بعد أن انتهت مرحلة فارقة من تاريخ مصر، وانتهاء دور المجلس العسكرى الذى حكم مصر خلال الفترة الانتقالية، بإحالة المشير حسين طنطاوى إلى التقاعد، تبدو المهمة الأولى أمام وزير الدفاع الجديد الفريق عبد الرحمن السيسى، هى تشكيل مجلس عسكرى جديد، وحسم مصير تشكيله وإعلان الذين سيحتفظون بمقاعدهم فيه. ووفقًا لنظام القيادة فى المؤسسة العسكرية فإن الأقدمية تسبق فى اختيار القيادات، ولا قيادة لقائد على من يسبقونه فى الخدمة، الاستثناء الوحيد للرتبة الأعلى، وهذا هو سبب منح اللواء عبد الفتاح السيسى ترقيتين من لواء إلى فريق أول حتى يكون أعلى من القادة الذين سيختارهم فى تشكيل المجلس الجديد، الذى سيضم قادة الأفرع الرئيسية، القوات البحرية والجوية والدفاع الجوى، وجميعهم يُمنحون رتبة الفريق بمجرد تعيينهم فى قيادة الأفرع الرئيسية.
وإلى جانب مقاعد القادة الثلاثة فإن التشكيل الذى بدأ به المجلس الأعلى للقوات المسلحة عند قيادة البلاد فى مطلع 2011 يختلف عما انتهى إليه قبل حله من الرئيس، حيث كان المجلس العسكرى يتشكل من 19 قائدًا عسكريًّا، إضافة إلى رئيسه المشير حسين طنطاوى ونائبه الفريق عنان، وهؤلاء القادة ال19 هم قادة الأفرع الرئيسية الثلاثة البحرية والجوية والدفاع الجوى، وقادة المناطق العسكرية الرئيسية وهى المنطقة الشمالية والجنوبية والغربية والمركزية وقادة الجيوش الميدانية وهى الجيش الثانى والثالث، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة الشؤون المعنوية، وقائد قوات حرس الحدود، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة، وخمسة من القادة من مساعدى وزير الدفاع كانوا الأبرز فى إدارة المرحلة السابقة، وهم اللواء محمد العصار واللواء مختار الملا واللواء ممدوح شاهين واللواء محسن الفنجرى واللواء ممدوح عبد الحق.
وبعد خروج الخمسة الكبار من المجلس وتصعيد قائد الجيش الثالث لمنصب رئيس الأركان سيعيد وزير الدفاع «الحديدى» تشكيل المجلس وتعيين قادة أفرع جدد، وينتظر خروج القادة الذين بلغوا سن التقاعد واحتفظوا بمقاعدهم فى المجلس العسكرى وفقًا للإعلان الدستورى المكمّل، وهم اللواء إسماعيل عتمان المدير السابق للشؤون المعنوية، واللواء حسن الروينى القائد السابق للمنطقة المركزية، واللواء حسن محمد أحمد قائد المنطقة الشمالية السابق، واللواء محمد حجازى قائد الجيش الثانى الميدانى السابق، ويبقى مصير اللواء ممدوح شاهين مهندس قوانين المجلس العسكرى، واللواء مختار الملا، ومحسن الفنجرى غامضًا، فى ظل تعيين اللواء محمد العصار مساعدًا لوزير الدفاع، وعدم تحديد موقف الباقين.