تنصيب محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، رسميا كأول رئيس منتخب لمصر، كان بداية لمرحلة أكثر غموضا من الصراع على صياغة مستقبل الأمة المصرية بعد 6 عقود من الحكم العسكرى.. كانت هذه رؤية صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية، للمشاهد التاريخية يوم السبت، التى تولى خلالها مرسى منصب الرئاسة رسميا يوم السبت.. وقالت «التايمز» إن مرسي تحدث فى خطاب تنصيبه عن «مصر الجديدة» و«الجمهورية الثانية» إلا أن تنصيبه يبدأ فترة من الصراعات داخل مؤسسة الحكم، ولا بد، بالنسبة إلى الرئيس الذى تعهد بإنجاز أهداف الثورة، أن يصارع من أجل انتزاع صلاحياته من الجنرالات الذين حكموا مصر منذ الإطاحة بمبارك، لافتة إلى أنه على الرغم من أن المجلس أحاط تسليم السلطة بهالة ضخمة يوم السبت، فإنه اتخذ خطوة صغيرة وراء الكواليس للتواؤم مع مرسى.. وتشير الصحيفة إلى أن حفل تنصيب الرئيس كان فى حد ذاته يفوح برائحة التوتر، حيث أدى مرسى اليمين الدستورية على غير رغبته أمام محكمة عيَّن مبارك قضاتَها، بعد أن تعهد من قبل بأداء القسم أمام البرلمان المنتخب الذى يقوده الإسلاميون، قبل أن يحله الجنرالات عشية الانتخابات الرئاسية، بحكم من المحكمة الدستورية العليا نفسها..
كانت اللحظة المسرحية الأبرز فى يوم التنصيب، هى الاحتفال العسكرى فى منطقة الهايكستب الذى سلم فيه الجنرالات السلطة شكليا إلى مرسي، وأدى له المشير حسين طنطاوى التحية العسكرية، بينما شارك الرئيس بالتمثيل هو الآخر، وأشاد بطنطاوى لتسليمه السلطة طائعا، والتقط صورة جماعية مع الجنرالات.. لكن الحقيقة، والحديث ل«التايمز»، أن تسليم الجنرالات للسلطة والثورة المصرية، يظلان على مسافة بعيدة من النهاية، فالدستور الجديد لم تتم كتابته بعد والتوازن بين السلطات بين الرئيس والجنرالات لم تتم صياغته بعد، كما أن مرسى لم يعين حتى الآن حكومة جديدة، غير أنه بدا أن مرسى متواضع الكاريزما اكتسب نفوذا جديدا من زخرف الرئاسة. وتشير إلى أن الرئيس الجديد غدا وراح فى سيارة من طراز ليموزين محاطة بموكب وحرس رئاسى، وتلقى تحية رسمية من حرس الشرف داخل جامعة القاهرة، وكذلك اهتم التليفزيون الحكومى بشكل كبير بتحركاته وتصريحاته، بعد أن كانت نشراته قبل أيام قليلة من تنصيبه تبدو متعصبة ضده.