بينما تستعد جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة فعليا على المشهد السياسي في أكبر بلد عربي، مع نهاية الجولة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب، تقول شبكة «سى بي إس» التليفزيونية الأمريكية إن صراعات جديدة داخلية توشك أن تندلع داخل صفوف الجماعة حول الخمور والبكيني، اللذين يعتبران «من أعمدة صناعة السياحة في مصر»، على حد قولها. أكدت الشبكة الأمريكية في التقرير أن جماعة الإخوان لا بد أن تحاول أن توائم بين جذورها الإسلامية ومتطلبات الاقتصاد العصري، بعد أن توقف نشاط السياحة في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بحكم الديكتاتور، ولكن «سى بي إس» كتبت في تقريرها أمس (الخميس) «بالخطأ» اسم الرئيس المخلوع ب«إيهود مبارك»، ليصبح قريب الشبه باسم وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك". جماعة الإخوان بعد أن تحصلت من خلال حزبها «الحرية والعدالة»، على أغلبية مقاعد البرلمان، من المنتظر أن تواجه صراعا ربما يكون أكبر، مع جنرالات الحكم، وفقا للمحطة الأمريكية. وقالت «سى بي إس» إن الجماعة أعلنت نيتها التخلص من الحكومة التي عينها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، لكي تضع هى اختياراتها، وهى تريد كذلك أن تقلص صلاحيات المجلس العسكري في كتابة دستور مصر الجديد. الشبكة الأمريكية، ترجح أن الجنرالات ليست لديهم نية للتنازل عن أي من الصعيدين سالفي الذكر، غير أنه لن يكون هناك صدام دراماتيكي بين الجيش والإخوان، وفق ما يراه "شادي حامد" - خبير مركز «بروكينجز» البحثي الأمريكي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية - فآخر شىء تريده «الإخوان» هو استفزاز الجيش بما يؤدي إلى انقلاب عسكري. ويضيف أنه بدلا من هذا، سيكون هناك ما يشبه النار الهادئة، فالإخوان سيحاولون بشكل مؤقت التعامل مع المجلس العسكري لتجنب الصدام في المدى القصير. وبينما تستمر المساومات والتهديدات بين مركزي القوة الجديدين في مصر، ستبذل إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" كل ما فى وسعها لإبقاء العلاقة سلمية وودية بين الطرفين. ويقول حامد إن «الولاياتالمتحدة ستحافظ على علاقتها طويلة الأمد والوثيقة بالجيش»، لكنه يشير أيضا إلى أن «إدارة أوباما عليها أن تنخرط مع الإخوان وهم يمثلون أغلبية سياسية منتخبة شعبيا، لكن علينا أن ننتظر ونرى كيف سيكون شكل هذا الانخراط». ويمضي قائلا إن الإدارة الأمريكية تتحرك في اتجاهين، لكن «لا يمكن أن ينظر إليها على أنها تدعم الإخوان في مقابل الجيش، خصوصا في الوقت الراهن». وتقول الشبكة الأمريكية إنه من المبكر جدا تحديد أي من الجيش أو الإخوان سيكون الرابح في الصراع الحتمي على السلطة في مصر، وتشير إلى أن النخبة السياسية - على اختلاف أطيافها - متحدة الآن في مواجهة المجلس العسكري، لسوء إدارته عملية الانتقال إلى الديمقراطية في البلد، وإذا بلغ الصراع ذروته، فحتى الليبراليين سيدعمون الإسلاميين ضد الجنرالات الذين تجاهلوا فعليا المطالبات بتسليم السلطة للقادة المدنيين المنتخبين. غير أنها تختم بأن «الإخوان» من المتوقع أن تأخذ جانب الحرس القديم، عندما يعود الصراع في النهاية ليتركز حول الخمور والبكيني!