.. أتمني أن يأتي اليوم الذي نضيف فيه للقسم الدستوري الذي يقسم عليه كل حاكم جديد في عالمنا العربي الجمل الآتية: .. أقسم بالله العظيم أن أحافظ علي النظام الجمهوري، ولا أقلبه لنظام ملكي جمهوري مختلط!! وأن أحترم الدستور والقانون، ولا أسمح بتعديله، أو إعادة تفصيله، في دقائق معدودة في حياتي أو بعد مماتي لصالحي أو لصالح ورثتي.. وأقسم بالله العظيم، أن أحكم بين الناس بالعدل، ولا أقتل منهم أحداً، ولا أنسف بلداً، ولا أورث من بعدي ولدي أو فلذة كبدي، مهما زيَّن لي هؤلاء المنافقون، وحملة المباخر، وأغاوات كل العصور. .. أقسم بالله العظيم، أن أصون مصالح بلدي، كما أصون مصالحي الخاصة، وأن أرعي مصالح الشعب وأسهر عليها، وأن أمثل بلدي في الداخل والخارج ولا أمثل بها!!. .. أقسم بالله العظيم أن أخاف الله في الشعب، ولا أخيف الشعب بالسجون والمعتقلات وسياسة الحديد والنار.. أقسم أن احترم حقوق الإنسان، ولا أفرق بين المواطنين علي أساس الدين أو المعتقد السياسي.. أقسم أن أحترم حق الناس في أن تختار من يمثلها ومن يحكمها دون قهر أو إجبار أو نسبة ال 999،99%. .. أقسم بالله العظيم ألا أتستر علي فساد، ولا أحمي مفسداً، ولا أتهم بريئاً، ولا أختار لموقع قيادي إلا أهل الخبرة وليس أهل الثقة، وأن يكون وزرائي أعواناً في الحق، وليس في الباطل، وأن يكونوا مختارين من الشعب وليسوا مفروضين عليه، محبوبين من العامة، وليسوا ممقوتين ومرفوضين منهم!!. .. أقسم بالله العظيم أنني لن أزوِّر انتخاباً أو استفتاءً، ولن أغتصب إرادة أمتي ولن أزيفها.. ولن أتدخل أو أحول بين الناس وبين رغباتها وأهوائها!! ولن أصر علي أن تكون المجالس التشريعية نصفها من المصفقين ونصفها الآخر من المؤيدين، وأقسم أنني لن أسعي ليحتكر حزبي السلطة عقوداً وعهوداً بعد عهود!! وأقسم أن أترك آليات مرنة لتداول سلمي للسلطة بين القوي والأحزاب القادرة علي أن تعطي وتضيف للوطن.. .. أقسم بالله العظيم أن أكون خادماً لا سيداً لشعبي وأمتي، أن أكون عوناً لها علي أن تمارس كامل حقوقها، بغير وصاية أو ولاية، وبغير افتراض أنها قاصر بغير إرادة ناضجة، أو أهلية كاملة، في اتخاذ ما تراه مناسباً. .. أقسم بالله العظيم ألا أكذب علي الناس، وألا أخدعهم أو أضللهم بأحلام وردية أو وعود مكذوبة.. وأن أكون صادقاً أميناً شريفاً مع خصومي قبل أنصاري، مؤمناً بأنها لو دامت لغيري ما وصلت إليّ!!. .. عزيزي القارئ: أقسم «أنا» كاتب هذه السطور، أننا لو أضفنا هذه التعديلات إلي القسم الذي يقسمه حكامنا لأصبحنا كما كنا من قبل خير أمة أُخْرجت للناس!!.