حمل عدد من أهالي كورنيش المحمودية في الإسكندرية المحافظة وإدارة البيئة مسئولية الحالة المزرية التي وصلت إليها ترعة المحمودية في حين كانت المناطق المطلة علي الترعة من أرقي المناطق بالإسكندرية، حيث وصل سعر المنزل المطل علي الترعة في سنوات ماضية إلي 250 ألف جنيه، بالإضافة إلي بناء واحدة من أكبر الجامعات الخاصة في «جامعة فاروس» بها قبل أن تعاود أكوام القمامة والحيوانات النافقة الاستقرار علي ضفتي الكورنيش حتي تحولت المنطقة إلي مقلب زبالة كبير. وأوضح عدد من السكان في شكوي تقدموا بها إلي إدارة جهاز شئون البيئة ومحافظة الإسكندرية أن المجري المائي للترعة أصبح غير قابل للرؤية بعدما كثرت عليه أكوام القمامة ومخلفات ردم المباني حتي أدي ذلك إلي تعذر حركة المرور في الطريق العمومي الموازي للترعة. وأكد الأهالي أنهم تقدموا بأكثر من شكوي إلي المحافظة والبيئة إلا أن أحدا لم يتحرك لإنقاذ المنطقة من الأزمة التي تتصاعد بسبب أن الطريق لا يمر منها كبار الزوار والمسئولون، مشيرين إلي أن عمليات التطوير جرت وشهدت إزالة التعديات علي جانبي الترعة من عشش ومساكن وبؤر للفساد والتلوث وغيرها، ثم تطهير المجري المائي الذي يمتد لعشرات الكيلو مترات بدءاً من شرق الإسكندرية حتي غربها، وتبطين جانبي الترعة بالحجر الأبيض الجيري بطريقة هندسية رائعة زاد من جمالها المساحات الخضراء المزروعة بالأشجار والنجيلة كي تصبح بعد إنجاز مشروع التطوير مناطق ترفيهية يرتادها المواطنون، لكن فجأة أصيب المشروع ب «السكتة الإدارية» ولم تكتمل مراحل تطهير وتطوير الترعة. الطريف كما يؤكد الأهالي هو وجود شركة أمن وحراسة منوط بها حماية الترعة وضبط المخالفين والمتعدين عليها، تمر بمعدل ساعة في الأسبوع، وأوضح أحد عمال الحراسة «53 سنة» أن رواتب الشركة لا تتعدي 350 جنيهاً، مما يجعله يبحث عن وظيفة أخري، في الوقت نفسه موضحاً أن الشركة تعاني عجزاً في عدد العمال، حيث لا توجد ورديات عمل علي الكورنيش وتكتفي الحراسة بوردية واحدة فقط مدتها 8 ساعات. وأوضح عامل الحراسة أن مهمته تكمن في حراسة المقاعد الموجودة في المساحة الخضراء المزروعة علي جانبي الترعة ومتابعة السلوك العام للجالسين علي المساحة الخضراء خاصة من صغار العشاق. من جانبه تقدم النائب أسامة جادو بطلب إحاطة إلي وزيري الري والتنمية المحلية حول توقف مشروعات التطوير في المجري المائي لترعة المحمودية، موضحاً أن التلوث الحالي وارتفاع أكوام القمامة حرم أربعة أحياء في الإسكندرية من متنزه كانوا يذهبون إليه خاصة من سكان الأحياء الشعبية. وطالب النائب بسرعة استكمال تطهير وتنظيف الترعة، متسائلاً عن سبب توقف مشروعات التطوير وإقامة الجسور علي الجانبين، كما طالب بمحاسبة المسئول عن إهدار الملايين التي صرفت علي أعمال التطوير المتوقفة.