ساعات النهار يقضيها الرقباء فى مشاهدة الحلقات المقبلة، حلقة من هنا وأخرى من هناك وأمامهم أوراق ليدونوا عليها ملاحظاتهم التى سجلوها عبر المشاهدة، هذا هو الحال فى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، حيث أكد الدكتور سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة أنهم تلقوا قبل بداية الشهر بساعات عشر حلقات من أكثر من مسلسل من بينها «باب الخلق» و«عرفة البحر» و«أخت تريز» و«البلطجى»، و«قضية معالى الوزيرة»، من أجل منحها تصاريح العرض على القنوات الفضائية، وأشار سيد خطاب إلى أن السيناريوهات الخاصة بالمسلسلات تم تدوين بعض الملاحظات عليها منها الألفاظ الخارجة، ومراعاة الآداب والعامة، وكذلك مراعاة بُعد الأمن القومى، وأنه بمشاهدة الحلقات فقد التزمت المسلسلات بالملاحظات التى تم تسجيلها فى البداية رغم أنهم لم يشاهدوا سوى ما يقارب عشر حلقات من كل مسلسل، فى ما عدا مسلسل «قضية معالى الوزيرة»، كما أشار خطاب إلى أن مسلسل «أم الصابرين.. زينب الغزالى» عُرض دون حصوله على تصريح من الرقابة، وأنه يعتقد أن إهداء أسرة المسلسل العمل إلى التليفزيون المصرى جاء بغرض أن يخرج المسلسل من دائرة العرض على الرقابة، وأنه من الممكن أن تكون رقابة التليفزيون قد أجازته، وأكد خطاب أن المسلسل يتم تصويره دون الحصول على تصاريح أيضا، خصوصا مع وجود مشكلات مع الورثة وعدم حصول صناع المسلسل على موافقتهم حسب كلامه، ومن جهة أخرى أوضح خطاب أن الملاحظة الأكثر شيوعا أيضا على المسلسلات المقدمة هى ارتفاع الصوت السياسى. بعيدا عن هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، توجَد لجان المشاهدة بالتليفزيون المصرى، التى تجيز المسلسلات التى تعرض على شاشته، وهنا فالرقابة أشد صرامة من ذى قبل، ولنا فى مسلسل «سر علنى» خير مثال، بعد أن طالبت لجان المشاهدة صناعه بحذف مشاهد تدخين البطلات بشكل مستمر من الأحداث، وهو ما تمت الاستجابة له.
الجديد هذه المرة هو الجهة السيادية، التى تابعت كل ما يُعرض فى شهر رمضان قبيل بدايته مع إبداء الملاحظات وتطبيقها قبل أن يُطلّ أبطال الدراما على الشاشة، وكان أول ما تَعرّض لتدخلاتها هو مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» ، ولتعرُّف تفاصيل ما حدث، فلنسترجع أحداث الحلقة الأولى من المسلسل عبر أحد مشاهدها، حينما كان يتم تقديم عادل إمام من قبل السفير، وحينها قال السفير «ضابط... متقاعد» ليجد المشاهد أن الجملة كانت غريبة لأن بين الكلمتين كلمة أخرى محذوفة، هى كلمة «جيش» التى حُذفت من المقطع الصوتى، وذلك وفق ما أكده مصدر مطلع من داخل التليفزيون المصرى، من أن ثلاثة لواءات من المخابرات المصرية، حضروا قبل بدء رمضان بعشرة أيام وطلبوا مشاهدة ما سيُعرَض على شاشة التليفزيون من مسلسلات وبرامج، وأنهم قاموا بكتم الصوت فى كلمة «جيش» التى لم تظهر فى الحلقة الأولى للمسلسل، وهو ما أشار إليه المصدر الذى أكد أنهم قاموا بحذف كل ما يتعلق بالقوات المسلحة.