قبل ان تقرأ أجمل تعليق سمعته عن طلب المشير طنطاوي إجراء استفتاء شعبي عن بقائه في السلطة من عدمه .. " اللي يتجوز عرفي .. مينفعش يطلق عند المأذون!! ... في عز الأزمات .. الشعب المصري دائما صاحب إفيه وابن نكتة .. وهذا المثل قاله ضيوف أحد البرامج وهو يضحك ويندهش من هذا الطرح الساذج الذي قاله باستعطاف أكثر منه ثقة سيادة المشير الذي لم يأت الى السلطة باستفتاء ، بل بجدعنة المصريين ورضاهم على اعتبار ان البلد ستكون في أيد أمينة .. لكن " أمينة " طلعت أسخم من " سي السيد " .. وعايزه تجيبه الأرض ، فكان لابد له ان يُظهر لها العين الحمرا ويقول لها كان زمان وجبر .. أو على رأى ابراهيم عيسى " كان فيه منه وخلص". ************** انا اللي صاحب البيت عايش بدون لازمة .. ولما مرة شكيت إدوني بالجزمة .. كان هذا البيت الشعري لكاتبه هشام الجخ يردده المتظاهرون في ميدان التحرير اثناء ثورة 25 يناير .. واقسموا وقتها ان لن يعود هذا الأمر مرة أخرى ولو راح فيها ملايين .. لكنه وبمنتهى الغباء عاد وتكرر مع مجموعة مسالمة من مصابي الثورة .. الغلابة بحق .. سحلوهم عساكر الشرطة وضربوهم بالشوم والجزم ، وكأن لا ثورة قامت ولا يحزنون ، فما كان إلا أن ثار لكرامتهم الملايين ونزلوا الميدان تاني .. ليعيدوا إليه بهجته ورمزيته ، وكأن الميدان كان في شوق بالغ اليهم .. أو كأنه يعاتبهم كيف غابوا عنه طيلة هذه المدة ، ففرش لهم أرضه بالورد وأنار أعمدته ، وأوقد ناره لتدفئتهم وراح يغني : كلنا كده عايزين صورة .. صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة. وتحدث الميدان فرحا بأولاده الحقيقين الذين غابوا عنه وتركوه لآخرين.. ناس تانية خالص .. مصريين نعم، لكن لهم مصالحهم الخاصة.. كانوا قبل ثورة 25 يناير مختبئين خائفين.. وعندما شعروا ان العيال " الرجالة " حيعملوا حاجة راحوا داخلين وسطهم يحتمون فيهم وبهم .. وما ان أراد الله للحق أن ينتصر ويتجلى نوره .. أزاحوا هؤلاء العيال " الرجالة " من سكتهم وارتفع صوتهم وما كانوا يتجرأون أن يعلو هذا الصوت حتى في البيت على " الجماعة ". فرحت وبكيت في آن وانا أرى وائل غنيم وإسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ومحمد ومصطفى وعلي وحرارة وسعيد وفاطمة وبثينة وسميرة وأميرة .. رأيتهم في الميدان تاني .. هم أحباب هذا الميدان ورفاقه .. والميدان يعشقهم .. فقد صار بين الاثنين علاقة حب ومودة غير مسبوقة .. نزلوا إليه قائلين : وحشتنا .. ففرد ذراعيه وأخذهم كلهم في أحضانه. لنعترف إذن نحن الذين بلغنا من العمر ارذله ان الدفة بيد هؤلاء الشباب الورد .. هم وحدهم القادرون على التغيير وكسر غرور القوة والسلطة.. هم الثوار بحق ونحن في حمايتهم وتحت ضلهم .. فلا يجوز ولا يصح لصاحب بصر وبصيرة ان يلعب من ورائه ويظن ان قوة الدفع التي منحوه إياها ستستمر بهم وحدهم إلى ما ينشدونه بعيدا عنهم .. ففي أول اختبار يكتشفون الحقيقة الموجعة لهم .. المُبهجة للميدان .. ان لا قرار إلا للثائرين ولا سلطان إلا لمن يخرج من بيته وهو يعلم يقينا انه ممكن جدا أن لا يعود إليه مرة أخرى. كلامي واضح يراه الأعمى قبل من في وجهه عينان تبصران .. عواجيز الفرح .. العرسان الذين يحلمون بليلة عرس محصلتش ثم وبمجرد ان يختلي الواحد منهم بعروسه يقبّل يدها ورأسها ان تسامحه على تهوره وتصوره أن مجرد الرغبة بدون مقومات حقيقية وطبيعية ، يصبح العريس منهم زي العروسة .. أختين حلوين تبحثان عن عريس " دكر " بحق قادر على الجماع والإنجاب. تسلموا يارب ويسلم شبابكم ويسلم لسانكم وتسلم عقولكم وفيسبوكم وتويتركم .. يا ولاد مصر الحقيقين .. خلاص .. احنا العواجيز اتعلمنا منكم الدرس .. انتم مصر الحقيقية.. شمس الغد وقمرها المضىء .. انتم المستقبل واحنا الماضي .. انتم بكره واحنا امبارح .. فارضوا منا بأقل القليل.. فقد اكتوينا بالخوف والفزع سنوات طويلة والعاقل منا لا يحلم بليلة عرس تطيل رقبته.. فالعريس الحقيقي هو انتم ، فاحتضنوا العروسة وحطّوها في عينيكم .. ونحن فقط المعازيم. ورجعوا التلامذة ياعم حمزة ل " الميدان " تاني .. يا مصر انتي اللي باقية وانتي قطف الأماني .. لا كورة نفعت ولا أونطة .. ولا المناقشة وجيل بيزنطة .. ولا الصحافة والصحفجية .. شاغلين شبابنا عن القضية.