الشرطة تبدأ مراجعة وثائق اقامة الاجانب في المدينة استعداداً لترحيل المهاجرين غير الشرعيين جنود إيطاليون في ميلانو اعتقلت نيابة ميلانو الإيطالية أمس أربعة مصريين على سبيل الإحتياط بعد أعمال شغب وقعت بين مهاجرين من شمال افريقيا وأمريكا الجنوبية بعد مقتل شاب مصري، وتسبب مقتل الشاب المصري البالغ من العمر 19 عاما أمس الأول في وقوع أعمال شغب مساء أمس الأول في حي يسكنه مهاجرون من أمريكا الجنوبية، في شمال شرق ميلانو. وذكرت وكالة "أنسا" الايطالية أن حوالي مائة شاب من دول "افريقيا الشمالية" خربوا 17 سيارة وخمسة محلات يملك غالبيتها مهاجرون من أمريكا الجنوبية. ووصف نائب رئيس بلدية ميلانو ريكاردو دي كوراتو ما حدث بانه "حرب عصابات على الطريقة الغربية بين عصابات من شمال افريقيا واخرى من امريكا الجنوبية". وكان الشاب المصرى قد قتل طعناً على يد مهاجرين من أمريكا الجنوبية، مما أثار غضب عشرات المهاجرين من مصر ودول شمال أفريقيا، فقاموا بأعمال شغب بالمدينة احتجاجا على مقتله. وكان القتيل حامد محمود الفايد قد اشتبك وصديق له وشابان من المغرب ، فى مشاجرة ظهر أمس الأول مع 5 مهاجرين من بيرو، انتهت بطعن حامد فى صدره وهروب القاتل وزملائه الأربعة. من جهته، قال الوزير روبرتو كالديرولي من رابطة الشمال المعارضة لاستقبال وايواء المهاجرين والعضو في الائتلاف الحكومي اليميني "اننا ندفع ثمن ايديولوجيات الماضي الخاطئة، وهي سياسة الابواب المفتوحة". وشبه كالديرولي هذه المواجهات باعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005. وقال "نجحت الحكومة في منع المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلاد، وعليها الان ان "تتصدى لمن يعيشون هنا للاسف بسبب" حكومة يسار الوسط السابقة. ودعا وزير الدفاع ايناسيو لا روسا الى "اقصى الحزم" في التعامل مع الهجرة غير القانونية، وقال "سنحاربها، من دون مبالغة، وكذلك من دون اي تهاون، ولو ضئيل". وردت المعارضة على الفور على لسان انا فينوتشيارو رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوع بقولها "لا يمكن حل مسالة مثل مسالة الهجرة من خلال التصريحات الدعائية". وكان وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني اعلن مؤخرا عن بدء العمل قريبا بنظام جديد لمنح تصاريح الاقامة للمهاجرين في ايطاليا يقوم على مبدأ جمع النقاط ويعتمد معايير عدة من بينها اتقان التحدث بالايطالية ومعرفة بنود الدستور. وفي حال ارتكب المهاجر مخالفة او جنحة تحسم منه نقاط. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أمس، رفض ماروني مطالبات بتفتيش جميع المنازل الواقعة في المنطقة التي شهدت الحادث، مؤكدا أنه "في المستقبل يجب علينا أن نتجنب تركز التجمعات العرقية في حي واحد". وأضاف وزير الداخلية الإيطالي أن الأمر يتعلق ب"مشروع جديد للاندماج" ، لكنه شدد على "ضرورة الحفاظ على وحدة المدينة في الوقت الحالي دون اللجوء إلى إجراءات مشددة لإخماد العنف، فلا حاجة لإطلاق النار في الشوارع" حسب قوله، وأعرب عن وجود حاجة ماسة إلى توزيع دقيق لتجمعات المهاجرين في المنطقة. في السياق نفسه، قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية ان سلطات ميلانو ستبدأ مراجعة وثائق اقامة الاجانب في المدينة التي تحفل بالعديد من العرقيات في خطوة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين والقضاء على الظاهرة. وقال نائب عمدة ميلانو رديكاردو دي كوراتو ان مسئولي الهجرة الايطاليين سيتوجهون الى المباني في المناطق التي يعيش فيها المهاجرون لفحص صحة اقامتهم في المدينة. واشارت الصحيفة الى ان التحالف الشمالي والجناح اليميني والحزب المعادي للمهاجرين في تحالف يمين الوسط الذي يتزعمه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني يطالبون بطرد المهاجرين المسئولين عن اعمال الشغب. ولفتت الصحيفة الى ان حادث اعمال الشغب هذا هو الثاني من نوعه خلال العام الحالي بعد حادث مدينة روزارنو في كالابرييا عندما اضرم عمال الزراعة الافارقة النيران في السيارات وحطموا نوافذ المتاجر احتجاجا على معاملة الشباب الايطالي الابيض لهم.