منذ عام عام تقريبا كتبت مقالا عنوانه " يا ولاد الكلب " .. وكان صدمة للقراء وقتها رغم أنني لم آت به من عندي ، لكنه كان صرخة الأسطى حسن في نهاية فيلم " سواق الأتوبيس " .. لكل حرامية البلد اللي سرقوها ونهبوها ومصوا دمها .. ومقال اليوم وعنوانه من عندي أنا .. قسما بالله ولا يهمني .. أتحاكم .. أتسجن .. أروح في ستين داهية .. مش مهم.. صحيح عمري الآن يقترب من الستين، فلتكن نهايته مشرفة.. وصارخة في وجه أناس لا يقال لهم غير : يا ولاد ستين كلب. دي بلدنا احنا .. مصر بتاعتنا مش بتاعت اللي خلفوكوا .. إيه اللي بيحصل ده .. إيه اللعب القذر ده ؟ .. عايزين تروحوا بينا لحد فين .. دي أخر محطة ، بعد حفر ومطبات وطرق معفنة .. البهلوان نفسه ميعرفش يمشي عليها .. وقعّتونا في بعضنا .. خلّتونا نكره بعض .. قسمتونا عشرميت حتة .. كل حتة مش طايقة التانية .. وانظف حتة في التقسيمة طلعتوهم خونة وعملاء ومش بيحبوا البلد .. واستحملنا .. وقلنا يمكن بكره الفرج يجي .. بدأنا بالعرس الديمقراطي في استفتاء 9 مارس وكان ده أول مسمار في نعش الثورة ، وضربها في مقتل .. بقينا اتنين .. " لأ ونعم " .. ومشينا معاكم احتراما للديمقراطية لحد ماخربت ، وبعد كده قلتوا اللي قالوا " لأ " هم اللي صح ، واللي قالوا نعم بعضهم نيته صادقة ومش فاهم ، والتانيين فاهمين وطمّاعين وعايزين ياكلوها والعة.
ودخلنا على انتخابات مجلس الشعب وراح إخوانا اخدوا كل الكراسي .. ماشي ماهي دي الديمقراطية .. بالهنا والشفا .. وجينا لانتخابات الرئاسة .. مسخرة المساخر .. ادخل يا عمر يا سليمان واخرج تاني ، وابو اسماعيل أمه أمريكية ، والشاطر مش عارف إيه .. وتعالي يا شفيق ادخل انت .. ويدخل شفيق ويخرج ويدخل تاني ، والكل ضارب بالقانون عرض الحائط .. لا عزل ولا يحزنون.. نقولكم الراجل عليه قضايا تسد عين الشمس ؟ .. بعدين نشوفها .. طيب حنشوفها ازاى لو بقى رئيس ؟ .. لكل حدث حديث .. واحنا ماشيين معاكم زي ما انتم عايزين .. دخل شفيق ، ووصل للنهائي بدل ما يدخل السجن .. وقعدتم تحسبوها حسبة عجيبة.. الحكم على مبارك وشلته نعمل فيه إيه .. نلعبها إزاى صح ، بحيث تدخل على الناس ويفتكروها بجد؟ .. ندي مبارك تأبيدة ومعاه العادلي ونقوله : متخفش ياريس .. دي كده وكده .. وفي الاستئناف حنجيب واحد محامي نص لبة بتلات قروش يطلعك براءة .. اطمن يا باشا وطمن البهوات الصغيرين علاء وجمال .. يعني معقولة نسجنهم ونهينهم وهما ولاد الريس .. واحنا لو مش شايلين جزمتك وجزمتهم فوق دماغنا كنا حبسناك في مركز طبي عالمي فشر أجدع فندق في أمريكا .. تليفونك معاك .. اتكلم براحتك .. الهانم بايتة في حضنك .. شاشة سينما قدامك ، اتفرج على اللي انت عايزه ، واللي مش عاجبك حوّل على قناة تانية .. اللي عايز يزورك .. ملك ، رئيس ، أمير .. بيتك ومطرحك .. والغذا جاهز ومن باريس لو تحب .. هو انت شوية .. ده انت الرئيس!
وفات عليكم بقى ان الثوار مش هِبل ولا ب " ريالة " .. فاكرين ان التأبيدة بتاعت الافندي حتنزل بردا وسلاما على قلوبنا .. غباء ما بعده غباء.. اشربوا بقى ، واهى الميادين رجعت تاني .. لأن اللعبة مسّخت ع الأخر .
