واصل "مهرجان عكاظ" تقديم برنامجه الثقافى بساقية عبد المنعم الصاوى، والذى يقام فى الفترة من 31 أكتوبر وحتى 9 نوفمبر الجارى، تقديم فعالياته، حيث قدم لقاء ثريا حول "ملامح الأدب العربى المعاصر" ، وكان ضيفا الندوة كلا من الدكتور سيد البحراوى أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والروائى يوسف نبيل ، وأدار اللقاء أحمد عبدالجواد مدير تنظيم المهرجان. وقال الدكتور سيد البحرواى فى سياق كلمته خلال الندوة إن تنوع ألوان الأدب المعاصر من القصة والشعر والرواية أمر يجب الوقوف عنده ، مشيرا إلى أن الحركة الأدبية تشهد تطورا كبيرا ، فيما اعتبر الشعر أكثر أنواع الأدب تطورا لقدرته على التعبير عن الأحداث، وظهر ذلك واضحا فى العديد من القصائد التى قيلت عن الثورة المصرية والكثير من الشعراء الذين كان الميدان منبت شعرهم.
وأضاف أن الرواية شهدت أيضا تطورا كبيرا فى المرحلة الأخيرة، وظهرت العديد من الروايات التى تحمل صورا خيالية وأدبية قيمة.
وعن الرواية الخاصة ب "يوسف نبيل" ضيف الندوة وهى رواية "مياه الروح" قال البحراوى، إنها تعد من أهم الأعمال التى كتبت عن الثورة المصرية وتحمل معان أدبية عميقة كما أنها تشير إلى كاتب وروائى موهوب ظهرت موهبته فى الغوص داخل الإنسان وقدرته على فهم الذات الإنسانية بشكل عميق وخصب كما استخدم خيالات وإيحاءات تناسب الأدب المعاصر.
من جانبه ، قال يوسف نبيل صاحب رواية "مياه الروح" إن الرواية جاءت معبرة عن الثورة المصرية، ولكنها تعبر عن الذات الإنسانية لأنى لاحظت أن جميع الأعمال التى كتبت بعد الثورة كتبت عن جوانب الثورة السياسية ولم يشر أحد فى كتاباته إلى جوانبها الإنسانية، وهذا هو ما حرصت على عمله داخل الرواية.
وأضاف أن البطل الأساسى الذى تقوم عليه أحداث الراوية هو نموذج لرجل الدين وفكرة أنه مراقب من جميع الجهات "الحكومة والمجتمع والناس"، فكل تصرفاته تحت بصر الجميع، ولذلك فعليه من وجهة نظرهم ألا يخطئ فى شىء.
وتابع قائلا: الرواية توضح هذا الضغط والصراع الذى يقع عليه والذى لا يبوح بما فى داخله إلا وهو تحت تأثير التخدير، ثم تدور أحداث الرواية حول اكتشافه لنفسه نتيجة لبوحه لما يدور فى داخله، وهذا ما أردت أن أعبر عنه فى روايتى أن الذات الإنسانية لها حق كبير فى التعبير عن الرأى والحرية حتى تستطيع استكمال الحياة.