نتشر فيديو، للطبيبة آية كمال، التي أدلت بشهادتها أمس الثلاثاء في الجلسة التي حددها مجلس الشعب للاستماع لمعتقلي أحداث العباسية، حيث تحدثت آية عن اعتقالها، معرفة نفسها بعملها طبيبة في إحدى المستشفيات التابعة للقوات المسلحة. ووصفت آية الأحداث الجمعة الماضية، بداية من الهجوم الكثيف من قبل قوات مرتدية ملابس الجيش، والتي كانت تلاحق المواطنين، فضلا عن إلقاءها قنابل الغاز المسيلة للدموع، موضحة دورها كطبيبة في إسعاف المصابين.
وأضافت: «بعدها فوجئنا بمدرعة تطاردنا وتطلق الرصاص الحي فيما كان الجميع يجري إلى امتداد شارع رمسيس باتجاه الكاتدرائية».
وتابعت «وقفت مذهولة وسط الأحداث، مما دفع بالناس لحثي على الجري ووجهوني للاختباء بمسجد النور بالعباسية، ولم أكن أعرفهم، وقد يكونوا من التحريات العسكرية، لأنه تبين أنه كمين للقبض علينا، حيث اأنه بمجرد دخولنا تم إغلاق الباب».
ونوهت أن عدد المتواجدين بالمسجد وقتها لم يكن بالعدد الكبير، وهناك بعض ممن كانوا متواجدين معنا لم يكونوا على دراية بما يحدث بالخارج، إلا أنهم فوجئوا بقوات من الجيش والشرطة العسكرية وقوات من الفرقة 777 التي تخفي وجهها، تحيط بالمسجد عندما نظرنا من الشباك. وأضافت «فوجئت عند نظري من الشباك المواجه لشارع لطفي السيد أن الجنود يستحلفون لنا» قائلين «انتوا فاكرين أن بيت الله هيحميكم احنا هندخل وهندبحكم»، وأكدت على ذلك بتصويرها له بكاميرتها الخاصة والتي تم أخذها منها عند القبض.
وأكدت على دخول أفراد الجيش بعدها للمسجد بالبيادات وأخذوا بعض الناس وتم تجميعهم فى دائرة باحدى جوانب المسجد، لافتة إلى أن هذه المجموعة تظهر بوضوح في الفيديو المنتشر على الإنترنت والذي قامت الشئون المعنوية بتصويره بعد أن دخل بعض القادة ونهروا الجنود لدخولهم المسجد بالبيادات فخرجوا من يرتدون الزي العسكري لخلع البيادات بينما بقى معهم ضباط من الجيش يرتدون زيا مدنيا ثم دخل الجنود مرة أخرى للمسجد. وأوضحت أن نقيبا بالجيش يرتدي زيا مدنيا سألها عن هويتها فقامت بإبراز الكارنية الخاص بعضويتها لنقابة الأطباء وعملها كطبيبة باحدى مستشفيات القوات المسلحة، فطمئنها وأكد لها أنها ستعامل بكل احترام وقام بجمع كل من تواجدوا في المسجد مع ضربهم وسبهم ثم دخل الجنود المسجد مرة آخرى بعد خلع بياداتهم وطالبها أحدهم بالخروج فرفضت خوفا على حياتها مؤكدة له أنها تحتمي ببيت الله مشيرة إلى أن ضباط الجيش تفقدوا المسجد وقاموا بتفتيشه مؤكدة أنهم لم يجدوا أي أسلحة أو أي شيء مشبوه خلال تواجدها. وتابعت« أحد جنود الجيش لوح بسلاحه وأطلق الرصاص في الهواء باتجاه مصلي السيدات، وفيما بعد اكتشفت أن الرصاصة أصابت إحدى المعتقلات معها بذراعها»، مستنكرة أن يتم إطلاق الرصاص داخل المسجد ويتم إصابة أعزل على الرغم من