.. الذين لا يعرفون الحب.. لا يعرفون أي شيء!! والذين لا يجيدونه.. لا يجيدون أي شيء. .. مساكين أصحاب القلوب السوداء، حياتهم كئيبة، قاتمة، مقبضة، محكوم عليهم بالفشل دائماً. .. لا يوجد في الدنيا من يستطيع أن يحيا وحيداً، وكما يقولون «الدنيا من غير ناس، ما تنداس». .. من لا يعرف كيف يحب، لا يعرف كيف ينجح في الحياة، فلكي تنجح في الحياة لابد أن تفهم الناس، وكي تفهمهم يجب أن تحبهم. .. إذا سألتني بصدق، لماذا تتدهور الأمور في مصر؟! أقول لأننا تعلمنا كيف نكره بعضنا، أكثر مما تعلمنا كيف يحب بعضنا بعضاً!! ولا أمل في الإصلاح، بعيداً عن الحب، ودون أن نتعلم كيف نحب كيف نتسامح.. كيف نغفر.. كيف نعفو.. كيف ننسي.. كيف نصفو.. كيف نرحم.. وهذا هو الحب. .. إذا سألتني بحق عن الفارق بين الإنسان، واللا إنسان، أقول لك: الحب!! .. الحاكم العادل الرشيد، ليس هو المحبوب من شعبه!! بل هو الذي يحب هذا الشعب فيحبه الشعب!! .. الحاكم الذي لا يحب شعبه لا يملك القدرة علي احترام هذا الشعب واحتماله ولا الرغبة في إرضائه!! .. إذا سألتني عن الحب أقول: إن الحب ليس فقط أن نحب زوجاتنا وحبيباتنا وأولادنا وبناتنا وأصدقاءنا ورفقاءنا!! بل هو أن نحب كل هؤلاء وقبلهم وطننا والإنسانية عموماً. .. أمس الأول كان يوماً عاطفياً في حياتي السياسية والشخصية. .. شعرت برغبة جارفة أن أحتفل- بعد سنوات انقطاع- بعيد الحب بأن أدعو لتكريم لفيف من محبي حبي الأكبر مصر!! القائمة كانت طويلة بطول قصة الحب التي تربطنا جميعاً بهذا البلد. .. رموز غابت لكنها ما زالت حاضرة في قلوبنا مثل الراحلين الأساتذة عبدالوهاب المسيري، وعادل عيد، ونبيل الهلالي، ومجدي مهنا، ورموز ماثلة في حياتنا تستكمل فصول قصة الحب لمصر، أبرزهم الدكتور يحيي الجمل، وحسن نافعة وجورج إسحق وعبدالجليل مصطفي وجميلة إسماعيل وإبراهيم عيسي وسلامة أحمد سلامة والسفير إبراهيم يسري والسفير ناجي الغطريفي وإبراهيم زهران وأحمد سيف الإسلام والدكتور محمد شرف والفنان محمد نوح والفنانة عزة بلبع وعبدالحليم قنديل. .. هؤلاء وغيرهم من رموز الحب لهذا الوطن اجتمعوا مساء الأحد في مقر «الغد»- الذي تحكي جدرانه قصة حب طويلة وموحية- ليلقوا تكريماً أقل من قيمتهم وقاماتهم الكبيرة في قلوبنا ونفوسنا.. لقد صنعوا بحضورهم قصة حب جديدة تؤكد أن مصر باختلاف توجهاتها علي قلب واحد، محب لهذا الوطن، وكل من يحبه!! .. قبل ساعات من هذه الاحتفالية الكرنفالية التي اختتمتها عزة بلبع بأغان رائعة في حب مصر كان هناك احتفال سياسي خاص صنعته الهيئة العليا لحزب «الغد» في اجتماعها الذي خصصته للرد علي مبادرة الرئيس مبارك بدعوة الأحزاب للاستعداد للانتخابات الرئاسية من الآن والتي أعلنها في حديثه لمجلة «الشرطة» منذ أيام. .. الهيئة العليا ل «الغد» قررت الاستجابة- بحب- لدعوة الرئيس، وبدأت الاستعداد باختيار حر وانتخاب واقتراع سري لمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة 2011.. والذي انتهي بتكليفي بهذه المهمة. .. لقد كان قرار خوضي الانتخابات الرئاسية حتي ساعات من يوم الحب قراري الشخصي!! والآن بات هذا القرار هو مصيري.. الذي أواجهه بكل حب وأمل في حب كل محبي هذا الوطن أصحاب الأمل في الإصلاح والتغيير والحب.