«الانفلات الأمني يصل إلى الشاشة الصغيرة».. قد يكون هذا هو العنوان الأنسب للحالة التى تعيشها القنوات الفضائية في الوقت الحالى، خصوصا بعد ظهور مجموعة من القنوات الفضائية الجديدة، والتى تُبث عبر القمر الصناعى الأردنى «نور سات»، تقوم بعرض محتوى مسروق من الإنترنت. قبل الحديث عن تفاصيل ما يحدث على شاشة تلك القنوات، يمكننا أن نتذكر تفاصيل عرض فيلم «إكس لارج» لأحمد حلمي ودنيا سمير غانم على فضائية تحمل اسم «البيت بيتك»، وهو الفيلم الذى عرض قبل عام فى دور العرض المصرية، وهو ما فاجأ الجميع، خصوصا أن الفيلم لم يتم تسويقه من قِبل منتجه على القنوات الفضائية بعد، لكن بمجرد أن تشاهد الفيلم عبر القناة ستكتشف أن نسخة الفيلم تم القرصنة عليها، ومسروقة عبر الإنترنت.
الحقيقة «البيت بيتك» ليست القناة الوحيدة التى تقوم بتلك المهمة الغريبة، لكن لها أكثر من قناة زميلة منها «توك توك» و«LCD»، حيث يتم السطو بمنتهى السهولة على الأعمال الفنية، وعرض نسخ قليلة الجودة لها من على شبكة الإنترنت.
أحد المصادر بالشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» أكد أنه لا علاقة لهم بتلك القنوات، خصوصا أنه تبث عبر القمر الصناعى الأردنى «نور سات»، وأن ذلك القمر فقط متعاقد مع «نايل سات» ويستأجر مدة زمنية منه، وأضاف نفس المصدر «أما عن محتوى ما يتم تقديمه عبر القنوات التى تبث على قمر (نور سات) فهذا يرجع إلى التعاقد المبرم بين ملاك القنوات وبين (نور سات)، مشيرًا إلى أن القمر لا يهتم بالمحتوى وماذا إذا كانت القنوات تمتلك الحق فى عرضه أم لا، وأن الحل فى الوقت الحالى فى يد المتضررين وعليهم اللجوء إلى القضاء من أجل استعادة حقوقهم».
المنتجون من جهتهم هم أكثر جهة متضررة مما يحدث من عرض تلك الأفلام، ليس هذا فحسب، لكن محاولتهم أيضا استعادة حقوقهم مهددة بالفشل، فقد أكد مصدر من داخل شركة «الأخوة المتحدين» المنتجة لفيلم «إكس لارج» أنهم فى الوقت الحالى يحاولون معرفة ملاك تلك القنوات الفضائية من أجل مقاضاتهم، مشيرًا إلى أن قمر «نور سات» لم يمدهم بأى معلومات حول هوية الملاك، رافضًا الإفصاح عن بيانات عملائه، وأنهم فى الوقت الحالى يقومون بمحاولات من أجل معرفة معلومات حول الملاك، من أجل مقاضاتهم.
مؤكدًا أن ما يحدث هو ضرب لتسويق الفيلم عبر القنوات الفضائية، يجعل الشركة تخسر ما يقارب العشرين مليون جنيه، خصوصا أن بعض القنوات تتعاقد على العرض الأول للفيلم، وتتعاقد على إعلانات تجارية من أجله، وهو ما يتم ضربه تماما حينما تقوم تلك القنوات بعرض المحتوى المسروق قبل عرض النسخة الرسمية على الفضائيات المتعاقدة قانونا مع الشركة.
محمد السبكى يعد أحد المنتجين الذين لم يتأثروا بتلك الظاهرة، وذلك بعد أن قام بإطلاق قناة «تايم السبكى» ليقوم بعرض أفلامه التى يطرحها فى دور العرض، وذلك بعد فترة من رفعها من دور العرض، ومن بين تلك الأفلام «الفيل فى المنديل» لطلعت زكريا، وكذلك فيلم «بون سواريه» لغادة عبد الرازق.