.. عنوان الفيلم الذى يعتبر الأول من نوعه الذى رصد أوضاع اليهود فى مصر بهذه الدقة، حسب وصف الروائى إبراهيم عبد المجيد الذى حرص على حضور عرض العمل مساء أول من أمس (السبت) فى سينما جلاكسى، يدور الفيلم الوثائقى عن حياة الطائفة اليهودية فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين حتى خروجهم الكبير بعد العدوان الثلاثى 1956، العرض جاء ضمن وقائع بانوراما الفيلم الأوروبى فى دورتها الخامسة، وهو من إخراج أمير رمسيس، وقد حضره عدد كبير من المهتمين بالسينما بالإضافة إلى الجمهور العادى، واعتبره النقاد محاولة للإجابة عن أسئلة تتعلق بالتغيير فى الهوية المصرية التى كانت يوما ما نموذجا للتسامح وقبول الآخر وكيف تغيرت تدريجيا بسبب الخلط بين الدين والسياسة. اللافت للنظر أن الإقبال على الفيلم سبّب أزمة لدى الحضور والمنظمين، خصوصا أن عدد الجمهور كان أكبر من استيعاب القاعة، مما اضطر المنظمين إلى إقامة ثلاثة عروض بشكل متتالٍ، ومع ذلك كان الزحام سببا أساسيا فى انسحاب عدد من الحضور دون مشاهدة الفيلم، بينما كان من أبرز الحضور المخرجان يسرى نصر الله ومحسن أحمد والسينارست بشير الديك، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، وبسمه وكندة علوش، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، وعضو مجلس الشعب المنحل عمرو حمزاوى، والسياسيى البارز محمد أبو الغار، والمخرج الشاب محمد حمدين صباحى، وفى الندوة التى أقيمت بعد انتهاء العرض الثانى للفيلم تحت إدارة الكاتب إبراهيم عبد المجيد حرص مخرج الفيلم خلالها على تأكيد أنه يرفض التطبيع مع إسرائيل ولكنه مع حق عودة اليهود المصريين إلى بلدهم، بعد طردهم منذ منتصف الخمسينيات فى القرن الماضى، مشددا على أن أمر عودتهم قرار يملكه القضاء المصرى، وأضاف: «ونحن يجب أن لا نحمل أى عداء شخصى لأى يهودى يريد العودة إلى بلده، فأنا تربيت على أفلام يوسف شاهين وفى الفترة التى كان المجتمع لا يفرّق فيها بين الديانات»، بينما أكد إبراهيم عبد المجيد من ناحيته أن هذا الفيلم هو أول عمل يتناول قضية اليهود فى مصر بهذا الشكل، وأضاف أن ما حدث مع اليهود فى الخمسينيات غلطة دفعنا ثمنها غاليا، أدت إلى توغل الكيان الذى سُمِّى بإسرائيل، كما أشار إلى أن الإعلام زرع فينا أن كل يهودى جاسوس وهو صهيونى، مشبها التعذيب الذى تعرض له اليهود فى الخمسينيات على يد القوات الأمنية بأنه لا يختلف كثيرا عن أساليب التعذيب التى يتبعها جهاز أمن الدولة، واختتم كلامه قائلا: «اليهود تعرضوا للتعذيب وكان إلى جانبهم أيضا وفى نفس الموقف الإخوان المسلمون والشيوعيون».