أحمد عفيفي يكتب: واحدة اتجوزت «حمار» .. التاني زعلان ليه؟!! أحمد عفيفي وكأن الأمريكية التي تزوجت حمارا وتناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر الغريب ، قد قرأت مقالي " كلنا بنحبك يا حمار " الذي قلت فيه وصلة مديح يستحقها هذا " الحمار " ، مؤكدا أنه حيوان رائع ، مفيد وصبور ، وبيشيل من الهموم والحمول ما لانستطيع نحن بنو البشر تحمّلها .. ولم تٌكذّب الأمريكية خبرا وراحت تزف نفسها لل " الحمار " مؤكدة انه بمليون راجل. حيح أنا لا أعرف عن الحمار قدرته الجسدية على إشباع الطرف الأخر.. وبيني وبينكم المسألة دي تحديداً مالهاش علاقة بكونك حمارا آو أسدا آو فأرا .. فالأسد مثلا قد نظن انه عنتيل - أسد بقى - ، لكن الحقيقة - وقد رأيت هذا بعيني في حديقة الحيوانات - ان الأسد منظر وبس .. فقد راح يحوم حول أنثاه " اللبوءة " وهى تتدلل عليه وتتمنّع وأنا أرقب الاثنين وأقول في نفسي : يا بنت الكلب حد يطول أسد يبقي عايزه وتتدلع عليه ، لكن طلعت " اللبوءة " عندها حق ، فصاحبنا الأسد بعد ان تخلّت أنثاه عن دلالها ورضخت لرغبته .. اقترب منها ، ومفيش دقيقة ، وراح نايم زي الخروف .. ولم ألحظ أى اعتراض أو تذمر منها آو أسمعها تقول له مثلا : بس عايزك عايزك .. وكأنك ابو زيد ، وفي الأخر " هبه خلاص " .. خلصت روحك يا بعيد .. ماجتش على هدة حيلي .. وتعالي وروحي ، وقومي واقعدي .. ياتك ستين نيلة .. قال أسد قال .. والنبي ده الفار أجدع منك .. اقول لم الحظ ذلك عليها ، وكأن هذا الطبيعي الذي تعرفه عنه ، فلا تطالبه بما يفوق طاقته ، وكفاها أنه يُلقب ب " ملك الغابة " والكل بيخاف منه ويعمل حساب ، مع انه في الحقيقة ولا حاجة. أعود للحمار .. واستغرب كيف تزوجت هذه الأمريكية هذا الحمار.. وهل أحبته بجد أم أنها تطمع في أشياء أخرى ، لكن على العموم حصل وتزوجته وأثبتت نظريتي الجديدة القديمة ، أن الحمار أفضل من بني أدمين كتير .. والدليل أهه. نزعل ليه بقى لما حد يقول لنا يا حمار ونقوّم الدنيا ونُقعدها ، ونسأل خبراء اللغة والمتخصصين : هو الحمار يدخل في باب السباب والإهانة بما يستدعي لو آن أحدا وصفني به أرفع عليه قضية؟ .. أم انه يحق للحمار نفسه إن لم يعجبه شكل وهيئة الموصوف به ، أن يرفع هو نفسه قضية ، خاصة بعد أن بانت كراماته وأثبت أنه مرغوب بجد من الحريم .. لأ وإيه .. أمريكية وقد اصبح من الآن " راجلها " وسندها وضهرها. واحد صعيدي أعرفه أكيد مش حيعجبه كلامي ، وحيفتكرني بلف وادور على حاجة في ذهنه ، لكنه أكيد متغاظ من الحمار بتاع الأمريكية ، وكان يتمنى أن يكون هو نفسه حمارا كي يفوز بقلبها وجسدها .. وبالحلال يا سي السيد! أنا شخصيا ، لو أن أحدا اتهمني بسبه وقذفه وقلت عنه " حمار" ، فسوف الجأ إلى محكمة العدل الدولية مستندا وبقوة إلى هذه الحادثة الماثلة أمام الجميع ، وربما طلبت الأمريكية " مرات الحمار " لتُدلي بشهادتها التي أكيد ستكون في صالحي ، بعد أن تسرد مزايا الحمار العديدة التي جعلتها تفضله عن البني أدم .. الخبيث والأونطجي والدلدول ، والنطع والجبان والكداب ، واللي يوعد ويخلف ، واللي يقسم ويحنث ، واللي يقولك انا بتاع ربنا وهو بتاع مصلحته ، واللي مربي ذقنه وهو ملقاش حد يربيه ، واللي نفسه يبقى رئيس فجاب واحد جاهل يغني له ، لأن الرياسة عنده مش مسئولية إنما منظرة ، واللي يقولك نطبق شرع ربنا والحرامي نقطع ايده ، إنما مبارك وحاشيته نعمل معاهم اتفاق .. يجيبوا اللي سرقوه وطريق السلامة يابا. شفتوا بقى الأمريكية اتجوزت الحمار ليه .. بس يا خوفي لا الحمار نفسه هو اللي يغضب ويثور ويطلقها بالتلاتة لو قالت مثلا : استخدم نفوذك واعمل اتصالاتك وهات لي كام واحد أمريكاني بيحققوا معاهم في قضية .. وبعدين يطلع الحمار ذات نفسه هو اللي بيحقق ويدقق ويقولك : لن نركع لأحد ولن تنحني رقبتنا لأحد ، ولو اكلنا الطوب .. ساعتها الحمار اللي هو حمار حيضربها بالشلوت ويزغر لها بعينه ويقولها : انا حمار اه ، بس كرامتي بالدنيا ، وان كنت أمريكية .. تبقي على نفسك يا روح أمك .. خلاص .. اللي كان بيقول لك أيوه حاضر طيب ، اترمى في السجن ، انما أنا لأ .. أنا حاجة تانية .. انا رأيي من دماغي ، وكرامة بلدي فوق الكل .. الشوية دول تعمليهم على حد تاني مش عليا يامرة يا بنت " .... " !. وأمام إصرار الحمار على موقفه وتمسكه برأيه وعزة نفسه ، ترضخ الأمريكية وتجيب واطي ، خاصة إذا كانت الليلة ليلة خميس ، ومش طالبة نكد .. فتقوم تتزوق وتحط برفان وتلبس قميص النوم الشفتشي اللي من تحته كل شىء إشي ، وتحاول ان تراضي الحمار وتصالحه فتفاجأ به غاضبا ويريد تأديبها ويقول لها : ماليش مزاج النهارده.. ليه بس يا حمار ؟ .. عشان تتأدبي في كلامك وتعرفي انتي بتتكلمي مع مين .. خلاص سماح النوبة .. بعينك ياروح عمتك .. ده انا عاملة لك فتة بالكوارع .. ومحمرة لك جوزين حمام وبرضه مش عايز تسامحني. ورغم كل فروض الطاعة والولاء وتذلل الامريكية له ، الا انه مخه والف جزمة.. لازم تتأدب عشان تعرف ان مش كل اللي يتقال عليه حمار .. حمار بجد .. هناك فرق!