عدم عثورهم على أي سلاح بالمسجد. وأوضحت أن النقيب الذي وعد بحمايتها اختفى وبرز جنود آخرون سألها أحدهم عن سبب تواجدها بالمسجد فأبرزت له كارنيهات الهوية التي تحملها وتؤكد أنها طبيبة فقام بسبها واقتادها خارج المسجد باتجاه الجنود لافتة إلى أن أول رد فعل من أحد الجنود هو محاولته جذب الحجاب من على رأسها، وأن الجنود كانوا يعتدون على الفتيات وغيرهن ممن تم إخراجهم من المسجد وإبقائهم على السلم الأمامي له بالضرب والسب والبصق في الوجه، ثم تلقت ضربة شديدة على رأسها أفقدتها الوعي، لتفيق أثناء سحلها باتجاه إحدى السيارات التابعة للجيش وتطالب بنقلها للمستشفى إلا أنه تم اقتيادها وفتيات آخريات إلى مقر يتبع القوات المسلحة لم تعرف طبيعته. واستنكرت ما حدث لهن خلال الطريق داخل السيارة من الجنود الذين قاموا بضربهن والتحرش بهن والتجاوز اللفظي والجسدي تجاههن وعندما حاولت الاعتراض قام أحدهم بضربها موضحة أنها لديها عدد من الكدمات المتفرقة في أنحاء جسدها مشيرة إلى أنه حتى الطفلة مروة ذات ال14 عاما والتي تم اعتقالها معهن لم تسلم من الاعتداء، بالإضافة إلى صيدلي آخر مصاب تم الاعتداء عليه في موضع إصابته بشكل متكرر.
وأعربت عن ألمها واندهاشها من احتفال الجنود بزملائهم الذين رافقوهم فور وصولهم لمقر الشرطة العسكرية مشيرة إلى أنه تم التحرش بهن وتهديدهن بالتعدي عليهن جسديا وأن من ستعترض سيتم إلقاؤها للجنود المتواجدين بالخارج مشيرة إلى أنه تم تهديد المعتقلين الرجال معهم وضربهم بعد خلع ملابسهم ثم تم نقلهم إلى مقر المحكمة العسكرية س 28 بالحي العاشر بمدينة نصر، لافتة إلى أنه خلال تواجدهم بمقر المحكمة العسكرية كانوا يسمعون أصوات صراخ شديد لشباب بالداخل. وكشفت أنه تم إخبار المحامين الذين أتوا للدفاع عنهم أنه سيتم الإفراج عنهن وهو ما لم يحدث حيث اكتشفن أن قرار إحالتهن لسجن القناطر كان صدر فور إلقاء القبض عليهن وقبل بدء التحقيقات معهن والتي بدأت قرب منتصف ليل الجمعة الماضي مشيرة إلى أن كونها طبيبة لم يحمها من الاعتداء عليها عند انتقالها للسجن. واختتمت شهادتها بتعليق أوضحت فيه أنها كطبيب نفسية شهدت أن ضباطا كبارا كانوا يحثون الجنود للاعتداء عليهن عبر إخبارهم بأن 300 من زملائهم تم الاعتداء عليهم وأن مستشفى كوبرى القبة ممتلئ بالجنود المصابين فتحول شعور الجندي المصري بأنه مضطهد من مواطنه المدني وتحول أي مدني وكأنه عدو له يريد الانتقام منه وليس حمايته لأنه يشعر بأنه إذا لم يقض عليه فسيقوم هذا المدنى بالقضاء عليه للدرجة التي وصلت لأنهم يقومون بتهنئة بعضهم البعض بإلقاء القبض على المدنيين معتبرة أن ذلك تغيير خطير فى العقيدة القتالية للجيش المصري، مستنكرة أن تحدث تلك التجاوزات والانتهاكات من جنود مصريين تجاه أخوة لهم ومواطنين مصريين.