استمرت أزمة السولار داخل محطات التموين بالقاهرة والمحافظات، مما أدي لظهور ضباط وأمناء الشرطة في عدد من محطات التموين لتسيير حركة التموين في مدينة 6 أكتوبر، حيث أكد أحد العاملين بها أنه تم اللجوء لرجال الأمن للتدخل بعد توافد سائقي القاهرة والجيزة علي محطات التموين بالطريق الدائري، مما أدي للتكدس ونشوب المشاجرات، واستخدام الشماريخ من جانب بعض السائقين للحصول علي كميات بالقوة، وأشار مقاول بناء إلي توقف عمل أغلب المعدات بسبب نقص السولار مما يؤثر بدوره في مواعيد التسليم. من ناحية أخري، أكد وكلاء محطات التموين النقص الشديد في الكميات الواردة من شركات التوزيع، وقال وكيل إحدي محطات الطريق الزراعي: كنا نحصل علي 40 ألف لتر كل يومين، وتكفي بالكاد، وخلال اليومين الماضيين اتصلت بشركة مصر للبترول أكثر من مرة، ولم أستطع الحصول إلا علي نصف هذه الكمية، والمسئولون داخل الشركة يؤكدون نفاد الكميات لديهم، وقال وكيل إحدي محطات الطريق الصحراوي ببني سويف أسيوط: طلبت شحنة مكثفة منذ يومين قدرها 100 ألف ولم يصل لي رد حتي الآن، والمخزون لدي سينتهي صباح غد علي أقصي تقدير. كما أشارت مصادر داخل شركات التوزيع إلي وجود أزمة في توافر ناقلات التوزيع التابعة لشركة «السهام» بسبب الضغط الشديد من جانب الوزارة لنقل كميات مناسبة إلي محافظات الصعيد بأسرع وقت. من جهة أخري، قرر عدد من سائقي الميكروباص العاملين علي خط التحرير نهاية فيصل التوقف عن العمل لعدم توافر السولار، وأكد السائقون أنهم توقفوا عن العمل نهائياً لعدم وجود السولار في أي من المحطات القريبة منهم، مما يجبرهم علي الذهاب لمحطات بعيدة علي الطريق الدائري، ويقفون أمامها في طوابير ساعات طويلة، مشيرين إلي وقوع مشاجرات علي أسبقية الحصول علي السولار. يأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه محطات البنزين التي تبيع السولار في أحياء القاهرة والجيزة تزاحماً شديداً، ووقفت أمامها سيارات ميكروباص وأتوبيسات خاصة في انتظار الحصول علي السولار، وأكد سائقون أنهم يفكرون في الدخول في إضراب شامل عن العمل لحين توفير السولار، مؤكدين أن هذه الأزمة تحدث كل عام لكنها لم تكن كبيرة بهذا الشكل. في نفس السياق، تمكنت مباحث القاهرة من إلقاء القبض علي مدير محطة بنزين وصاحب شركة مقاولات أثناء قيامهما ببيع كميات كبيرة من السولار في السوق السوداء بعد تجميعها من محطات البنزين. وكانت معلومات قد وردت للعقيد «حسني زكي» بإدارة مباحث التموين تفيد بقيام «رمضان عبدالغني الروبي» 32 سنة مدير محطة أوبل ليبيا بالطريق الدائري دائرة قسم مدينة نصر ببيع جزء من الحصة الواردة إليه إلي «هاني عبدالمقصود» 34 سنة في السيارة رقم 649 «فنطاس»، وتبين أن مدير المحطة امتنع عن بيع السولار للمواطنين تمهيداً لبيعه في السوق السوداء. وفي البحيرة، مازالت أزمة اختفاء السولار تتصاعد، حيث خلت لليوم الرابع محطات البنزين بمدينة دمنهور من السولار، مما أدي إلي خلو محطات البنزين من السيارات تماماً ما عدا السيارات الملاكي والخاصة، وازداد الزحام علي محطات التموين الواقعة علي جانبي طريق دمنهورالإسكندرية الزراعي. وتصاعدت الأزمة حتي وصلت إلي التوقف شبه التام للعديد من سيارات الهيئات والإدارات الحكومية عن العمل وتوقف بعض خطوط المواصلات الداخلية. وفي مدينتي حوش عيسي وأبوالمطامير شهد الطريق الرابط بين مدينة دمنهور والمدينتين تعطل العديد من سيارات النقل وأتوبيسات نقل المواطنين تماماً لقلة عدد المحطات علي الطريق واختفاء السولار منها. وتشهد محافظة المنيا أيضاً أزمة حادة في نقص السولار من جميع محطات البنزين، مما تسبب في توقف حركة المرور في جميع أنحاء المحافظة وتعطيل مصالح المواطنين سواء موظفين أو دارسين. وشهدت محطات تموين السيارات بسوهاج، خاصة الموجودة بالطريق الغربي نقصاً كبيراً في السولار خلال اليومين الماضيين، حيث تكدست السيارات أمام محطات الخدمة، ففي محطة بنزين طريق سوهاج الدير بالجبل الغربي بلغ طول طابور السيارات أكثر من 100 سيارة من الجانبين. من جهة أخري، حذر «إبراهيم حسيب» سكرتير عام الشعبة العامة للمخابز ورئيس شعبة مخابز الدقهلية من المساس بحصة المخابز من السولار، وقال ل«الدستور»: «طالبت المسئولين بتأمين حصة المخابز من السولار لأنها خط أحمر في الأزمة الحالية». وقال «حسيب»: إن عمل المخابز بالسولار مستمر ودعم الدولة له مستمر أيضاً في الوقت الذي تم توفير فيه قروض لأصحاب المخابز للتحويل للعمل بالغاز، إلا أنه لا يمكن تحويل كل المخابز دفعة واحدة، لذلك لابد أن تكون هناك عدة بدائل لعمل الحد الأدني من المخابز. وقال «السيد عبدالغني» صاحب مخبز : للأسف الشديد سمعنا عن حدوث أزمة في السولار قبل ظهور الأزمة بعشرة أيام، وبالرغم من ذلك فلم يتحرك أحد من المسئولين لزيادة كميات السولار أو الدستور محافظاتتوفير حصص استراتيجية منه لدي الأفران حتي نتخطي الأزمة.