كريستيان ساينس مونيتور: البرادعي يريد تغييراً لم تشهده مصر منذ قيام ثورة يوليو محمد البرادعى ما زالت حالة الحراك والجدل السياسي التي خلقها محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية - منذ عودته للعمل السياسي بالقاهرة منذ أسبوعين وتأسيسه الجبهة الوطنية للتغيير تلقي بظلالها ليس علي الشارع المصري وحده وإنما علي الرأي العام الدولي، حيث ما زالت الصحافة العالمية تتحدث عن عودة البرادعي وإمكانية ترشحه للرئاسة ومنافسته المحتملة للرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ أكثر من 28 عامًا، فما بين وصفه بالبطل ووصفه بمن يطلب «لبن العصفور» من النظام أبرزت الصحف العالمية أخبار البرادعي بوصفه التجربة الفريدة في النظام السياسي المصري. صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أعدت تقريرًا رصدت فيه الظروف السياسية في مصر والمنافسة المحتملة من محمد البرادعي للرئيس مبارك، حيث استهلت الصحيفة الأمريكية تقريرها مؤكدة أن المصريين أصبحوا يرون في الرئيس مبارك «الفرعون الأخير»، وأن المصريين بدأوا من الآن الحديث حول الرئيس المحتمل لمصر في حالة غياب الرئيس مبارك أو اتخاذه قرارًا بعدم ترشحه للرئاسة. وقالت الصحيفة الأمريكية إن محمد البرادعي هو الاسم الوحيد حاليًا الذي ما زال محتفظًا بموقفه من مسألة المنافسة علي موقع رئيس الجمهورية، خاصة مع صعوبة الترشح لهذه الانتخابات بسبب القيود التي وضعها النظام، مشيرة إلي أن جمال مبارك هو المرشح الحالي الأوفر حظًا بسبب هذه القيود وبسبب دعم الدولة له لأنه أمين لجنة السياسات في الحزب وكذلك نجل رئيس الجمهورية علي الرغم من أنه لا يحظي بأي شعبية بين المصريين وبالرغم من المحاولات المستميتة من جانب النظام لمنحه بعض الشعبية من خلال إرساله لحضور مباريات كرة القدم. وأضافت كريستيان ساينس مونيتور أن البرادعي يريد أن يحقق طفرة تغيير في النظام المصري لم تشهدها الدولة منذ قيام ثورة يوليو في الخمسينيات، فهو يطالب بضمانات للنزاهة والديمقراطية وهي كلها مؤشرات تؤكد أن البرادعي لا يطالب في الأساس بأن يصبح رئيسًا للجمهورية وإنما يطالب بأن تتحول مصر إلي دولة ديمقراطية، وهو ما لا يبدو أن مبارك ونظامه علي استعداد لتحقيقه في مصر. من جانبها، قالت شبكة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأمريكية في تقرير لها إن البرادعي بصدد تحقيق تجربة جديدة وفريدة من نوعها في السياسة المصرية، مشيرة إلي أن حالة الحراك السياسي التي تمكن البرادعي من خلقها في مصر جعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمل في أن يشهد الشارع السياسي المصري حراكًا أكثر حيوية ومنافسة قوية تفيد المصريين، وتمكنهم من ممارسة حقوقهم السياسية التي يكفلها لهم الدستور الذي عدله الرئيس مبارك في 2007. وأبرزت الشبكة الإخبارية الأمريكية الشهيرة - التي يزورها أكثر من 2.5 مليون زائر يوميًا- تصريحات لمسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية أكدوا فيها أن الجدل في الشارع المصري حاليًا من شأنه أن يخلق حالة سياسية أكثر شمولية في مصر وهي الحالة التي ستكون سببًا في مشاركة المزيد من المصريين في الحياة السياسية والتي ستؤدي في النهاية لتشكيل مستقبل أفضل للحكم في مصر. أما مجلة فوربس الأمريكية فقد أكدت أنه إذا كانت فرص الدكتور محمد البرادعي للترشح للانتخابات الرئاسية ومنافسه الرئيس مبارك أو ابنه في 2011 ما زالت ضعيفة للغاية بسبب القواعد المجحفة والشروط التي وضعها النظام لتقييد حرية المواطنين في الترشح، فإن هناك إنجازًا أكبر استطاع البرادعي أن يحققه لدي عودته من مهمته الدولية إلي مصر، ألا وهي منح الأمل للمصريين وإعادة المحبطين إلي صفوف العمل السياسي. وذكرت المجلة الأمريكية أن محمد البرادعي أراد أن تكون مشاركته في الحياة السياسية في مصر علي أساس سليم وهو ما جعله يدعو لدي عودته إلي المزيد من الضمانات لنزاهة وحرية الانتخابات، إلي جانب تغيير قواعد الترشح التي فرضها النظام في التعديل الدستوري الأخير في 2007، ومع ذلك فقد احترم هذه المطالب ولم يعلن أنه سيرشح نفسه لمنافسة مبارك في الانتخابات المقبلة طالما أن الظروف السياسية غير نزيهة. وأكدت المجلة الأمريكية أن مطالب البرادعي لن تلقي صدي لدي نظام الرئيس مبارك الذي لن يغامر بتعديل الدستور، وبالتالي فقد أصبح البرادعي كمن يطلب من النظام أن يمنحه «لبن العصفور»، وهو ما جعل النظام يفتح عليه النار من جبهات عديدة خاصة وسائل الإعلام الحكومية التي حاولت تشويه صورة البرادعي بكل الطرق للحد الذي دفعها لوصفه بأنه «جاسوس» للولايات المتحدةالأمريكية.