بالذمة دي محكمة .. قالها محمود المليجي في فيلم " جميلة بو حريد " منذ 50 سنة او يزيد ساخرا من هيئة المحكمة الفرنسية التي تحاكم " جميلة " بشكل تمثيلي هزلي .. وها نحن الآن نرى محاكمة هزلية لما أطلقوا عليها محاكمة القرن.. سنة و3 شهور ونحن نتنقل من جلسة إلى أخرى .. مسخرة بكل ما تحمله الكلمة من معان .. المتهمون غيرعاديين .. مش ناس زيّنا .. لو أنا مثلا متهم في قضية كبيرة أو حتى صغيرة ، حيجيبوني الجلسة متكلبش .. ولابس لبس السجن وطاقية السجن .. وماشي ع السراط المستقيم .. لكن أن تكون جلسة محاكمتي نزهة وفسحة وترويح عن النفس ، ارتدي لها أفضل ما عندي ، والبس نظارة بالشيء الفلاني ، وجايب الكرسي بتاعي معايا ، كأني رايح البلاج .. واللي يقابلني يضرب لي تعظيم سلام .. واللي يجري عشان يفتح لي الباب ، أو أعمل نفسي عيان وانا زي الحصان ، عشان ادخل الجلسة على السرير ، كأني في غرفة النوم .. دي متبقاش محكمة .. دي تبقى " محزنة " على القانون والقائمين عليه وحماته وحفظة قرأنه ونصوصه.
بالذمة دي محكمة .. مائة يوم للنطق بالحكم ؟ .. ماشي .. قضية كبيرة ومحتاجة وقت .. وفي النهاية مقدمة ملتهبة للمستشار رفعت، وفي النهاية حكم " مهلبية " .. محدش فاهم منه حاجة .. تأبيدة لمبارك والعادلي وبراءة جمال وعلاء ومساعدي وزير الداخلية .. إزاى ياعم الحاج ؟ .. إما الكل براءة.. وكتر خيرك على كده .. وإما الكل مُدان .. مينفعش .. التسلسل القيادي بيقول كده .. مادام فيه ناس ماتت يبقى اللي أمر، واللي نفذ .. الإعدام رميا بالجزم في ميدان عام.. لكن أمسك العصاية م النص .. أطس الكبير واللي بعده حكم .. واسرّح الباقيين.. ده مش حكم ولا يليق بمستشار بحجم احمد رفعت أن يضع نفسه في هذه اللعبة القذرة ، وأحقق في قضية مهلهلة " .. وكان بيدي - لو صدقت النية - أن أجبر جهات التحقيق النيابية والمباحث بالعمل الجاد والمخلص لإرساء قواعد العدل وشريعة ربنا ، قصاصا لأرواح أُزهقت وأعين طارت ، وشباب زي الورد قاعدين مشلولين ،عشان مصر تتحرك ولو خطوة واحدة للأمام .
دي مش محكمة . . ده فيلم كوميدي سخيف ودمه يلطش .. رقص ومسخرة ونكت غبية ، ومدة عرضه سنة و3 شهور ، والأخر بصقنا عليه وعلى ممثليه ومؤلفه ومخرجه ومصوره وعمال الإضاءة فيه .. دي مش محكمة .. دي مسرحية " وسخة " واللي دخلها أوسخ منها لو لم يطالب بفلوسه ووقته اللي ضيّعه وهو يمنّي نفسه بعمل جاد ومحترم ، فيفاجأ بمهزلة رخيصة ، كل العاملين فيها انكسفوا على دمهم ، ولم يخرجوا على المسرح ليسعدوا بتصفيق الجمهور وتحيته .
دي مش محكمة ، ولا دي أحكام .. الحاجة الوحيدة اللي كان ناقص يقولها المستشار احمد رفعت .. وقد قررت المحكمة إحالة أوراق اللهو الخفي أو الطرف الثالث إلى فضيلة المفتي، حيث ثبت لنا بالدليل القاطع أنه وراء كل المذابح التي وقعت.. لذا وبما سمح لنا القانون طبّقنا عليه اقسي عقوبة ولم تأخذنا به رأفة ولا رحمة!! .. هى دي اللي كانت ناقصة عشان نضحك بجد واسمنا خرجنا بحاجة وفلوسنا اللي دفعناها مارحتش في الهوا.
دي بلدنا احنا ياغجر .. وكل اللي يستخف بيها كلب وابن ستين كلب .. شوفوا لكم لعبة تانية .. ولا ممثلين تانيين ومخرج محترم .. مش مخرج بتلاتة تعريفة .. والبطل بتاعكم الشيك الحلو البونبوناية خلّيه عندكم .. مثلوا على بعض .. العبوا مع بعض .. هزّروا .. إدلعوا .. بس بعيد عننا .. ودوركم جي .. الكبير فيكم حيجي على ملا وشه .. لو مش النهارده يبقى بكره وادينا عايشين وبينا وبينكم ميادين مصر .. ياعالم تخافوا متختشوش!