لم يطرأ أى تغير حول موقفهم، مضيفا ل«الدستور الأصلي» أنهم مصرون على أنه لا عودة إلى الجمعية إلا بعد تنفيذ مطالبهم، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا للقوى المدنية المنسحبة اليوم للتشاور حول آليات العمل فى المرحلة الحالية، وموقفهم من الجمعية بعد الانسحاب قائلا «حتى الآن لم يحدث شىء جديد فى موقفنا».
هذا ومن المتوقع أن يعقد أعضاء التيار المدنى بالتأسيسة مؤتمر صحفيا للإعلان عن موقفهم النهائى من عضويتهم بالجمعية الذى من المرجح أن يكون بالانسحاب نهائيا من الجمعية، خصوصا مع تعنت رئيس الجمعية والأغلبية الإسلامية بها إزاء مطالب أعضاء التيار المدنى، وهو ما يعنى صداما سينتهى بالانسحاب نهائيا من الجمعية، وفتح الباب لإسقاطها بعدما وقع 25% من أعضاء الجمعية من القوى المدنية على بيان انسحابهم من الجمعية، ورفع مطالبهم لرئيس الجمعية لتنفيذها وإلا سيعلنون انسحابهم النهائى فى موعد غايته غدا الأحد 18 نوفمبر.
وفى سياق مواز لقضية انسحاب القوى المدنية من التأسيسية، تعقد لجنة نظام الحكم بالجمعية اجتماعا اليوم لمناقشة باقى مواد الباب استعدادا لطرحه على الجلسة العامة بالجمعية التى بدورها ستستكمل غدا الأحد باقى مواد باب الحقوق والحريات، التى انتهت من نصف مواده تقريبا فى جلسة الأربعاء الماضى، والتى كان حضورها من أعضاء تيار الإسلام السياسى فقط.