أقام نادي الكويت للسينما بالتعاون مع مراقبة السينما في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب احتفالية فنية ثقافية بمناسبة مئوية الأديب العالمي نجيب محفوظ وذلك في قاعة عبد الرزاق البصير في مقر الأمانة العامة. شهدت الاحتفالية حضوراً مميزاً لعدد كبير من الأدباء الكويتيين والعرب، من أبرزهم الروائية ليلى العثمان، الإعلامية أمل عبد الله، الإعلامية فاطمة حسين، مراقب السينما في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبد الله الجديد، المستشار الإعلامي في السفارة المصرية محمد فوزي، الروائية ليلى محمد صالح، د.نادر القنة، د.إيهاب النجدي، د.محمد عليم، الروائية سوزان خواتمي، الروائي عدنان فرزات، الروائي إبراهيم فرغلي، والكاتبة إستبرق أحمد، وآخرون. بدأ الحفل بعرض فيلم قصير عن محفوظ، تناول في عجالة مشواره الإنساني والأدبي منذ ميلاده وحتى وفاته، أعقبه ندوة أدبية وفنية أدارتها د.ليلى السبعان نائب رئيس مجلس إدارة نادي السينما، وتحدث فيها الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، والكاتب والناقد شريف صالح. تحدث إسماعيل عن علاقته بأدب محفوظ منذ ما يقرب من نصف قرن وقراءة أعماله أولاً بأول، مشيراً إلى مرحلة الصمت التي عاشها عقب ثورة يوليو آملاً أن تحقق الثورة ما نادى به في إبداعه، وعندما يأس من ذلك انتقل عبر الكتابة إلى مرحلة متطورة غلب عليها الطابع العبثي وهو ما رصده إسماعيل في مقال كتبه في منتصف الستينيات من القرن الماضي بعنوان "نجيب محفوظ يتجه إلى العبث" لكن سهيل إدريس صاحب دار الآداب رفض نشره آنذاك! وتناول الزميل شريف صالح في ورقته التي جاءت تحت عنوان "اللص الهارب في أربع حكايات" رواية "اللص والكلاب" التي استهلمها نجيب محفوظ مما نشرته الصحف عن سفاح الإسكندرية الشهير محمود أمين سليمان، ثم عولجت في فيلم من إخراج كمال الشيخ، ومسرحية من إخراج حمدي غيث، ومسلسل من إخراج أحمد خضر. ونظراً لعدم العثور على نسخة من المسرحية ارتكزت الدراسة على التحولات ما بين القصة الحقيقية والرواية والفيلم والمسلسل. أعقب ذلك فتح المجال لشهادات ومداخلات مجموعة من الكتاب الكويتيين والعرب، حيث تحدثت الإعلامية أمل عبد الله عن الحوار الذي أجرته مع الأديب الراحل، مشيرة إلى دار الشروق أعادت طبع أعماله وتصويب الأخطاء اللغوية فيها. وأكدت أن محفوظ عبر عن إعجابه بالأعمال السينمائية والتلفزيونية المستوحاة من أعماله. الروائية ليلى العثمان روت جانباً من تجربتها الشخصية مع محفوظ وزياراتها المتكررة له وحيت فيه تواضعه ونبله وسؤاله الدائم عن الأدباء في الكويت، وأنها أرسلت إليه أول كتبها ففوجئت به يرسل لها رسالة يهنئها فيها على كتابتها وموهبتها ويشجعها على الاستمرار. مشيرة إلى أنه كان مقروءاً في العالم العربي خصوصاً في الكويت والعراق وفلسطين وسورية أكثر مما هو مقروء في مصر التي لم ينتبه كُتابها إليه إلا بعد حصوله على نوبل، وذكرت أنها رقصت فرحا إثر فوزه بالجائزة وكأنها هي التي فازت بها. من جانبها، قالت الأديبة ليلى محمد صالح أن نسيج الشخصيات في أعمال محفوظ الأدبية جاء متناغماً مع نسيج المكان، أما د. نادر القنة، فذكر أن مرجعية رواية "اللص والكلاب" الحقيقية ليست قصة السفاح بل تشريح واقع الحياة في تلك الفترة، بينما أكدت الكاتبة سوزان خواتمي أنها أصيبت بالإحباط بعد قراءتها لكتابه "أصداء من السيرة الذاتية"، لشدة المفاجأة مشيرة إلى أن محفوظ كان سابقاً لعصره في رؤاه وإبداعه. وكان للكاتبة إستبرق أحمد مشاركة متميزة بقراءة بعض النصوص من كتاب "أصداء سيرة الذاتية". وختام الشهادات كانت لمدير نادي الكويت للسينما عماد النويري الذي تحدث عن تأثير محفوظ في وجدان ملايين العرب من خلال رواياته والأفلام التي أخذت عنها وأثرت الحركة الأدبية والفنية في العالم العربي بل وتجاوزت إلى بلدان أخرى من العالم. وفي ختام الاحتفالية التي بدأت في السابعة وانتهت في العاشرة، عرض فيلم "اللص والكلاب" من بطولة شكري سرحان، شادية، كمال الشناوي، سيناريو صبري عزت وإخراج كمال الشيخ. كما أقيم على الهامش معرض كتب بالمجان إهداء لمحبي الأدب و إبداع محفوظ