في مشهد مشابه لما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وضع مدرسو اللغة العربية بمدرسة أبو صير الثانوية بنين بالإدارة التعليمية بسمنود في محافظة الغربية، امتحان اللغة العربية في الدور الأول للصف الأول الثانوي لعام 2011 بالسؤال الأول الإجباري في الفقرة (ب) توجيه رسالة من كل طلاب المرحلة إلى المجلس العسكري المصري يشكره فيها على حمايته للثورة المصرية، وتصميمه على حماية البلاد من كل عميل وطامع، رغم ما تعرض له من إهانات. هذا المشهد الذي يعد بداية لعودة عهد المخلوع ، يذكرنا باسئلة التعبير التي كانت توضع في امتحانات الثانوية خلال العهد البائد والتي تحثهم على الكتابة عن انجازات مبارك ، لنتذكر الطالبة " آلاء فرج مجاهد" طالبة الصف الأول الثانوي، التي شغلت حياة المصريين لمدة أسبوعين، عندما انتقدت حسني مبارك في موضوع تعبير، عام 2006، وقالت إنه يستجيب للرئيس الأمريكي، ويوافق على سياساته، وقامت الدنيا ولم تقعد، وكال الجميع لها ولوالدها الاتهامات، فتحدثوا عن انتمائها لجماعة محظورة ما، لقلب نظام الحكم، ولكنها في الحقيقة كانت تكتب عن أوجاعها. أيمن البيلي " وكيل النقابة المستقلة للمعلمين "أشار إلى أنه مازال جهاز أمن الدولة المعروف ب" الأمن الوطني " يمارس نفس الأدوار التي كان يلعبها سابقا في عهد مبارك ويتدخل في تمرير فكرة الزعيم الملهم ولكن هذة المرة تنسحب على المجلس العسكري ومحاولة التأكيد على الوهم الذي يحاول الإعلام المصري اثباته أن المجلس العسكري هو الذي قام بالثورة وعلى الشعب أن يخضع له وأن يرتبط ذلك بأذهان الأجيال القادمة وكان ذلك هي السمة التي تميز النظام السابق ويبدو أن تلك المدرسة الإعلامية في التوجيه النفسي للشعب مازالت مستمرة لإحداث حالة من الثورة المضادة الفكرية أولا ، ثانيا " كيف يمكن أن يمرر مدير إدارة أو وكيل وزارة هذا العبث الفكري في الامتحانات دون التحقيق في تلك المخالفة في قواعد ونظم الامتحانات وانتهاج منهج التحيز لموقف سياسي مخالفا بذلك كل المعايير العلمية والتعليمية ، مطالبا وزيرالتربية والتعليم بالتحقيق مع واضع السؤال وتحويله للتوجيه الفني للتحقيق. وأوضح أن نقابة المستقلة سوف تراقب أعمال الامتحانات في الفترة القادمة ، لرصد هذا التوجه ان كا ظاهرة. اما الدكتور جورج اسحاق " عضو نقابة المعلمين و القيادي بالجمعية الوطنية للتغير والناشط السياسى " أكد أن حث الطلاب على كتابة رسالة لشكر المجلس العسكري على حمايته للثورة بتعليم الطلاب ل" النفاق والدعاية الشخصية المرفوضة تماما " ، قائلا " هذا سياق سخيف ولايمت للتعليم بأي صلة ، وكان من الأولى أن نطالب الطلاب بكتابة تعبير عن مايخص مستقبل مصر بعد الثورة أو مايخص المسائل القومية ، ولكن الإشادة بأي اشياء تروح وتيجي ، هذه أفكار أحادية التفكير ويجب أن تنتهي بقيام الثورة ". من جانبه عبد الحفيظ طايل " مدير المركز المصري للحق في التعليم " قال أن التعليم من المؤسسات التي تصل إليها الثورة ببطء ، خصوصا الجزء المرتبط بالقائمين على التعليم ، وآخر حلقة بيوصل لها التغيير هم المعلمين والطلاب ، مشيرا إلى اذا كان العقل الذي يدير الوزارة" مشيرا " ليس أعني الأشخاص، وإنما النظام الذي يقوم عليه التعليم المصري الذي قام على مثلث قاعدته الاستبداد السياسي والفساد وعدم وجود رؤية للتنمية وغيابها وضعف الانفاق " ، قائلا "نفس المثلث ده هو بيحكم التعليم حتى الآن دون حدوث اي تغيير، إلا فيما يتعلق بتغيير قشري أو بسيط فيما يتعلق بأشخاص وزراء التعليم ، لكن العقلية واحدة" .