لقد أوصى نبى الرحمة صلوات الله وتسليماه عليه بإخواننا الأقباط ومن هذه الوصايا أنه قال ما روته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى عند وفاته فقال: "الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله" (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ج10 ص62، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا". وفي رواية أخرى : إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط (القيراط: جزء من أجزاء الدرهم والدينار وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به، بل هم لا يزالون كذلك بالنسبة للمساحة والصاغة وغيرها، وكل شيء قابل لأن يقسم إلى 24 قيراطًا)، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحمًا"، أو قال: "ذمة وصهرًا" (الحديث بروايتيه في صحيح مسلم رقم (2543)، باب وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأهل مصر، وفي مسند أحمد ج5 ص174.
والرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يجعل هنا للقبط من الحقوق أكثر مما لغيرهم، فلهم الذمة أي عهد الله ورسوله وعهد جماعة المسلمين وهو عهد جدير أن يُرعَى ويُصان . ولهم رحم ودم وقرابة ليست لغيرهم، فقد كانت هاجر أم إسماعيل أبي العرب المستعربة منهم بالإضافة إلى مارية القبطية التي أنجب منها عليه الصلاة والسلام ابنه إبراهيم .
وبعد كل هذا يأتى بعض المارقين والفاسدين المفسدين من عبًاد الشيطان ممن يطلقون على أنفسهم أقباط المهجر وأقباط مصر والمسيحية منهم براء يتطاولون على حضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذى أوصانا بهم وبغيرهم خيراً ، بل أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل فى إخواننا المسيحيين قرآناً يتلى يوضح مدى علاقة الود والحب التى تجمع بين المسلمين وإخوتهم المسيحيين فقد قال سبحانه وتعالى :
ثم يأتى أمثال موريس صادق ، عصمت زقلمة ، وتيرى جونز لعنة الله عليهم و على من والاهم وإنتهج نهجهم يحاولون الإساءة لسيد العالمين الذى قال ربه فيه :- ( والله يعصمك من الناس ) ولا يعلم هؤلاء المرتزقة الجهلة أن مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أشرف وأرفع من أن يناله أحد فكلما حاول هؤلاء الكفرة الفجرة وأقول الكفرة الفجرة لأن مثل هؤلاء لا دين لهم ولاعهد ولا ذمة فلو كانوا مسيحيين حقاً ما كانت تصدر منهم هذه القباحات وأين هم من دين عنوانه ( الله محبه ) ؟؟
فكلما تطاول أحد من هؤلاء الزنادقة على شخص النبى الكريم كلما رفع الله من قدره ، أفلا يرى هؤلاء الخّراصون أن العالم كله ينتفض مسلمين وغير مسلمين دفاعاً عن رسول الله ذاكرين أفضاله ومحاسنه وخلقه وأفعاله وتعاليمه وأقواله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم التى لاتعد و لاتحصى ، وهو ما يدفع الكثيرين للدخول مؤمنين بعقيدة كاملة فى دين الله أفواجا .
حقاً ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) صدق الله العظيم . أود أن أؤكد أننى على يقين كامل أن إخواننا الأقباط شركاء الوطن يرفضون ويلعنون كل من ساهم فى عمل ونشر ذلك الفيلم المسيئ للرسول صلوات الله وسلامه عليه ، فكيف لمن كانوا دائما و أبداً إخواننا فى السراء والضراء أن يقبلوا مثل ذالك السقوط الذى يسيئ إليهم قبل أن يسيئ إلى المسلمين ، وكما يعلم الجميع أن أقباط مصر هم أكثر مسيحيي العالم تديناً فالمسيحى المصرى متمسك بدينه وتعاليمه أكثر من أى مسيحى آخر ، ومن يتمسك بتعاليم دينه لا يمكن أن تكن هذه أخلاقاه وأفعاله .
إن من يطلقون على أنفسهم أقباط المهجر ما هم إلا قلى مرتزقة تريد إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بزعم أنهم يدافعون عن حقوق أقباط مصر . إنهم يريدون تقسيم مصر وتمزيقها . يريدون لأمريكا رأس الشر فى العالم أن تجعل مصر ولاية تابعة لها .إنهم لا يبحثون عن حقوق الأقباط ومصالحهم ، بل يبحثون عن تضخم ثرواتهم جراء إشعال الفتن . إنهم يسعون لإسقاط مصر من أجل حفنة من الدولارات القذرة . لذا فإنه يجب القبض على هؤلاء الحثالة ومحاكمتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ، فلا يكفى إسقاط الجنسية عن هؤلاء .كما أننى أطالب الكنيسة المصرية وعلى رأسها الأنبا باخوميوس بإصدار بيان إعتذار لكافة مسلمى العالم وإعلان موقف الكنيسة الرسمى مما حدث. كما أننى أطالب شعب مصر بأكمله المعروف بفطنته بؤأد تلك الفتنة التى يسعى هؤلاء القذرة الفجرة إشعالها فى ربوع مصر . كما أننى أطالب الرئيس مرسى بطرد كل من السفير الأمريكى والهولندى .كما أننى أدعو كل مسلمى العالم بمقاطعة المنتجات الأمريكية والهولندية . أسأل الله أن يصون مصر وأبنائها من كل مكروه وسوء وأن يكفينا جميعاً شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعل كيدهم فى نحورهم . اللهم آمين .