قالوا : يثورُ الغاضبونَ بمصرَ لو ثارت عِظام ُ الميتين ْ . قالوا : يثورُ الميتون َ ولا يثورُ الغاِضبون َ بمصرَ .. لكن الحياة َ تصيرُ قنبلة ً.. إذا فاض َ الشراب ُ المرُ في الأكوابِ .. وإنقضَ الرجال ُالمُحبَطون َ علي الرجال ِ المُحبِطين ْ . ......................... كان الصَباح ُ معبأ ً.. والأفق ُ مثل َ الكوكب ِ المطمور ِ ينتظرُ إنفجاره ْ. ثم فاض َ النيل ُ أمواجا ً مُحّملة َ المشاعر ِ بالرياح ِ.. .ومصرُ في الساحات ِ بنت ٌ عاشقه ْ . نزعت ْ ثياب َ العُرسْ ِ .. وإنتظرت ْ قدوم َ الفارس ِالوطني ِ .. .................. وأنا رأيتُك َ تلبس َ القطن َ الرخيص َ وتمشي في الجهات ْ . و تصافح ُ الثوارَ.." صونوا حُلَمكم ..ْكي لاتموتوا ِخلسة ..ً قبل َ الممات ْ ". وصدقوا آحلامَكم ْ - حتي وإن صَغُرت ْ – وتقشّفوا.. كي لا ُيبَدّل َ حُلمَكمْ بالخبزِ.. .. شتلة ٌ في الكف ِ خيرٌ من بساتين ِ الغريب ِ وحفنة ٌ ًمن قمحِكمْ تكفي عصافيرَ السنه ْ ". ............................... هذا الجيل ُ لا يخشي الحديد َ.. ولو في ُصلبه ِ بأس ٌ شديد ْ. لاتملأ ُ الفِضة ُعينيه ِ .لايَعقدُ الخوف ُ لِسانهْ . صَوت ُ الرَصاصَة ِ ليسَ يُرهبه ُ كثيرا ً.. يضّمد ُ جُرحَه ُ الدامي علي عجل ٍ .. ويلقف ُ جَمرة َ الغاز ِ المُسّيل ِ للدموع ِ كأنها تُفاحة ٌ. ويصيدُها لعِبا ً كأجنحة ِ الفَراشه ْ. ........................ ليس في الغُرف ِ الفَخيمة ِ تُولد ُ الثورات ُ .. عود ُ ثقابٍ ُيشعل ُ الدنيا..َ إذا كان َ الفضاء ُ معبأ ً بالريح ِ.ينتظر ُ الشراره ْ. رُبَما حَرف ٌ تعّثرَ ناطق ٌ في نُطقه ِ فاحتل َ أروقة َ الِعباره ْ . إنها ولدٌ غَضوب ..ٌيكسرُ الأكواب َ والأصنام َ..والتيجان َ والُدُنيا .. يعيد ُ صِياغة َ المعني.. وينتظرُ الإشاره ْ . هي المِحراث ُ يقلبُ تربة َالأرض ِ العصية ِ. .تربةٌ تستقبل ُالبِذرَة َ بالوَرد ِ.. بذورٌ تُورق ُ أغصَانا ًعلي فقر ِ البُيوت ِ.. بيوت ٌ تُشعِل ُ ثَورة ً أُخُري إذا ما أرْجأ َ الغُصن ُ ثِماره . .............................. نحن ُ لا نَمضي لنَرجِع َ مرة ً أُخُري إلي الدُنيا... .ولكني رأيتُك َ في فَضاء ِ الأمكنه ْ. .و سمعت ُ صوتَك َ.. كُنت َ تَمشي ِ مِثلنا تَحت َالدُخان ِلتَعبُرَ الوادي.. وتلبَسُ مِثلنا قُطنا ً خَفيف َ الِظل ِ من ُصُنعِ ِ بلادي. تلمَس ُ الجَرحي علي عجل ٍ..و تحْمل ُ قهوة ً للواقفين َ علي النَهار ِ و تُمسك ُ مثلنا شاشا ً وقطنا ً في يديك َ.. وتَطلب ُ راحة ً للأَحصِنه ْ. أنا لا أُصَدِق ُ أن َ من ْ يمضي سيَرجِع ُ للحياة ِ.. َ ولكني لمحُتكَ .َ. ضاحِكا ً..
هذه أبيات من أجمل قصائد الشاعر سعد الدين شحاتة "عبدالناصر يشرب القهوة في التحرير"، التي كتبها مؤخرا، ويتوقع فيها ثورة أخرى إذا لم يتحقق ما ثار الناس من أجله، أنشرها لأقتل بها الصمت الانتخابي وأطل منها على مشهد سياسي مفتوح على كل الاحتمالات، ولكن ليس من بينها الصمت على أي نحو.